تعد لوحة «المجنون الأخضر» إحدي روائع الفنان الراحل عبدالهادي الجزار (1925-1966) وترجع أهمية هذا العمل الفني إلي أنه يلخص تجربة الفنان القصيرة «20 عامًا» والتي مزج فيها المدرسة السريالية بالموروث الشعبي بأسلوب فريد غير مسبوق واللوحة تمثل وجه المجنون الأخضر الذي رسمه 1950 عن اسكتش رسمه لصبي بالقلم الرصاص واستعان به في تركيب هذا الوجه لمجذوب يجاور الأضرحة كجالب للبركة ومانع للحسد فأبرز الجزار في خلفيته رسما لهالة هلالية من ذراعين بأكف تتوسطها عين الحسود وأبرز شاهد الضريح في أسفل الخلفية دون الانشغال بتأكيده كي لا يؤثر بصريًا علي الوجه الذي يتوسط اللوحة. واللوحة ممتلئة بدلالات رمزية لا منتهية بدءًا بالرموز الشعبية مرورًا بالقرط الذي يلبسه ذلك المجنون والزهرة الحمراء التي يضعها في أذنه انتهاءً باللون الأخضر الذي اختاره الجزار بديلاً عن لون البشرة المعروف وكأنه يؤكد علي «عطب» ما في هذا الشخص واللوحة المرسومة بخامة الزيت علي كرتون استغل فيها الفنان الخامة لتكثيف اللون وتلخيص الكثير من التفاصيل للتأكيد علي الدلالة والعمق الميتافيزيقي الذي وقع الجزار في أثره. عبدالهادي الجزار فنان سكندري من الرعيل الثاني «جيل ما بعد الرواد» وأحد مؤسسي جماعة الفن المصري المعاصر والذي يرجع لها الفضل في تحويل الاتجاهات الأكاديمية للفنانين إلي الاتجاهات الحديثة.