أبوعاصى: الثقافة المغشوشة أفرزت التطرف والإرهاب ومواجهتها تتم بنشر ثقافة الوسطية

أكد د. محمد سالم أبوعاصى عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الإسلام حثَّ على الثقافة والمعرفة وكان أول ما نزل من الوحى يدعو إلى القراءة والتأمل والمعرفة فى قول الحق سبحانه: «اقرأ باسم ربك الذى خلق»، فنحن أمة: «اقرأ»، مشيرًا إلى أن القراءة نوعان: قراءة للكون المنظور، لتصل من خلال التأمل إلى أن للكون خالقًا رازقًا مدبرًا لأمره، داعيًا إلى إعمال العقل مع القراءة، فالأمة التى تعطل مداركها ولا تعمل عقلها أمة تبقى متخلفة وفى ذيل الأمم.
أضاف ان النوع الثانى هو قراءة فى كتاب الله المسطور (القرآن الكريم) مع التدبر والتفكر الذى يرسخ الإيمان فى قلب المؤمن، فالقراءة بلا تدبر سبب الاختلاف والانغلاق، فلابد عند قراءة القرآن من استنباط النتائج والوقوف على الحقائق وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
وفى سياق متصل دعا أبوعاصى إلى الاهتمام بتعليم الأطفال وتنشئتهم تنشئة صحيحة على القيم السمحة والمعتدلة، مع الأخذ بأحدث وسائل التعليم، واستقدام أكفأ الأساتذة لتعليم الناشئة، مع ضرورة العناية بالطفل نفسيا وتربويا وعلميا وصحيا.
وشدد أنه فى سبيل الارتقاء بالعملية التعليمية لابد من العناية بالعملية التربوية، والارتقاء بالمعلم والمناهج التربوية، وخاصة مناهج التربية الدينية، لأن التطرف انبثق من الثقافة المغشوشة المزيفة التى أنتجت عقولا مختلة، فإذا أردنا رجالا علماء أصحاء الفكر والعقل فلابد من نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة فى مواجهة الثقافة المغشوشة المزيفة.
كما دعا إلى العمل والإنتاج مع العلم والإيمان، فلا يكفى الإيمان بلا عمل، فالله (عز وجل) قرن الإيمان بالعمل الصالح، وهذا سر نهضة الأمة ، فلابد من العمل والتقدم فى جميع المجالات، فالدفاع عن الأوطان يقتضى القوة الاقتصادية والاجتماعية، فمن يتكاسل عن العمل يحاسب أمام الله فالأمة القوية هى التى تعتمد على نفسها، وذلك لا يكون إلا عند الأخذ بالأسباب وسنن الله فى الكون لا تتخلف، فمن أخذ بالأسباب تقدم وارتقى، ولو كان كافرًا، ومن لم يأخذ بالأسباب تخلف ولو كان مؤمنًا، فسنن الله فى الكون لا تعرف المجاملة أو المحاباة.
كما أوضح أن العمل الصالح غير مقصور على العبادات بل كل عمل نافع للوطن والمجتمع عمل صالح يؤجر صاحبه، داعيًا إلى نشر فقه الأولويات، فال ينبغى أن نشغل بالنقل عن الفرض، وبالفروع عن الأصول والثوابت.
واختتم قائلا إن وظيفة الإسلام الأولى معالجة علل الناس، وأن على الدعاة نشر المبادئ التى تعيد بناء الإنسان حضاريًّا وعلميًّا وماديًّا حتى تصبح الأمة قوية وسط العالم الذى لا يعترف إلا بالأقوياء، داعيًا الله تعالى أن يحفظ مصر وشعبها وقيادتها من كل مكروه وسوء.