الإفطار بين أهالى النوبة له طعم مختلف خلال شهر رمضان، ويتبع النوبيون عادات وتقاليد لها طابع جمالى فريد من نوعه، حيث قال محمود حسين يس مقيم بقرية نجع المحطة النوبية بأسوان:إن أبناء النوبة لهم عادات وتقاليد خاصة مختلفة عن باقى أبناء مصر فى شهر رمضان، وعقب الإفطار يتوجه كل فرد إلى منزله للاستعداد لصلاة التراويح ، كما تجتمع النساء للتسامر، وكذا يقوم الأطفال بحمل الفوانيس والاحتفال بليالى رمضان فى سعادة وفرحة غامرة بينهم. وأضاف محمود حسين: إن هناك مشروبات خاصة لأهالى النوبة يتم تقديمها فى شهر رمضان مثل الأباريق وهو المشروب المتميز الذى يمنع العطش، وأيضاً مشروب الحلو مر، وهو مشروب سودانى فى الأصل، ونظراً لعلاقتنا بالسودان نقوم بعمل هذا المشروب الذى يعتبر نصفه حلو والآخر مر وهو مشروب صحي. وأكد أن هناك العديد من المشروبات والأصناف التى يتم تجميعها بالمساجد عقب صلاة العشاء ، ثم نلتقى بعد ذلك فى النوادى الاجتماعية ، وبعدها التجهيز للسحور. ومن جانبها تروى الحاجة نفيسة شديد (من أهالى النوبة) تفاصيل العادات النوبية فى استقبال الشهر الكريم قائلة :تبدأ التجهيزات بالأسرة النوبية قبل حلول الشهر الكريم بأيام طويلة، وكعادتنا تقوم المرأة النوبية بإعداد «الأبرية» وهو ما يوضع على عصير الليمون ليكون المشروب الأساسى والرسمى لكل النوبيين فى مختلف بقاع مصر. ويصنع الأبرية من خبز رقيق جدًا يخبز على «دوكة من الحديد» ويكسر ثم يوضع فى كراتين حتى يتم استخدامه يوميا مع الليمون. وتضيف: أما المشروب الآخر المفضل لدى كل نوبى فهو الكركديه، فلا يتخيل النوبى يومه بدون ذلك المشروب الطبيعى الذى ارتبط به منذ القدم ، ويستخدم النوبى غالباً الكركديه السودانى وهو أجود الأنواع ، وتقوم السيدة النوبية بغلى أوراق الكركديه ثم تصفيتها ووضعها فى المبرد حى يقدم مع وجبة الإفطار، وفى كثير من الأحيان تقوم السيدة النوبية بخلط مشروب التمر بالكركديه ليعطى مذاقاً أفضل . وتضيف بأنه مع حلول أذان المغرب يبدأ الرجال والصبية فى التدافع إلى المساجد حاملين المياه والبلح والعصائر ليفطروا سوياً فى مسجد كل قرية ، ثم يعودون مرة أخرى ليجدوا صوانى المأكولات مرصوصة على الأرض الترابية المغطاة بالحصير الأسواني. وعن المأكولات النوبية فهناك العديد من التراث والتقاليد التى ما زالت كل أم نوبية تتبعها على الرغم من التقدم التكنولوجى حيث يعد «الكابد» من أشهر مأكولات رمضان عند أهل النوبة ، وهى عبارة عن عجين من الدقيق والماء والذى يخبز على دوكة من الطين أو الحديد ليخرج رغيفًا كبيرًا سميكًا أشبه بالقطايف الضخمة. ويستخدم الكابد فى أكل «الأورية» وهو الورق الناعم من البسلة يفرك ويؤكل مع الكابد وأحيانًا يؤكل مع «الإتر» وهى الملوخية المفروكة، كما يقوم النوبى بوضع العسل الأسود مع السمن البلدى على الكابد لتمثل التحلية بجانب الشعيرية باللبن. أما بهجة رمضان فلا تأتى من الزينة التى لا نراها فى شوارع بلاد النوبة، ولا تعد من تقاليده، لكن البهجة الحقيقية للنوبى هى ذهابه وأسرته إلى صلاه التراويح، وفى يد مجموعة من الصغار يحملون المياه المثلجة والأكواب البلاستيك لرى المصلين عند ظمأهم. وفى القرى النوبية بأسوان لا تجد موائد الرحمن، حيث إن القرى مغلقة على أهلها، ولا تجد عابرى سبيل، لكنك ربما تجد إفطاراً جماعياً فى البيوت أو على المصاطب فى الهواء الطلق.