أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء أن تنظيم «داعش» الإرهابى يسعى بشكل حثيث لتشتيت جهود التحالف الدولى بفتح بؤر صراع جديدة فى مناطق متباعدة وفى قارات مختلفة، تنفيذا لاستراتيجية «النكاية والإنهاك» والتى وردت فى كتاب «إدارة التوحش»، المرجع الأهم للتنظيم الإرهابى. جاء ذلك فى أعقاب العملية الإرهابية التى نفذها التنظيم فى جاكرتا عبر سلسلة من التفجيرات فى العاصمة الإندونيسية قرب مكتب الأممالمتحدة ومناطق أخرى، والتى أسفرت عن مقتل نحو ثمانية أشخاص من بينهم خمسة من منفذى الهجوم، وإصابة العديد من المدنيين. وأوضح المرصد أن لجوء تنظيم «داعش» إلى استراتيجية «النكاية والإنهاك» يهدف إلى تشتيت جهود مكافحته والقضاء عليه، حيث تعتمد تلك الاستراتيجية على توسيع ساحة الصراع وفتح بؤر جديدة، وتحويل أنظار التحالفات الدولية الموجه ضده إلى أماكن مختلفة من العالم، وقد زاد اعتماد التنظيم على تلك الاستراتيجية فى الآونة الأخيرة، حيث نفذ التنظيم العديد من العمليات فى عدد من البلدان العربية والأفريقية والأوروبية والآسيوية، وبشكل متزامن ومتوال، وسعى لإنشاء كيانات جديدة محلية فى تلك البلدان تابعة له، بهدف دفع التحالفات الدولية ضده إلى توسيع عملياتها فى مختلف المناطق التى يتواجد بها التنظيم، وهو ما يخفف الضغط على معاقله فى سوريا والعراق، ومؤخرًا ليبيا التى باتت مركزا استراتيجيا للتنظيم. وأوضح المرصد أن العملية الأخيرة فى إندونيسيا - أكبر دولة مسلمة فى العالم - تؤكد أن الغالبية العظمى من ضحايا العمليات الإرهابية هم من المسلمين، ولا يجوز بأى حال من الأحوال تحميلهم مسئولية تلك العمليات، أو تشويه معتقداتهم بتلك الذريعة، بل إن الخطاب المعادى للمسلمين والمسيء للإسلام إنما هو خطاب داعم لتلك التنظيمات ويصب فى مصلحتها، يوفر لها المادة الخصبة لترويج نفسها وجذب الأتباع والمتعاطفين.