بعيدا عن الدور الرسمي لجميع مؤسسات الدولة في احتواء أزمة "إمبابة"، قرر عدد من المؤسسات الثقافية المستقلة أن يكون لها دور اجتماعي تثقيفي، وأن تنزل للشارع في المناطق الأكثر احتياجا للتوعية، من خلال حملات ثقافية وحفلات فنية، للتأكيد علي روح المحبة والتسامح والوحدة الوطنية المصرية، ونورد هنا مجموعة من هذه المؤسسات وبرنامجها الذي خصصته لهذا الهدف. "فنون" حورية السيد ومصطفي البنا في "عزبة الصعايدة" من أولي هذه المبادرات والتي يعد معظمها مبادرات فردية لكنها منظمة وموجهة، مبادرة الفنانة حورية السيد والفنان مصطفي البنا حيث بدآ مشروعًا ثقافي للعمل داخل "عزبة الصعايدة" بإمبابة، يقوم المشروع علي احتفالية كبيرة بالعزبة، تحتوي كل أنواع الفنون من مسرح وأفلام تسجيلية وتجريبية لها علاقة بالإرث الصعيدي وكذلك تحمل مفاهيم الاعتدال والتسامح، ومعرضًا للكتب، ومسرحًا للعرائس وندوات تثقيفية هناك قد يسبقها بعض التوعية الثقافية والسياسية المبسطة والتي لا تثير مبدأ الدين ودعم زيارتهم الإستطلاعية إلي هناك الكاتب أسامة عبدالحق وهو أحد ساكني العزبة، يشاركهم مجموعة من الفنانين قد وضعوا الاسكتشات للجداريات التي ستنفذ علي جدران منازل العزبة والمرتبطة بثقافة الأشخاص وخصوصية المكان. ماذا "عزبة الصعايدة"؟...تقول حورية: "عزبة الصعايدة" اشتهرت ببعض الجماعات الدينية كالسلفيين وجماعة التكفير والهجرة وجماعة الإخوان ومازال لكل منهم له نشاطه، وبالرغم من ذلك إذا ما حدثت أي واقعة وكان الحكم بين كفتي الدين أو العرف فترجح كفة العرف، وكان هناك حادثة تاريخية عرفت باستقلال "جمهورية إمبابة" وقد كان محركوها من عزبة الصعايدة. أعتقد ان ذلك يعود إلي طبيعة الحياة ذات الملامح المتناقضة، من الثراء الفاحش إلي الفقر المدقع...وهناك أيضا تفاوت في المستوي الثقافي من أشخاص مثقفة ومنهم أمين، فتجدين علي سبيل المثال قهوة تستضيف بعض المثقفين والسياسيين لعمل ندوات وجلسات وبجانبها مكان لغرزة!". أضافت حورية أنه تم عرض مشروع "عزبة الصعايدة" علي الدكتور عماد أبوغازي وزير الثقافة طلبا لدعم الوزارة للمشروع، وهو حاليا محل الدراسة من واقع اهتمام و دعم الوزارة لكل المشاريع الثقافية المرتبطة بالعشوائيات. "فنانو الثورة" يجوبون مدن ومحافظات مصر أما عن رابطة "فناني الثورة" فتقول وفاء هيكل الناشطة وممثلة الرابطة: "هذه الرابطة نشأت في ميدان التحرير من قلب ثورة "25 يناير" التي تطالب بالحرية والعدالة الإجتماعية، فما يحدث الآن مرفوض تماما وليس من تبعيات الثورة التي كان فيها الجميع مصريين يدافعون عن مصر، وقد بدأنا حملة انطلقت أمس من ساقية "الصاوي" بعنوان "مصر أمانة احموها معانا" تتصدي لكل هذا الفساد الآخذ في الازدياد، من خلال الشعر، الفن التشكيلي، الأدب و التوعية السياسية في لقاءات مفتوحة مع سكان مناطق مختلفة، حيث قمنا بتقسيم الرابطة إلي مجموعات عمل تنفذ الحملة بالتوازي، سنبدأ في منطقة العجوزة وعين شمس ومدينة طنطا ومحافظة الشرقية، بمشاركة عدد من الفنانين والناشطين السياسيين بالمجالات السابقة. إضافة إلي مخرجي الأفلام القصيرة، حيث سيعرض فيلم قصير"بنرسمها كلنا" للمخرج أبو المكارم العريبي، فكرة وسيناريو محمد عبد الحميد، يعبر عن ملحمة الثورة، يقوم علي قصيدة شعرية كتبتها أقول في مطلعها: ياللي إيديكم برة النار مدوا إيديكم الشعب بينهار". "الورشة" تقود مشروعا لتطوير الحارات وتبدأ ب"الفرن" عن رد فعل مجموعة "الورشة" يقول الفنان التشكيلي إيهاب الطوخي مؤسس المجموعة: " في رأيي أنه علينا أن ننزل للعشوائيات والأفراد المهمشين للمجتمع، لأنهم المادة الخام للفكر التخريبي وهم طاقات بشرية لابد من استثمارها، من هنا جاءت فكرة مشروع "الحارة" واخترنا حارة الفرن ببولاق أبوالعلا، والتي نسعي لتحويلها إلي كيان منتج وواع فكريا وثقافيا، وكذلك الحال مع باقي الحارات المتجاورة علي التوالي. أحاول من خلال الفنون التطبيقية المختلفة كتماثيل الصلصال وأعمال الخشب وغيرها، الارتقاء أولا بالفكر والعلم وثانيا يتم الاستفادة من هذه الأعمال المنفذة التي من الممكن أن تكون مهنة تتعلمها وتتقنها المجموعة، مما يؤكد علي مباديء التكافل والتواصل". أضاف الطوخي أن هذا المشروع يشارك فيه طلبة الفنون الجميلة والفنانون الذين شاركوا بفعالية "غير و اتغير" التي بدأت الأحد 15 مايو الماضي بالكلية لمدة عشرة أيام، تضم ورش عمل فنية وندوات تثقيفية تخدم مبدأ دور الفن في الثورات. "ائتلاف دعم الثورة" بالأقصر يؤكد علي الوحدة الوطنية من ساحة "أبو الحجاج" وفي بيان أصدره ائتلاف "دعم ثورة 25 يناير"، عبر فيه عن استنكاره للأحداث الطائفية بإمبابة، وأكد فيه علي التمسك بالدفاع عن مصر بعد الثورة، دولة مدنية ديمقراطية قائمة علي العدل و المساواة، و عدم التمييز بين المواطنين، وأكد الائتلاف أن وقوع الأحداث في القاهرة، لا يعني أنها لن تطول أنحاء مصر الأخري، أو أن باقي المناطق والمحافظات لا علاقة لها بما يحدث، من هذا المنطلق أقام ائتلاف "دعم ثورة 25 يناير" بالأقصر وقفة احتجاجية وإصدار بيان يدين أحداث إمبابة في السادسة من مساء الجمعة الماضية بساحة "أبو الحجاج"، وهي أهم بقعة في العالم تقع علي ضفة النيل الشرقية، تجمع كل المرجعيات الحضارية والدينية وأزمنتها التاريخية، التي تبدأ عمقا من معبد الأقصر الذي تحول جزء منه إلي كنيسة في العصر القبطي القديم يطل علينا الزمن الإغريقي، ليأتي أبوالحجاج لينفذ الثقافة الإسلامية العربية بأبعادها الحضارية، جاءت هذه الوقفة تأكيدا علي الوحدة الوطنية، والمطالبة بباقي مطالب الثورة والتي من أبرزها دولة مدنية - مجلس رئاسي مدني - حل المحليات، شارك بالوقفة القمص أرمانيوس بالكنيسة الأرثوذكسية بالأقصر والشيخ محمد صالح مدير عام الدعوة بوزارة الأوقاف، متحدثين عن علاقة التسامح والمحبة بين مسلمي ومسيحيي مصر منذ الأزل والتي كان من أهم تجلياتها ثورة 1919، مؤكدين أن ما يحدث الآن ما هو إلا "اختلاق وافتعال" لفتنة طائفية في مصر لابد من إيقافها بحزم. يؤكد الفنان إياد عرابي أحد مؤسسي الائتلاف وعيهم الكامل بما يحدث والهدف منه: " عقب أحداث قنا ذهبنا كائتلاف لكنيسة العذراء بالأقصر لمشاركة المسيحيين الاحتفال بعيد القيامة، رافعين اللافتات التي تدين أحداث قنا وكونا درعا بشريا حول الكنيسة. بشأن أحداث إمبابة قمنا بزيارة الكنائس بالأقصر الإثنين قبل الماضي، الذين شاركونا بوقفة ساحة أبوالحجاج، فالائتلاف قام لدعم مطالب الثورة والحفاظ علي مكتسباتها". وأضاف عرابي أن ائتلاف "دعم ثورة 25 يناير" بالأقصر شارك ائتلاف أسوان الأحد الماضي في وقفة احتجاجية بميدان المحطة بأسوان، تأكيدا علي الوحدة الوطنية وتحولت هذه الوقفة إلي مسيرة اخترقت أسوان، مرورا بمديرية أمن أسوان و مبني المحافظة أيضا، لتستقر مرة أخري بالميدان، قوبلت بحماس من أهالي أسوان للمشاركة بالمسيرة، كما أوضح عرابي أن هناك هدفًا بإقامة تحالف ديمقراطي للقوي السياسية بالصعيد من ائتلافات وحركات سياسية مختلفة. جدير بالذكر أن ائتلاف الأقصر قد أصدر بيانا طالبوا فيه بتكثيف الوجود الأمني بالأقصر مع تشكيل لجان شعبية من الشباب والرجال الشرفاء حفاظا علي أمن المدينة.