يواجه مواطنو الأقصر معاناة شديدة فى مكاتب الشهر العقارى أثناء توثيق الاوراق وتسجيل العقود واصدار التوكيلات الرسمية نتيجة الزحام وضيق المكان مما يضطرهم للانتظار ساعات طويلة فى ظل سوء معاملة الموظفين للمترددين على تلك المكاتب. ولم تتوقف معاناة مواطنى الاقصر عند هذا الحد، حيث يزداد الأمر سوءا بعد تكرار سقوط شبكة الانترنت وتعطل النظام الذى تعمل به مصلحة الشهر العقارى. «روز اليوسف» رصدت الواقع المرير الذى يعانى منه المواطنون داخل مكتب الشهر العقارى بمجمع محاكم الاقصر. محمود السيد أحد المترددين على الشهر العقارى استنكر سقوط «سيستم» العمل لمدة 4 أيام متتالية مؤكدا أنه يريد توثيق عقد بيع سيارة ليتمكن من التصرف فيها بعد أن دفع كامل ثمنها للبائع. قال: إنه أنتظر رجوع شبكة الانترنت لاكثر من 4 أيام متتالية حيث كان يمكث داخل مكتب الشهر العقارى من الثامنة صباحا حتى الخامسة لتوثيقها وفى نهاية كل يوم «يرجع بخفى حنين». أما أم مرفت السيدة الستينية فبدا على وجهها آثار الارهاق وغلبها النعاس نتيجة الانتظار لاكثر من 6 ساعات. وقالت «إنها جاءت من محافظة أسوان لمساعدة شقيقتها فى توثيق عقد ايجار الشقة حيث إن شقيقتها لم تتمكن من الغياب عن عملها مرة أخرى وفى نهاية المطاف فاجأها الموظف المختص بأن النظام الذى يعمل به الشهر العقارى متعطل نتيجة سقوط الشبكة الرئيسية ويطالبها بالمجىء فى اليوم التالى». ويصف أبو أحمد محمد الوضع فى الشهر العقارى بأنه سيىء للغاية حيث يتكدس المواطنون فى مساحة لا تتعدى ال40 مترا وتخدم آلاف المواطنين يوميا فى 5 مراكز بالمحافظة، مشيرا إلى أنه لا يوجد مصدر جيد للتهوية سوى مروحتين متهالكتين وما زاد الطين بلة تعطل «السيستم» وترك الموظفين لمكاتبهم وجلوسهم فى غرفة مكيفة ويتحدثون مع بعضهم البعض بعيدا عن معاناة المترددين على المكتب مستنكرا سقوط الشبكة لمدة 4 أيام متتالية دون أدنى اهتمام من مدير المكتب. وطالب المسئولين بضرورة الرجوع الى التدوين اليدوى لحين وجود حل لمشكلة سقوط الشبكة المتكررة ليرحموا المواطنين من مرمطة الطريق والانتظار اليومى. ولم ترحم شبكة النت فى الشهر العقارى ضعف أم محمد العبد وكأنها تحالفت عليها مع زوجها، حيث تعانى أشد المعاناة فى حياتها الشخصية وتريد رفع قضية طلاق للضرورة لان زوجها لا ينفق عليها وعلى أبنائه ال4. وأشارت إلى أنها جاءت للشهر العقارى لاصدار توكيل للمحامى للاستعجال فى رفع القضية ولكى تتمكن من الحصول على معاش ضمان اجتماعى تنفق منه على أسرتها بدلا من مساعدة الناس لها إلا أنها فوجئت بسقوط السيستم وطالبها الموظف بالمجىء اليوم التالى». حاولنا مقابلة مدير مكتب الشهر العقارى بالأقصر لم نجده فى مكتبه ولاحظنا أن الموظفين تركوا مكاتبهم ويتحدثون مع بعضهم داخل غرفة مغلقة غير مبالين بالمواطنين فى الخارج.