ضبط شخصين بحوزتهما دعاية انتخابية ومبالغ مالية بمحيط إحدى اللجان في المنيا    متحدث التعليم: لا إجراءات جديدة ضد الطلاب غير المسددين للمصروفات    كامل الوزير: ندرس حاليا إنشاء مجمع صناعات معدنية.. وهنعمل مصانع بفكر وتكنولوجيا جديدة    البنك التجاري الدولي يعلن ترقية برنامج Miles Everywhere ليصبح "CIB Explore" ابتداءً من يناير 2026    كامل الوزير: أسعار الطاقة في مصر تنافسية جدًا وأقل من تركيا والهند    قاذفات أمريكية نووية تُحلق فوق بحر اليابان عقب مناورات صينية روسية    حكومة غزة تردّ على ادعاء سفير واشنطن بالأمم المتحدة دخول 600 شاحنة مساعدات يوميًا    القيادة المركزية الأمريكية: مركز التنسيق بغزة يعمل لإدخال إمدادات إنسانية لفصل الشتاء    قائمة منتخب مصر النهائية لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2025    ضبط طرفي مشاجرة داخل مدرسة بالإسماعيلية    منهم عبلة كامل.. قرار حكومي بعلاج مجموعة من الفنانين على نفقة الدولة    حرمانها من بناتها.. أحدث شائعة طاردت شيرين عبد الوهاب في 2025    لحظة دخول ياسمين عبد العزيز ستوديو معكم منى الشاذلي    الجيش الصومالي يحبط محاولة تفجير في مقديشو    انهيار منزل قديم من 3 طوابق دون إصابات بطهطا في سوهاج    تعزيز التعاون الدوائي بين مصر والصين.. مباحثات موسعة لزيادة الاستثمار ونقل التكنولوجيا في قطاع المستلزمات الطبية    جيمي كاراجر يهاجم صلاح ليتصدر التريند.. مدافع ليفربول السابق لم يفز بالدورى الإنجليزى وسجل 10 أهداف منها 7 فى نفسه.. ميسى وصفه ب"حمار".. رونالدو تجاهله على الهواء.. ومورينو: أنت نسيت الكورة.. فيديو    توروب يعلن قائمة الأهلي لمباراة إنبي    أحمد سالم في كلمة أخيرة: متوقع اكتمال تشكيل مجلس النواب الجديد بحلول أوائل يناير    في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ.. «الحرافيش» درة التاج الأدبي المحفوظي    أيهما الزي الشرعي الخمار أم النقاب؟.. أمين الفتوى يجيب    محمد رمضان ل جيهان عبد الله: «كلمة ثقة في الله سر نجاحي»    وزير الصحة يتفقد مقر المرصد الإعلامي ويوجه باستخدام الأدوات التكنولوجية في رصد الشائعات والرد عليها    مدينة العبور تجهز «شلتر» للكلاب الحرة لتحصينها وتنفذ حملات للتطعيم ضد السعار    ميسرة بكور: بعض الدول الأوروبية تتصرف وفق مصالحها الوطنية على حساب المصلحة المشتركة    دوري المحترفين ..أبو قير يواصل السقوط والترسانة يتعادل أمام طنطا    إطلاق قافلة طبية علاجية شاملة لقرية أربعين الشراقوة بكفر الشيخ    إكسترا نيوز: لا شكاوى جوهرية في ثاني أيام التصويت وإقبال منتظم من السيدات    خبير استراتيجى: إسرائيل نفذت أكثر من 500 خرق منذ اتفاقية وقف النار بغزة    الإسماعيلي يكشف تفاصيل إصابة حارسه عبد الله جمال    حسام وإبراهيم حسن يزوران معسكر منتخب مصر مواليد 2007.. صور    فوز مشاريع تخرج كلية إعلام جامعة 6 أكتوبر بالمراكز الأولى في مسابقة المجلس القومي للمرأة    العدل: معايير النزاهة في الاستحقاقات الانتخابية منارة تضئ طريق الديمقراطية    المصل واللقاح: لقاح الإنفلونزا آمن تماما ويحسن المناعة ولا يضعفها    «هما كده» أغنية جديدة لمصطفى كامل ويطرحها السبت    لجان خاصة بذوي الإعاقة، تجارة عين شمس تعلن الجاهزية لامتحان 60 ألف طالب    بعد أسبوع من البحث| اصطياد «تمساح الزوامل»    أشرف زكى عن عبلة كامل : مختفية عن الأنظار .. ونشكر الرئيس على رعاية كبار الفنانين    الحكومة تكشف حقيقة انتشار جنيهات ذهبية مغشوشة في الأسواق    «صحة قنا» تعقد اجتماعًا بمديرى المستشفيات لتعزيز جاهزية منظومة الطوارئ والرعاية الحرجة    ضبط شخص بحوزته كروت دعائية وأموال لشراء أصوات الناخبين في الأقصر    حبس عاطل بتهمة التحرش بفنانة شهيرة أثناء سيرها بالشارع في النزهة    تطورات الوضع في غزة تتصدر مباحيات الرئيس السيسي وملك البحرين    «المشاط» تبحث مع بنك الاستثمار الأوروبي نتائج زيارته لمصر    الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن فوز مصطفى البنا وحسام خليل بالدائرة الثانية بأطسا    المشدد 7 سنوات لرئيس حي شرق الإسكندرية السابق في قضية رشوة    الضباب الكثيف يلغي عددا من الرحلات الجوية إلى مطار حلب بشمال سوريا    حكم كتابة الأب ممتلكاته لبناته فقط خلال حياته    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروع تطوير مدينة النيل الطبية    الخارجية السورية: إلغاء قانون قيصر يمثل انتصارا    ضربات أمنية لضبط الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    مواعيد مباريات اليوم الخميس 11-12-2025 والقنوات الناقلة.. السعودية تواجه فلسطين والمغرب أمام سوريا    سباليتي: أداء يوفنتوس أمام بافوس كان محرجا في الشوط الأول    رئيس هيئة الاستثمار يشارك في احتفالية شركة «قرة إنرجي» بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة الأقصر    أسعار الفضة تلامس مستوى قياسيا جديدا بعد خفض الفائدة الأمريكية    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انطلاق أول قمة عربية تقام فى موريتانيا
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 26 - 07 - 2016

شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط أمس القمة العادية السابعة والعشرين لجامعة الدول العربية، وهى القمة الأولى التى تستضيفها موريتانيا منذ تأسيس الجامعة عام 1945.
وارتفع عدد الأمراء ورؤساء الدول المشاركة فى القمة الى 7 رؤساء فيما يشارك فى القمة 6 من رؤساء الحكومات ونواب الرؤساء، وتمثل باقى الدول العربية بوزراء خارجيتها.
ووصل وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، إلى مطار نواكشوط الدولى ليترأس وفد بلاده المشاركة فى القمة العربية، وكذلك أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لتمثيل بلاده فى القمة.
وتوافد على نواكشوط رئيس المجلس الرئاسى الليبي، رئيس حكومة الوفاق الوطنى الليبى فائز السراج، ورئيس جيبوتى اسماعيل عمر جيلي، ورئيس جمهورية القمر الاتحادية عثمان غزالى.
كما وصل امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان ورئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، ووزير الخارجية المغربى صلاح الدين مزوار.
«وصول الوفود»
وبدأ وصول رؤساء وقادة الدول العربية المشاركين فى قمة «الأمل» بنواكشوط بالرئيس السودانى عمر حسن البشير إلى مطار نواكشوط الدولى «أم التونسي»، وكان فى استقباله الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز.
وأبدى البشير ثقته فى نجاح قمة نواكشوط، مشيدا بالتحضيرات التى تمت حتى الآن، وأكد أن «موريتانيا أنقذت القمة العربية بتوليها لهذا التنظيم المحكم فى وقت وجيز بفضل كفاءة وقدرة الرئيس محمد ولد عبد العزيز».
كما هبطت فى مطار نواكشوط الدولى طائرة تقل الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي، حيث كان فى استقباله الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
ووصل أيضا الرئيس التشادى إدريس جيبى الرئيس الدورى للاتحاد الإفريقي، إلى مطار نواكشوط وذلك بعد دعوة وجهها له الرئيس الموريتانى بوصفه ضيف شرف.
وشهدت نواكشوط إجراءات أمنية مشددة، من أجل تأمين أعمال القمة التى يستضيفها قصر المؤتمرات على مدار يومين بحضور عدد من الزعماء ووزراء الخارجية العرب.
وانتشرت قوات كبيرة من الجيش والشرطة فى الشوارع الرئيسية للعاصمة لتأمين الوفود الذين بدأوا بالوصول إلى البلاد.
وقامت نواكشوط بأعمال واسعة لصيانة الطرق وافتتاح أخرى جديدة، من بينها شارع حمل اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل.
ويربط شارع الشيخ زايد بين مطار نواكشوط، الذى تم إعادة افتتاحه مجددا بعد أعمال صيانة كبيرة، وبين قلب العاصمة نواكشوط، حيث من المقرر أن تسلكه مواكب الوفود المشاركة فى القمة.
وبينما يتخوف البعض من انعقاد القمة فى موريتانيا لدواع أمنية ولوجيستية، تحاول سلطات البلاد جاهدة بذل كل ما فى وسعها لتأمين أعمال القمة التى تريد لها أن تكون ناجحة على صعيد التنظيم على الأقل.
يشار إلى أن جامعة الدول العربية أعلنت فى فبراير الماضى، نقل اجتماعات القمة إلى موريتانيا، بعد اعتذار المغرب عن عدم استضافة الاجتماعات التى كانت مقررة فى أبريل الماضى.
كلمة السيسى
بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى شارك المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء فى فعاليات القمة العربية رقم 27 المنعقدة حاليًا فى العاصمة الموريتانية نواكشوط، وويحضر معه القمة وزير الخارجية سامح شكرى.
وصرح السفير حسام القاويش المتحدث الرسمي مجلس الوزراء بأن المهندس شريف اسماعيل حضر الجلسة الافتتاحية للقمة وألقى خلالها كلمة نيابة عن السيد رئيس الجمهورية نصها كما يلى:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالى
معالى السيد أمين عام جامعة الدول العربية،
الضيوف الكرام
يسعدنى فى بداية حديثى أمامكم اليوم / أن أنقل إليكم تحيات وتقدير فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية / الذى كان يتطلع للمشاركة فى فعاليات هذه القمة /كما أنقل إليكم / خالص أمنياته لهذا الاجتماع بالنجاح / وتحقيق كل ما تصبو إليه الأمة العربية / من استقرار وعزة وتقدم.
ويشرفنى أن ألقى على حضراتكم البيان التالى / نيابة عن فخامته :
يسعدنى فى بداية حديثى أمام جمعكم الموقر اليوم / أن أنقل إليكم تقدير ومودة أبناء الشعب المصري/هذا الشعب الأبى العظيم الذى طالما شكل فخره بانتمائه إلى أمته العربية/ أحد أهم مكونات هويته الوطنية والثقافية / حيث بذل على مدى تاريخه كل غال ونفيس من أجل تحقيق استقلالها / وصون كرامتها /والحفاظ على مقدرات شعوبها الشقيقة وحقوقها / إيماناً منه بوحدة الهدف والمصير بين الأشقاء من المحيط الى الخليج.
كما يطيب لى فى افتتاح أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة فى دورته السابعة والعشرين / أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة / ولأخى صاحب الفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز / على حسن تنظيم فعاليات القمة / والجهد الكبير الذى بُذل حرصاً من فخامته على عقدها فى نواكشوط / ولما لمسه الجميع من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال/ وهو أمر ليس غريباً على شعب موريتانيا الشقيق.
ولا يفوتنى فى هذه المناسبة / أن أقدم أسمى آيات الشكر والامتنان للدكتور نبيل العربي / الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية على ما قدمه من عطاء خلال فترة ولايته .
والتهنئة كذلك واجبة للسيد أحمد أبو الغيط / الأمين العام الجديد للجامعة / على الثقة الكبيرة التى حظى بها من بين الدول الأعضاء/ إذ عهدت إليه بالإجماع بمسؤولية منصب الأمين العام / ثقة من الدول الأعضاء فى أن مسيرته وتجربته الدبلوماسية الحافلة وخبرته الواسعة / ستكون له خير عون فى أداء مهمته .
وإننا إذ ندعو له بالتوفيق فى مهمته / فإننا نؤكد مجدداً التزام مصر الذى لا يفتر / بتقديم كل الدعم والمساندة لبيت العرب / جامعة الدول العربية / وبما يمكنها من الاضطلاع بدورها الأساسى فى تنمية وتعزيز روابط التكامل والتضامن العربي.
لقد تولت مصر رئاسة القمة العربية / خلال ما يزيد على العام/تركزت فيه جهودنا بشكل عام على تعزيز آليات العمل العربى المشترك/فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية / إيماناً بأن التكامل العربى الفعال لم يعد ترفاً / وإنما قد أضحى ضرورة ملحة إذا ما كان لهذه الأمة أن تترجم تطلعات أجيالها الصاعدة / الى خطوات عملية /باتجاه بناء مستقبل مشرق طال انتظاره.
وإدراكاً من مصر لمسؤوليتها /تجاه متطلبات الأمن القومى العربي/ عبر استعادة الدور الصحيح للدولة ومؤسساتها فى المنطقة/ فى وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية تحولات وتطورات استراتيجية عميقة / تمس أمن الأمة فى الصميم .
فلقد حرصت مصر خلال فترة رئاستها للقمة / على توظيف علاقاتها المتوازنة وتحركاتها النشطة على الساحة الدولية /وتنسيق المواقف مع الدول العربية الشقيقة / بهدف التأثير الفعال فى التناول الدولى لقضايا عالمنا العربي.
وفى هذا الإطار فقد عملت مصر أيضاً / منذ بداية العام الجارى بصفتها العضو العربى فى مجلس الأمن / على تحقيق نقلة نوعية فى تناول المجلس للشأن العربي /والمساهمة فى توحيد الرؤى والمواقف العربية / تجاه ما يطرح عليه من قضايا ومستجدات تمس المصالح العربية.
إن الظرف التاريخى الدقيق الذى يشهده العالم العربي / يتطلب تكاتفنا جميعاً من أجل الحفاظ ليس فقط على مصالح دولنا / بل على تماسك مجتمعاتنا ووحدة شعوبنا /وحق أبنائها فى التطلع الى اللحاق بركب الحضارة الإنسانية /والحصول على فوائد تطورها القيمى والتقنى المذهل خلال العقود الأخيرة / كما يتطلب منا السعى بصدق نحو بلورة رؤية واضحة لمعالجة مختلف التحديات / ووضع مبادئ متوافق عليها لإدارة ما تشهده منطقتنا من تحولات.
إن نظرة سريعة على خريطة الأزمات الممتدة فى المنطقة وتداعياتها / لكفيلة بأن توضح بجلاء الدرجة غير المسبوقة / التى باتت شعوبنا تعانى بها من مآس يتألم لها الوجدان الإنساني.
فكيف وصلنا الى هذه المرحلة؟ /ولماذا تحول الحلم العربى الذى ولد فى النصف الثانى من القرن العشرين لتحقيق الاستقلال الوطنى والتضامن من أجل تحقيق التنمية والتقدم والرخاء / الى مشهد تُجاهد فيه بعض الدول العربية / إما للحفاظ على تماسكها فى مواجهة مخططات تهدف للعبث باستقرارها وأمنها وتوجهات مستقبلها / أو للدفاع عن مقدرات شعوبها أمام تدخلات خارجية سافرة/ تبتغى إعمال الفرقة وإزكاء النعرات الطائفية والقبلية للقضاء على أى تصور لهوية وطنية / تقود مجتمعاتها الى مستقبل يقوم على المواطنة والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد / أو لمكافحة التطرف والإرهاب على أراضيها / وتقويضها لمؤسسات الدولة الوطنية / وما تجلبه معها من خوف وترويع ووحشية.
ومن ثم فإن بناء الدولة ذات المؤسسات القوية القادرة على تحقيق التنمية المستدامة / والقائمة على تعزيز قيم المواطنة والعدل بين مواطنيها / بصرف النظر عن انتماءاتهم العرقية او الطائفية ورعاية مصالحهم / خيار لا غنى عنه لمستقبل الأمة.
كما تُعد التدخلات الخارجية فى الشأن العربي / أحد أهم العوامل التى ساهمت أكثر من غيرها على مدى عقود / فى تقويض البناء العربي / ويتعين علينا التنبه لها ومواجهتها / والعمل على تقوية الداخل العربى ليتمكن من مجابهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
ويكون ذلك بالتواكب مع تصويب الخطاب الديني / وتنقيته مما علق به من أفكار مغلوطة / تستغلها التنظيمات الإرهابية لاستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها / وذلك فى إطار استراتيجية شاملة لمكافحة التطرف والإرهاب.
إن الصدق مع النفس واستخلاص عبر الماضي / على أهميته ومحوريته / لا يجب أن يصرفنا عن استشراف مسارات المستقبل الذى نبتغيه لشعوبنا وأمتنا / وعن رصد ما نملكه من مقومات النجاح ومن موارد بشرية وطبيعية / يمكننا الاستناد إليها فى مهمة تحقيق الرفاهية لدولنا.
إلا أن المستقبل الذى نبتغى تحقيقه لشعوبنا / يتطلب فى المقام الأول تهيئة البيئة المناسبة لبنائه /والتى لن تتأتى دون التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التى تواجه عدداً من دوله / وفى مقدمتها القضية الفلسطينية / التى تحتفظ بأولوية متقدمة فى السياسة الخارجية المصرية / والتى لا تدخر مصر جهداً من أجل تسويتها .
وفى هذا الإطار جاءت جهودها الأخيرة / التى تحذر من عواقب تفاقم الأوضاع / وتؤكد على أهمية إحلال السلام العادل والشامل وآثاره الإيجابية على مستقبل المنطقة وأجيالها القادمة .
كما تمثل الأوضاع فى كل من سوريا وليبيا قضيتين أساسيتين من قضايا العرب / ويتعين تسويتهما من خلال حلول سياسية تحقن دماء الشعبين الشقيقين وتصون مقدراتهما / وتحفظ كيان هاتين الدولتين الشقيقتين ومؤسساتهما الوطنية.
وينطبق ذات الأمر على عدد من الدول العربية الشقيقة / سواء التى تواجه ظروفاً مشابهة / أو تلك التى تكافح الإرهاب وتجتهد من أجل ترسيخ مؤسساتها الوطنية.
إن تأسيس مسارنا نحو مستقبل أفضل / لن تكون بأى حال من الأحوال مهمة سهلة أو يسيرة /فتراكمات الماضى ثقيلة وصعبة /ومعطيات الواقع الراهن معقدة ومتشعبة .
ومع ذلك / فلا غنى اليوم عن التوافق على أطر ومبادئ لإعادة الاستقرار / وتسوية الصراعات والاضطرابات التى تعصف بمقدرات عالمنا العربي / وتهيئة الأجواء لعملية واسعة وطموحة لرأب الصدع/ وترميم بناء البيت العربى من الداخل / وبما يمهد الطريق أمام ميلاد ثان لمشروع التضامن العربي /الذى يظل المنطق الذى حكم ميلاده الأول سارياً حتى يومناً هذا / وهو أن قوتنا فى وحدتنا وتكاتفنا/بالاستناد الى هوية مشتركة ومصالح متوافقة / وتطلعات شعوبنا/ وذلك لتتبوأ أمتنا العربية مكانها اللائق بين الأمم.
تبقى رسالة أرى أن ثمة أهمية بالغة لتوجيهها الى القوى الإقليمية والدولية / التى تراقب المشهد الاستراتيجى الحالى فى المنطقة عن كثب / بل وتتداخل فيه مدفوعة بمصالحها واهتماماتها.
إننى أؤكد أن تهيئة الأجواء المواتية للانخراط فى حوار جاد /وفى عملية تشاورية وتوافقية /تستهدف إعادة الاستقرار الى ربوع المنطقة / والحفاظ على مؤسسات دولها من خطر التفكك / ودعمها فى مساعيها للتقدم الاقتصادى والاجتماعي / لهى مسألة تتجاوز فى أهميتها المصلحة العربية المباشرة /وتتعداها بكل تأكيد الى الحد الذى يمكن معه اعتبارها محوراً أساسياً /من محاور تحقيق السلم والأمن الدوليين / على المديين المتوسط والبعيد.
وبالتالي، فإن العالم فى أمس الحاجة الى شرق أوسط آمن ومستقر/ خال من الصراعات / متجه نحو تحقيق طفرة تنموية واقتصادية / تمكن شعوبه من استحضار مخزونها الحضارى الوفير/ وتطوير إسهامات جديدة وعظيمة فى مسيرة الحضارة الإنسانية.
وفى هذا السياق / فإننى إذ أتحدث باسم الشعب المصري/ أتعهد أمامكم اليوم بأن مصر/ انطلاقاً من مسؤوليتها التاريخية أمام أمتها / لن تدخر جهداً للمساهمة فى تحقيق مزيدٍ من التضامن العربي / وتعزيز العمل العربى المشترك / تحقيقاً للتطور الحضارى الذى يقودنا نحو المستقبل المأمول.
وختاماً / فإننى أعرب عن أملي /فى أن تنعقد القمة العربية المقبلة ومنطقتنا العربية أكثر أمناً واستقراراً/ ودولنا العربية أكثر تقدماً ورخاءً /وشعوبنا العربية أكثر أماناً وإخاءً /ووحدتنا العربية أكثر قوة وتضامنا.ً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،»
وأضاف المتحدث الرسمى أن المهندس شريف اسماعيل قام عقب القاءه الكلمة بتسليم رئاسة القمة السادسة والعشرين من جمهورية مصر العربية الى الجمهورية الاسلامية الموريتانية الرئيس الحالى للقمة السابعة والعشرين، معربا عن أمنياته للرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز بالتوفيق والسداد فى رئاسة القمة.
وكانت القمة قد أُستهلت باستقبال الرئيس الموريتانى للوفود المشاركة ثم اعقب ذلك أخذ الصورة التذكارية الرسمية لرؤساء الوفود المشاركة بالقمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.