قصة : مصطفى عثمان (1) " لا يمكن تفصيل عباءه دقيقه التفاصيل بدون قياس الطول من الرأس حتي انحناءه اليدين ، و مراعاة استخدام مقص حاد لقطع ذكريات تعلقت بأطراف القماش" أرتشف قطرات المطر الممزوجة بمرارة تراب تعلق بنسمات الصباح في طعم الشاي بالنعناع.أتمعن في خيال أغصان تلك الشجرة المتشابكة والملقاة أرضا في عبثيه فنان فقد مهارات يديه.أحاول لملمة بضعة أفكار بين الوريقات الذابلة. ألتقط قلمي فيسقط تائها بفعل جاذبية الحزن. (2) "يجب أن يكون دوران الصدر فضفاضا لاعطاء حرية كافية لنبضات القلب و دوران الخصر مضبوطا اذا كانت الحالة مناسبة للرقص،فلتمتنع العقول المترهلة" تمرر في خصلات شعرها زيت الزيتون.تصفف شعرها بعناية.تتجنب النظر للخصلات البيضاء.ترتدي القلب الزمردي في صدرها،لتتذكر لمساته المترددة حول رقبتها عندما اهداه لها،لترتعش. تختار الفستان من حوض الألوان القاتمه كما اعتادت تسميته،ينسدل حول جسدها فضفاضا.تلم شعرها بالتوكة، لترتدي الطرحة!و تقبل القلب. (3) "الالوان المزخرفة تبخر الأرواح برحيق بهجتها، بينما تتسلل الالوان القاتمه من وراء أبواب الأحزان المغلقة فتزيد من عمق بصمات الزمن" تنهي اعداد سندوتشات الجبن الرومي و مربي الفراولة.تحرص علي تقبيل كل سندوتش لتضيف إليه لمسة حنان.تبدو أحضانها لأطفالها في الصباح كوداع عشاق قبل الفراق.ترتجف في طريقها للمرآة؛ صديقتها الوحيدة التي صمدت في وجه قسوة الحياة.تتعرج في تلك السنوات علي بشرة وجهها.تضغط بقوة لعلها تعيد إحياء بريق تلك الغمازتين في خديها.تحاول معانقة المرآه ربما تحن للماضي. تتذوق شفتيها المبتسمة دمعة، لتضل يديها الطريق للمساحة الخالية يسار صدرها. (4) "عند بدء الخياطة النهائية للقماش،اتركي سنتيمترين زيادة.فالزيادات أحيانا تحمينا من مفاجآت مستقبلية" تتذكر ان اليوم عيد الحب.تنبهر بكل تلك الدباديب الحمراء في طريقها لمحل الورد. "مكنش في زمان دباديب، كان بيحضنا صوت حليم مع بوكيه الورد" تختار بعنايه أزهار البنفسج التي لم تتفتح بعد،فربما تبيح أعماقها بالقليل من أسرارها. "كفاية كده،احسن يكون البوكيه صغير،عشان مياخدش قلم في نفسه" تذهب لحديقة الأزهر بخطوات سريعة لتلك النافورة في وسطها، بقلب يتأرجح. تنظر لتلك الأتربة التي علت الكنبة الخشبية.فهو لم يعد جالسا في انتظارها. (5) "انتظري، قُصِ الزيادات لانها تبطئ من سرعه الطيران. فأفكارك الجامحة قد تنجرح، تنزف، تقطب جبينها، تنزوي وحيدة، ولكنها أبدا لن تموت، فسيأتي يوما تحطم قيودها و تطير بلا سابق انذار" أتوه في تلك الحواري الملتفة.تتعثر قدماي في دقات قلب مترددة وعيون تائهه.تختلط أنوار مسجد الحسين الخضراء بصدي صوت آذان المغرب، لأشتم رائحه بخور تتراقص بين الجدران العتيقة بل روحي تخطو عاليا تتلمس دهاليز السماء الرمادية.أتقدم نحو واجهة المحل الذي تجاهلت وجوده عن عمد سابقا.لا أترك الوقت ينساب طويلا حتي أختارها.بدلة الرقص الوردية المضيئة بالترتر.