في مقر دار "ميريت"، التي كانت استراحة "ثوار التحرير" وأيقونة نضالهم، اجتمع محررو مجلة "أخبار الأدب" علي خلفية اعتصامهم ضد رئيس التحرير الحالي مصطفي عبد الله، للتباحث حول مستقبل الجريدة ومستقبل احتجاجاتهم، وانتهوا إلي ضرورة نقل اعتصامهم إلي مقر نقابة الصحفيين لتوسيع دائرة الاحتجاج، والتجهيز لبيان جديد، وأخيرا التحضير لتدشين موقع "أخبار الأدب الأصلية". أشار الناقد الفني عصام زكريا منسق اللقاء، في حديثه عن اعتصام محرري "أخبار الأدب"، إلي ضرورة تغيير سياسات إدارة الصحف القومية، وأن تبدأ أخبار الأدب سلسلة حركات وتجمعات تصب في هذا الغرض، حتي يكون المحررون أخيرا قوة عليا متمكنة، تصنع وتختار الأشكال التي ستمارس عبرها المهنة في المستقبل. نائل الطوخي أحد صحفيي الجريدة والمسئول عن المواد العبرية، قال: أراد مصطفي عبد الله إصدار عدد من المجلة عن "اللي بيحصل"، وكان ذلك قبيل تنحي الرئيس السابق بأيام، وكان يقصد الكتابة عن "معدن الشعب المصري الذي حمي بيته من البلطجة!" كان ذلك بمثابة نكتة كبيرة تثير العجب! وعندما أبدي الطوخي لدي رئيس التحرير اقتراحا بالكتابة عن التجارب خلال الثورة، رد عليه قائلا: "اكتب تجربتك، ولكن ضع في اعتبارك توجه الجريدة"، يستطرد الطوخي: "عن أي توجه يتحدث؟ لقد كنا مع جمال الغيطاني ورغم كل التحفظات قادرين علي التفاهم والوصول إلي حل وسط. وأضاف الطوخي: عندما اقترحت أن أنقل ردود أفعال الصحافة العبرية، رد عبد الله: "حسنا ولكن ضع في رأسك أن ما يحدث في ميدان التحرير هو مؤامرة إيرانية إسرائيلية علي مصر"!، ناهيك عن "المستوي المنهار" في التعامل مع المحررين". تحدث أسامة فاروق عن واقعة شخصية حدثت له، فقد بادره رئيس التحرير ذات مرة: "أنت من أحسن الناس في الجرنال، ونريد أن ننهض به، فالجريدة تعيش أزمة، ومجلس الإدارة يريد إغلاقها، ليتك تكلم صديقك زاهي حواس كي يعطينا إعلانات من الآثار". أما محمد شعير فقال: "جربنا اختيار قيادات من بيننا، ولكن التجربة أزعجت الإدارة بشدة، وهددت الصحفيين جميعا بالتحويل للشئون القانونية. المعركة ليست شخصية، ولا تتعلق بالتفاصيل، لكنه طرح سؤالا أثار مناقشات الجلسة هو: هل كان تعيين مصطفي عبد الله تصفية للجرنال؟ وأورد شعير مقولة لرئيس التحرير بأن يبدأ محررو الجريدة المعتصمون بالبحث عن مهنة أخري ما داموا -علي حد قوله- "متطرفين يؤيدون ثورة 25 يناير". انتقد شعير أخيرا ممارسات مؤسسات الكهنوت وما حدث من تخريب في الجريدة، وقال: "أيا كان، من سيأتي نحتاج منه أن يمثل صوت المصريين، وأن يلتزم بالسياسة التحريرية لأخبار الأدب وعبلة الرويني تحقق هذا" وناصرته الرأي الصحفية والروائية منصورة عز الدين مسئولة بستان الكتب بأخبار الأدب، وذلك باعتبار الرويني علي حد قولها "شخصية محترمة تحظي بقبولنا جميعا". الناقد الدكتور محمد بدوي قال: "مصطفي عبد الله نوع من الصحفيين بيروقراطي يزدهر في البيئة السابقة قبيل 25 يناير، ومعركتنا ليست مع شخصه، ولكن مع النظام الذي أتي به، وفي رأيي تعيين مصطفي عبد الله ليس مؤامرة، ولكننا في مرحلة يتمسك فيها كل رئيس تحرير بمكانه، ولا يتنازل عن كرسيه. خالف الشاعر عبد المنعم رمضان كلام محمد بدوي، ورأي أن أي دراسة جدوي ستحكم بنهاية أخبار الأدب، لأنها لا تدر أرباحًا، فيما انتقد الحضور رأي عبد المنعم علي اعتبار أن هذه الجريدة حالة خاصة والأدب والثقافة ليس للربح.