بعد السماح باستيراد أقماح مصابة ب«الإرجوت» المسرطن، طلب رئيس الحجر الزراعى فى مذكرة رسمية لوزير الزراعة، السماح باستيراد وإدخال شحنات «فول الصويا» التى تحوى بذور حشيشة «الإمبروزيا» السامة، والإفراج عن الشحنات فور وصولها للموانئ المصرية. واقترحت المذكرة التى حصلت عليها «روزاليوسف» التى رفعها الدكتور إبراهيم إمبابى، رئيس الحجر الزراعى بوزارة الزراعة، أن يتم إدراج فول «الصويا» ضمن السلع الأساسية الاستراتيجية التى يتم استيرادها بمعرفة الدولة «عن طريق هيئة السلع التموينية» لضمان استمرارية صناعة الزيوت فى مصر، على أن يتم التعاقد مع شركات تفتيش ومراجعة دولية لمطابقة الرسائل المزمع شحنها للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية العالمية، والإفراج عن الشحنات عند وصولها للموانئ فى مصر وفقا للمواصفات القياسية العالمية مع وضع ضوابط محكمة تضمن عدم تسربها للتربة الزراعية أثناء نقلها تحت التحفظ من الموانئ إلى المصانع لإتمام عملية «الغربلة» على الشحنات المحتوية لبذور الإمبروزيا. وأشار إمبابى فى مذكرته المؤرخة بتاريخ 17 سبتمبر 2016 إلى أن بذرة فول الصويا المستوردة بغرض إنتاج الزيوت كان يتم نقلها تحت التحفظ من الموانئ إلى المصانع لإجراء عمليات الغربلة والتصنيع، وذلك حتى شهر فبراير 2016، حيث أصدرت لجنة أعمال الحجر الزراعى المنعقدة فى 16 فبراير 2016 قرارها بأن يتم غربلة بذور فول الصويا المصابة بحشيشة «الإمبروزيا» داخل الموانئ فقط، وفى حال عدم توافر الغرابيل فى ميناء الوصول يتم نقل الشحنة عبر البحر فقط إلى ميناء آخر تتوافر فيه عملية الغربلة لفصل حشيشة الإمبروزيا وقد أدى ذلك القرار إلى تفاقم أزمة الزيوت بمصر. كان مركز البحوث الزراعية قد قام بتوجيه فريق من الباحثين لإعداد ورقة بحثية، تم عرضها بالمؤتمر الثالث للمحاصيل الحقلية عام 2010، ونشر ملخصها على الموقع الإلكترونى للمعمل المركزى للحشائش التابع لمركز البحوث الزراعية، بوزارة الزراعة، بعنوان «تحليل المخاطر المصاحبة لبذور الحشائش ودرجة تلوث الحبوب المستوردة بها». فريق الباحثين قام بإجراء التحليل للمرة الأولى باستخدام عدد 1334 عينة من شحنات الحبوب المستوردة خلال الفترة من 1/3/2009 إلى 1/3/2010 لتتبع درجة تلوثها ببذور الحشائش المختلطة بها، وتقدير مخاطر 4 أنواع من بذور الحشائش المتواجدة بها وهى «الزمير والصامة والعليق المسجلة محلياً أى الموجودة فى مصر، بالإضافة للإمبروزيا بنوعيها كحشيشة أجنبية غير موجودة بمصر». وكشف تحليل المخاطر للإمبروزيا أنها حازت على درجة عالية من المخاطر كحشيشة حجرية ويجب أن تعامل كحشيشة حجرية ممنوع دخولها مصر، حيث إنها قادرة على الإنبات وإنتاج بذور تحت الظروف المصرية وأن هناك إمكانية لدخولها مصر بدرجة كبيرة، وهناك إمكانية كبيرة لتوطنها فى مصر مما سيعطيها فرصة عالية لإحداث خسائر اقتصادية كبيرة، مشددة لهذه الأسباب على ضرورة التأكد من خلو المواد النباتية المستوردة من بذور الإمبروزيا عن طريق غربلتها تماماً قبل دخولها الأراضى المصرية. فى سياق متصل وبحسب مصدر مسئول بوزارة الزراعة، فإن أكثر الدول التى نستورد منها فول الصويا هى «أمريكا والأرجنتين وأوكرانيا»، لافتا إلى أن بذور حشيشة «الإمبروزيا» السامة غير مدرجة فى جداول «الآفات» الحجرية بالقرار الوزارى رقم 3007 لسنة 2001 والتى يتم فحصها بمعرفة مهندسى الحجر الزراعى لأنها غير موجودة فى مصر.