نظمت تجمعات شبابية كويتية انضمت لها المعارضة مسيرة مساء أمس الأول فيما أطلق عليه «جمعة الغضب» شارك فيها مئات الأشخاص والتي كان مقررًا لها أن تتم في ساحة الصفاة وسط العاصمة الكويتية إلا أن وزارة الداخلية الكويتية منعتها مؤكدة أن الساحة تقع داخل منطقة أسواق مكتظة بالناس ومن ثم طالبت المتظاهرين خلال يومين قبل المسيرة بأن يلتزموا بالتظاهر في ساحة الإرادة المواجهة لمجلس الأمة «البرلمان». وقد شهد الاعتصام الشبابي الذي تداعت إليه بعض القوي السياسية هتافات تطالب برحيل رئيس الوزراء ونواب الأغلبية الذين اتهموا بالتغطية علي ما وصفوه ب«فشل الحكومة واعتدائها علي الدستور»، مؤكدين أنهم سوف يتظاهرون الجمعة المقبلة تحت شعار «جمعة الرحيل». ونفذ المعتصمون مسيرة سيرا علي الأقدام بدأت من الساحة المقابلة للمجلس البلدي بدلا من ساحة الصفاة بعد أن أغلقت وزارة الداخلية الساحة وضربت حولها طوقًا أمنيا حوّلتها إلي ثكنة عسكرية لتنتهي المسيرة أمام البوابة الرئيسية لمجلس الأمة دون أن يتابعوا السير إلي ساحة الإرادة في رسالة واضحة تدلل علي رفضهم التوجيه من قبل وزارة الداخلية. وحمل المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات عدة كان أبرزها «حكومة منتخبة ودائرة واحدة» و«حرية حرية حكومة شعبية»، و«زنقة زنقة بيت بيت الله يعزج يا الكويت». وبالمقابل حمل بعض المناهضين للمعتصمين لافتات كتب عليها «ناصر المحمد يبقي والنواب المؤزمون يرحلون». وألقي بعض نواب المعارضة خطبهم في المتظاهرين، وبعد انتهاء الخطب توجه المعتصمون في مسيرة شعبية من ساحة البلدية إلي ساحة الإرادة المقابلة لمجلس الأمة بعدما فشلت محاولات بعضهم خرق الحصار الأمني المفروض علي ساحة الصفاة. وكان عشرات المواطنين الآخرين قد تجمعوا بالمقابل في ساحة الإرادة ملتزمين بطلب الداخلية عدم التجمهر في «الصفاة». وكان وكيل وزارة الداخلية المساعد لشئون الأمن العام بالإنابة اللواء طارق حمادة أكد لوسائل الإعلام أن لديه تعليمات بعدم السماح للنواب والمواطنين بالدخول إلي ساحة الصفاة، مشددًا علي تعامل «الداخلية» بكل حزم مع من يخترق القانون. وقامت وزارة الداخلية منذ الصباح بنصب الحواجز الحديدية في محيط ساحة الصفاة قبيل تجمع المتظاهرين في «جمعة الغضب» ولم تكتف وزارة الداخلية بنصب الحواجز بمحيط الساحة كما حصل الجمعة قبل الماضية بل في محيط السوق كله من جهة الساحة، وذلك للحيلولة دون وصول الشباب للساحة ولم تسمح بدخول المنطقة إلا للوافدين فقط الذاهبين للتسوق. وتواجد وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود الصباح برفقة كبار قيادات الداخلية وجهاز أمن الدولة في موقع قريب من ساحة الصفاة، كما شاركت شرطيات برتب متفاوتة ضمن القوة الأمنية المتواجدة في موقع الاعتصام، وقامت وزارة الداخلية باستخدام طائرة عمودية «هليوكوبتر» لمراقبة ساحتي الصفاة والإرادة وتزويد غرفة العمليات بالمعلومات اللازمة أولا بأول. وكانت الحركة الدستورية الإسلامية «جماعة الإخوان المسلمين في الكويت» أعلنت عدم مشاركتها في اعتصام قوي الشباب «جمعة الغضب» مطالبة الداخلية باحترام الحق الدستوري للاعتصام، وقال النائب جمعان الحربش إنه لن يحضر في ساحة الصفاة، وأنه يحترم رأي من قرر الذهاب هناك ودعا وزير الداخلية لإعطاء تعليمات واضحة بالتعامل السلمي مع المواطنين المتواجدين هناك وعدم استخدام العنف معهم.