كشفت صحيفة «هافينجتون بوست» الأمريكية أن تركيا والسعودية تجريان محادثات رفيعة المستوى بواسطة قطرية بهدف تشكيل تحالف عسكرى للإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد. وذكرت الصحيفة أنه فى حالة نجاح الاتفاق، ستشارك تركيا بقوات برية مدعومة بغارات جوية سعودية لمساعدة المعارضة السورية. وأشارت «هافينجتون بوست» إلى أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان قام باطلاع الرئيس الأمريكى باراك أوباما على المحادثات خلال زيارته للبيت الأبيض فى فبراير الماضى، فيما امتنع متحدث باسم البيت الأبيض عن التعليق، مشيرة إلى أن إدارة أوباما شجعت دول الخليج عموما على تصعيد الموقف. والتقى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز فى العاصمة السعودية الرياض يوم 2 مارس الماضى، وأعلنا عن اتفاق لتعزيز المساعدات المشتركة للمعارضة السورية، وتوسيع نطاق التعاون الشامل فى مجال الدفاع والمسائل الأمنية. واعتبر الموقع أن أحدث الأخبار عن مواصلة المحادثات رفيعة المستوى بين السعودية وتركيا هو أول مؤشر على المشاركة العسكرية المباشرة. وفى المقابل شهدت العلاقات المصرية - السعودية توترا ظهرت بوادره فى الجانب الإعلامى الذى اتخذ مجرى عدائيا واتهاميا فى صورة توصف بالحرب الإعلامية من قبل الطرفين. فى حين يرى البعض أن رسالة الرئيس الروسى بوتين إلى القمة العربية المنعقدة فى شرم الشيخ هى التى أدت إلى تفجر الخلافات بين الجانبين، فى حين يرى عدد آخر أن هذه الرسالة كشفت الخلاف بينهما إلى العلن، فى حين أن تسلّم الملك السعودى الجديد سلمان بن عبد العزيز، الحكم وحملة التغييرات التى أجراها على طاقمه الإشارة الأكثر وضوحاً على أن الرياض قد أدارت الظهر من الناحية العملية للسياسات الداخلية والخارجية السابقة خاصة فيما يتعلق بكل من مصر والإمارات وقطر. وظهر ذلك جلياً فى رد وزير الخارجية، سعود الفيصل، على رسالة بوتين وهو الأمر الذى نقل الخلاف المتبادل من الكواليس السياسية إلى وسائل الإعلام، التى لم توفر أية أرضية لإخفاء هذا التوتر فى العلاقات. وظهر فى كل من الإعلامين المصرى والسعودى تلاسنات شديدة واضحة على الرغم من الهدوء الدبلوماسى الصامت بين البلدين. ويتداول إعلاميون فى جلسات خاصة، أسباب تردى العلاقات بين البلدين وتراجعها إلى الخطوات الأولى التى اتخذها الملك سلمان فور تسلمه الحكم، وتغيرات طاقمه الحاكم، لكنهم يشيرون على الأخص إلى أن الملك الجديد اتخذ من ابنه محمد بن سلمان مستشاراً له، ليس فقط كوزير للدفاع، فقد ترأس بالفعل ما يسمى «بمجلس الشئون السياسية والأمنية» وهى هيئة جديدة مهمتها صناعة القرار السياسى الأمنى السعودى، وقد لاحظ بعض الإعلاميين المصريين أن التليفزيون السعودى قد نشر على شاشته هذا الاجتماع، وكان الأمير محمد جالساً قبالة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الذى كان بهذا المنصب قبل أن يولد الأمير محمد، كما لاحظ هؤلاء أن الأمير محمد هو الذى استقبل فى مطار الرياض الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى لدى وصوله إلى العاصمة السعودية، كما أنه ترأس عدة اجتماعات، وتهيئته لمشاركة المملكة فى القمة العربية، ولوحظ فى هذه الاجتماعات أن ملف اليمن يمسك به الأمير محمد بشدة، مع وجود منافس له وهو ابن عمه وزير الداخلية ونائب ولى العهد محمد بن نايف، ويظهر فى تداول هذه الشئون الداخلية للمملكة من قبل الإعلاميين المصريين، حرص هؤلاء على متابعة دقائق ما يجرى داخل الأسرة المالكة كأداة فى أدوات المعلومات والحرب الإعلامية. كما رأى البعض أن طلب السعودية من باكستان بالمشاركة القوية والفاعلة فى «عاصفة الحزم» محاولة من قبل الرياض لتهميش الدور المصرى. وهناك عدة ملفات تشكل عناصر الخلاف والتوتر بين القاهرةوالرياض، فى الملف السورى حيث ترى مصر أن الرئيس الأسد جزء من حل الأزمة حلاً سياسياً وليس عسكرياً، وفى حين ترى السعودية أنه لا مكان للأسد فى أى حل الذى يجب أن يكون عسكرياً، وفى الملف الإيرانى، ترى القاهرة أن النفوذ الإيرانى لا يشكل خطراً داهماً ويجب احتواؤه، بينما ترى الرياض أن الأولوية الآن لمواجهة خطر التمدد الإيرانى فى حين ترى القاهرة، أن أية مواجهة لا يجب أن تأخذ بعداً دينياً مذهبياً أو طائفياً، فإن الرياض عملت على تشكيل نواة لقوة سنية، واستدعاء لباكستانوتركيا للمشاركة فى «عاصفة الحزم». التقارب السعودى مع جماعة الإخوان المسلمين تراه مصر، شكلاً من أشكال التدخل بالشأن الداخلى المصرى، بالنظر إلى جهود سعودية، بدعوى المصالحة، لتجاهل الحرب على الإرهاب وهو الأمر الذى تعتبره القاهرة أولوية بالنسبة لها، من حيث مواجهة هذا الإرهاب باعتباره مصدر تهديد للأمن القومى.