في رصد لحركة نشر وبيع وشراء الكتب في ظل الأحداث التي تمر بها مصر والتطورات السياسية المتلاحقة التي جعلت الكثيرين منشغلين بمتابعة ما يجري، أكد عدد من دور النشر حدوث تراجع ملحوظ في حركة بيع وشراء الكتب ابتداء من 25 يناير الماضي وإلي الآن، كما أعلنوا عن خطة نشر بديلة لتلك التي كانوا يتبعونها قبل ثورة 25 يناير، وفيها يمنحون أولوية النشر للكتب السياسية وكتب الاقتصاد السياسي وعلم الاجتماع السياسي بديلا عن الكتب ذات الطابع الأدبي. موسي علي، مسئول التسويق بدار "المصرية اللبنانية" قال: أحداث الثورة جعلت الناس مشغولة بمتابعة ما يحدث، حتي الكتّاب أنفسهم بدأوا يتراجعون عن تقديم أعمالهم السابقة في كتاباتها علي الثورة للنشر، ومنهم من هو مشغول الآن بجمع المعلومات والبيانات التي تفيدهم في مؤلفاتهم القادمة". وفيما يتعلق بحركة البيع والشراء قال علي: في الفترة ما بين 25 يناير إلي 15 فبراير، تأثر سوق الكتاب بشدة، فلم يكن هناك بيع أو شراء للكتب، وكان التأثير أكبر بسبب إلغاء معرض القاهرة للكتاب، وهو ما جعل بعض الناشرين غير قادرين علي استيفاء متطلبات النشر المادية"، ويضيف: من بداية مارس الماضي بدأ سوق الكتاب يعود مرة أخري، لكن مع تركيز المكتبات علي الكتب ذات الموضوعات التي تتعلق بالأحداث السياسية"، وتوقع حدوث حراك في عملية النشر في الفترة القادمة، وأكد قيام "المصرية اللبنانية" بالتركيز في المرحلة المقبلة علي الكتب التي تتناول ما يحدث وأولها كتاب "7 أيام في التحرير" للكاتب هشام الخشن الذي يحكي فيه تجربته الشخصية ويصدر خلال أيام". وفيما يتعلق بدار "ميريت" قالت نجلاء كمال، مديرة التسويق بالدار: الناس منشغلة جدا بما يحدث في البلد، ولا توجد تقريبا حركة بيع أو توزيع، إلا في أعمال قليلة جدا، بل إننا قررنا وقف النشر لمدة شهرين أو ثلاثة لكي نتمكن خلالها من تسويق الكتب التي أصدرناها علي معرض القاهرة للكتاب، وهذا التوقف لن يمنعنا من إصدار الكتب التي لها علاقة بالثورة مثل كتاب "مائة خطوة من ميدان التحرير" لأحمد زغلول الشيطي، وإذا كانت خطة النشر لم تتحدد معالمها بعد بالنسبة للناشر حسني سليمان صاحب دار "شرقيات"، نتيجة عدم استقرار أو وضوح الرؤية حتي علي المستوي السياسي، فإن الناشر محمد البعلي صاحب دار "صفصافة" قد وضع بالفعل خطة النشر البديلة ويقول: بعد الثورة عملنا إعادة هيكلة شاملة لمنظورنا لأولويات النشر، فكتب الأدب ستتراجع للمرتبة الثانية واهتمامنا في الأدب سيقتصر بشكل كبير علي الأعمال الروائية، وسيكون تركيزنا الأساسي علي الكتب السياسية وكتب الاقتصاد السياسي وعلم الاجتماع السياسي، وهو ما يعني أن هناك مشاريع كتب توقفت وأخري تم تأجيلها، وفي هذا الإطار تقوم الدار حاليا بالتجهيز لكتاب يتناول الاحتجاجات الاجتماعية، وآخر يضم شهادات من داخل النظام ولبعض أركان النظام السابق عن الأيام الأخيرة في عهد مبارك، ويعده الصحفي محمد علي خير. "مكتبة عمر بوك ستور" تعرض وجهة نظر مختلفة تماما، حيث يقول عمرو سيد محمد، صاحب المكتبة: الناس ليست مشغولة عن الكتب، بالعكس لقد حققت مبيعات عالية أثناء الثورة حينما كنت أفرش الكتب بجانب الميدان، وهذا بسبب العروض التي أقدمها للقراء، وكانت معظمها كتبا ذات طابع أكاديمي تتحدث عن الديمقراطية والليبرالية وغيرها، والتحدي الآن أمام مؤلفي الكتب أنفسهم، الذين ينبغي عليهم إيجاد الموضوعات التي تهم القارئ في المرحلة المقبلة".