اختفت نسخ رواية "الشمندورة" للكاتب النوبي الراحل محمد خليل قاسم، في عدد من "فرشات بيع الكتب" بوسط البلد، بعد ثلاثة أيام فقط من إعادة إصدارها ضمن سلسلة "ذاكرة الكتابة" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. ففي فرشة الكتب الموجودة بشارع قصر العيني، نفدت النسخ الثلاثين في ثلاثة أيام كما تؤكد صاحبتها، كما نفدت النسخ الستين في فرشة "عم رمضان" بميدان التحرير، والأمر نفسه مع فرشة "عمر بوك ستور"، إلي جانب تأكيد البعض علي نفادها من عند بائعي الصحف بمركز الباجور منوفية، والغريب أن الرواية لم تصل منها نسخة واحدة بعد لمنفذ بيع هيئة قصور الثقافة، الذي انتقل لقصر السينما بجاردن سيتي. الرواية التي تخاطفتها أيدي القراء، فزاد عدد من البائعين سعرها ثلاثة جنيهات، كان آخر إصدار لها منذ 16 عاما، ضمن سلسلة "كتاب أدب ونقد" عام 1994، أما إصدارها الأول فكان عام 1968 عن دار "الكاتب العربي" للطباعة والنشر، ويعدها البعض أهم عمل روائي يؤرخ لمجتمع النوبة بعاداته وتقاليده وثقافته، كما يؤرخ لعملية التهجير التي تعرضوا لها بعد تعلية خزان أسوان، وقد ألّفها صاحبها أثناء اعتقاله بمعتقل الواحات عام 1961، عن طريق كتابتها علي ورق السجائر "البفرة"، وتهريبها خارج المعتقل، وصدرت قبيل وفاته المبكرة حيث لم يكمل الثامنة والأربعين. وفي مقدمته للرواية التي تضمنت تعريفا بالكاتب وقراءة في بنيتها الفنية وقيمتها الأدبية، أشار القاص قاسم مسعد عليوة إلي بحثه المضني عنها، وفق تكليف من سعد عبد الرحمن، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة حينها، وبناء علي الطلب المتزايد عليها من قبل القراء والنقاد والباحثين. وأكد صبحي موسي، مدير إدارة النشر بالهيئة أن عدد النسخ بلغ ثلاثة آلاف نسخة، وهو أقصي عدد يصدر في سلسة "ذاكرة الكتابة"، وفي حال نفادها بالكامل، وفق تقرير التوزيع الذي سيتسلمه بعد ثلاثة أسابيع، سيقوم برفع مذكرة لرئيس الهيئة للتوصية بإصدار طبعة ثانية منها.