عادت الحياة إلي طبيعتها بمنطقة إمبابة بعد أحداث الفتنة الطائفية اليومين الماضيين وقام أصحاب المحال التجارية والمقاهي والمطاعم بإعادة فتحها وسادت روح المودة بين الأقباط والمسلمين وظهر هذا المشهد في جلوسهم معاً علي المقاهي، فيما سيطرت القوات المسلحة والأمن المركزي علي الوضع وإعادة الهدوء إلي المنطقة. وقام الدكتور ضياء رشوان عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بزيارة إلي مسرح الأحداث بإمبابة للوقوف علي الوضع هناك وبصحبته وفد من 7 أفراد. من جانبها أرسلت النيابة العامة برئاسة المستشار محمد ذكري المحامي العام الأول للنيابات ملف القضية إلي النيابة العسكرية بعد طلبها واقتصر دور النيابة العامة علي سؤال المصابين وإجراء المعاينات لكنيستي مارمينا والعذراء والسماح بدفن جثث الضحايا. وأمام ماسبيرو واصل أكثر من 3 آلاف قبطي ومسلم اعتصامهم، بعد أن قطعوا طريق كورنيش النيل لليوم الثاني علي التوالي، اعتراضًا علي أحداث العنف والشغب بحي إمبابة. وطالب المعتصمون الذين استفادوا من ثورة 25 يناير واعتصام الثوار في ميدان التحرير، وقاموا بعمل لجنة نظام ونقاط تفتيش- بسرعة محاكمة المتسببين في أحداث العنف بإمبابة بأحكام رادعة حتي لا تتكرر مثل هذه الأحداث، كما طالبوا المجلس العسكري ومجلس الوزراء بالبعد عن المجالس العرفية لحل مثل هذه الأزمات التي تعصف بالوطن. وقال روماني سعد «موظف» وهو أحد المعتصمين أمام اتحاد الإذاعة والتليفزيون إنه يجب التصدي بحزم لهذه الحوادث ومنع الاعتداء علي الكنائس والأضرحة بتفعيل القانون. وشكل المعتصمون لجنة إعاشة واحضروا كمية من العصائر وزجاجات المياه والأطعمة وانضم إليهم عدد من الأقباط الذين اعتصموا ليلة الحادث أمام السفارة الأمريكية وآخرون نظموا مظاهرة أمام كنيسة العذراء بشارع مراد بالجيزة، وسط مخاوف من تحول اعتصام ماسبيرو إلي «حصان طروادة» لإثارة مزيد من الاحتقان الطائفي. من جهته روي اللواء كامل ياسين حكمدار الجيزة ل«روزاليوسف» شهادته عن أحداث إمبابة. قال حكمدار الجيزة إنه توجه يوم الحادث بصحبة بعض الضباط إلي كنيسة مارمينا بعد ورود إشارة من سلفي يدعي أبويحيي بتجمع مجموعة من السلفيين حول الكنيسة للمطالبة بخروج سيدة تدعي عبير محتجزة داخل الكنيسة والمتزوجة من مسلم. أضاف ياسين: إن مسئولي الكنيسة عاملوه بكل احترام وأنه حاول تهدئة الشيوخ وتقريب وجهات النظر بين الطرفين وأثناء ذلك فوجئ بصراخ وبعدها إطلاق أعيرة نارية تم تبادل إطلاق الأعيرة النارية بين الطرفين وقتها كان يقف أمام باب الكنيسة الرئيسي فقام أحدهم بإدخاله إلي الكنيسة لحمايته وتم إغلاق الباب ولم يستطع الضباط فتحه لتزايد إطلاق الأعيرة النارية وسقوط قتلي. أكد الحكمدار أنه عندما كان محتجزًا داخل الكنيسة لم يشاهد «عبير» وهي السيدة التي بسببها نشبت المعركة، ونفي أي تعد عليه سواء بالأيدي أو بالألفاظ.