حرب أكتوبر حولت كل المشكلات الصغيرة فى حياة النساء المصريات إلى قضية كبيرة واحدة هى تحرير الأرض، وكانت المرأة المصرية تعى حقيقة واضحة وهى أنها لا يكفى أن تكون أما أو أختا أو ابنة لمقاتل وإنما لابد أن تكون هى أيضا مقاتلة، لذا كانت تقوم بدورها فى تحفيز المشاركين فى الحرب، وتسهم فى اعلاء الروح المعنوية للجنود لاعتقادها بأهمية دورها فى الانتصار، ولم تكتف بهذا فقامت العديد منهن بالتطوع من اجل تمريض المصابين. تروى لنا «الحاجة فاطمة عبدالعال» أنها كانت زوجة المجند محمد موسى بالصاعقة لها منه طفل وكانت قلقة على زوجها حين علمت بقيام الحرب ولكنها كانت فخورة بكونها زوجة بطل يشارك فى حرب لتحرير أرضنا من العدوان الإسرائيلى، وبعد انتهاء الحرب وفرحتنا الكبيرة بالنصر والتى كانت ما بعدها فرحة وعودة الجنود سالمين إلى أهاليهم انتظرت عودة زوجى ولكنه لم يعد وجاء لى أحد زملائه يخبرنا أنه فقد فى الحرب وفى الغالب هو استشهد، واختلطت فرحتنا بالنصر بالحزن على زوجى وفقدانه وخشيت على طفلى من اليتم ولكن كنت راضية بقضاء الله واحتسبته عند الله شهيدًا، وحاولت أن أكون لطفلى أبًا وأمًا فى فترة غياب زوجى وبعد فترة فوجئنا بعودته لنا سالمًا حيث إنه بعد العبور تخلف عن كتيبته ولم يستطع العودة إلى وحدته فظنت كتيبته أنه استشهد فى حين أنه كان مفقودًا فى منطقة رأس العش. أما الحاجة «وداد دسوقى» فتقول إنها وقت الحرب كانت تستعد للزفاف على ابن عمتها والذى كان مجندا بالبحرية ومع اقتراب موعد الزفاف تم استدعاؤه إلى كتيبته وقطع إجازته فجأة مما تسبب فى تأجيل الزفاف وحينما علموا بقيام الحرب أصبحت قلقة جدًا وظللت ارسل الخطابات حتى اطمئن عليه ولم يأتينى رد منه فخشيت أن أكون فقدته فى الحرب إلى أن علمت بخبر النصر وعودته إلىّ سالمًا وصارت فرحتى فرحتين بفرحة النصر وهى الأكبر والفرحة بعودة خطيبى وزفافى. مضيفة ان نصر أكتوبر ملحمة تاريخية لن ينساها المصريون ووجهت التحية لجيش مصر واصفة إياه بالقوى الذى لا يقهر. ومن جانبها اضافت «نصيحة سرحان» انه فى وقت حرب اكتوبر كانت فى معهد المعلمين حيث الاماكن المخصصة لتدريب الشباب على الاسعافات الاولية وقاموا بمساعدة المصابين خلال الحرب، وحينما كان يتطلب الأمر دهاء لانقاذ مصابى الحرب كانوا يبادرون بالتبرع بالدم لاسعافهم، وكانت تغمرهم فرحة النصر وبالرغم من خوفهم من نتائج الحرب الا أن الإيمان كان أكبر بشجاعة وبسالة الجيش باتخاذه قرار الحرب الذى كانوا قد شعروا باليأس منه. وقالت كريمة حسن (61) عاما كنا فى 6 أكتوبر ينتابنا القلق والخوف والشعور باليأس قبل معرفة النصر، وعشنا فى أجواء مرعبة وجاء فى أذهاننا أننا قد نهزم مثل نكسة 67 وانتظرنا فى ذلك الوقت استشهاد كثير من المصريين متمنيين النصر وأن دماء هؤلاء الشهداء تذهب فداءً للوطن من أجل هزيمة العدو الإسرائيلى الذى دخل علينا وقام بالاستيلاء على أرضنا، وشاركنا نحن النساء هؤلاء الأبطال بالدعاء وبرفع الروح المعنوية حيث كانت تشهد منطقتى الكثير ممن تجندوا داخل الجيش المصرى فكنا دائما نقول لهم بلدنا بلدنا هما اليهود خدوها خلاص؟ فيقولون ولو متنا كلنا عمر ماأى حد يقدر ياخد ولو حتى شبر من بلدنا وبالرغم من أننا كنا نحسهم على النصر كانوا هم يسبقونا بتشجيعهم لنا ودخول الأمل علينا بأن مصر قادمة ولن تروح، وكانت الأمهات تسهر تدعى لأولادها كان لكل أسرة فرد فى الجيش، ومافيش حد ضامن انه يرجع لكن ابطال مصر وجنودها البواسل خلصوا مصر من وباء العدوان ورجعت الفرحة والزغاريط والطبول فى الشوارع فرحانين بنصر أكتوبر فرحنين بجيش مصر اللى قادر على كل صعب واستقبلنا شهداءنا وأبطالنا المصابين وغير المصابين.