من علي فراش المرض وبعد خروجه من العناية المركزة جلس علي مقعده ليقول ل"روزاليوسف" بصوت خافت: كنت أخاف علي مصر خوفا شديدا، وكنت أنام كل يوم باكيا علي حال مصر خاصة مع سقوط قتلي وعمليات الحرق والنهب خلال أيام الثورة وما بعدها، ولم أكن أري إلا ظلام في ظلاماً وكنت أدعو الله أن يزول الغم ومع مرور الأيام كاد قلبي يتوقف وهو ما جعل صحتي تتدهور وأدخل العناية المركزة. وأضاف إن ما ضيع الرئيس السابق مبارك الطمع في أن يكون لنجله الملك من بعده ولا اعلم ان كانت هذه فكرته ام أقنعه بها غيره، وقد التقيت به عدة مرات إحداها عندما منحني "نوط الامتياز" في طنطا وقال لي:" احنا بنحب نسمع القرآن منك فقلت له ونحن فخورون بك ياريس"، وكان ذلك قبل ان يجرفه التيار. وكان اخر تعامل له مع النظام السابق قبل الثورة بأسبوع، حيث قال:" كلمني د.احمد نعينع قارئ الجمهورية وطلبت منه أن يقول لزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية أن يحدد لي موعداً مع الرئيس بعد لقاء الفنانين والمثقفين في وقت سابق لنطلب منه زيادة رواتب القراء الذي لايزيد علي 40 جنيها إلا أن د.نعينع ذكر لي أن زكريا عزمي يقول لي" أنسي "ووقتها شعرت بضيق وقلت يارب ولم اقل غير ذلك. ورجع شعيشع بذاكرته للوراء قائلا: التقيت الملك فاروق وكل الرؤساء الذين شهدتهم مصر، حيث التقيت الملك فاروق عندما فكر في أن يجعل هناك سهرات قرآنية رمضانية فطلبني بالاسم أنا والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي وأثناء القراءة كان يأتي إلي جوارنا ويجلس ويستمع إلي القران في تأثر وخشوع. وتابع: وفي السنة التالية تلينا القرآن في قصر رأس التين بالإسكندرية ولكن وجدنا الملك تغير، فكان يخرج من القصر "لمساخره" ويتركنا وبدأ ينحرف مما جعلني أترك قراءة القرآن لدي الملك وأذهب إلي إذاعة الشرق الادني في فلسطين للقراءة هناك. أما الرئيس الأول لمصر اللواء محمد نجيب فالتقيت به في إحدي الحفلات وسلم علي وشجعني وكنت وقتها شابا، أما الزعيم جمال عبدالناصر كان يسكن بجواري في العباسية واشهد الله انه كان يحب مصر جدا، وعندما نجحت ثورة 23 يوليو أقمت له في بلدي ببيلا حفلا وحضره وقرأت القرآن. أما الرئيس الراحل السادات التقيت به في إحدي المناسبات في جامعة عين شمس وافتتحت بالقرآن وبعد الختام اتجه نحوي فقال له حرسه الخاص إن الباب علي الجانب الاخر فرد عليهم لا سأذهب للسلام علي عم الشيخ ابو العنين وسلم وتحدث معي واشهد انه كان رجلاً طيباً وظريفاً.