جئ بحديث طيب للمرحوم الشيخ متولي الشعراوي أعتقد بأنه يعود إلي عام 1977 عقب ثورة المصريين في عصر الرئيس السادات (17، 18) يناير 1977، حينما أطلقوا عليها ( انتفاضة الحرامية) ولكن ثبت بأن ما تم كان ثورة ضد غلاء الأسعار، وضد إدارة وعدت ولم توف بوعودها، حيث كانت الوعود كلها بأن مصر دخلت عصر الرخاء، فصار الشعب أكثر فقراً واحتياجاً، إذ بقرارات سياسية غير حكيمة برفع أسعار غذاء الشعب، فخرجت تلك الجموع لكي تدمر كل شيء أمامها، وتعامل الرئيس «السادات» بسرعة فائقة بإقالة الحكومة وامتص الغضب الشعبي، وهو عكس ما حدث أمام الغضبة الكبري للشباب يوم 25 يناير 2011، وتكاسل وتباطؤ الرئيس السابق «مبارك» برد فعل سريع (نحمد الله كثيرًا علي ذلك). هذا الحديث المشار إليه في بداية مقالي تبثه «قناة الحياة» بين برامجها قبل إجراء الاستفتاء، حيث قال «الثائر الحق هو من يثور للقضاء علي فساد وبعد تحقيق هدفه، يهدأ لكي يبني الأمجاد هذا ملخص حديث المرحوم الشيخ «متولي الشعراوي» وبالفعل هذا شعب مصر بعد أن قال كلمته أمام صناديق الاستفتاء وبديمقراطية لم نعهدها في تاريخنا. استطاع أكثر من 70% من مجمل الناخبين الذين وصل عددهم لأكثر من 18 مليوناً شاركوا بأن يقولوا «نعم» للتعديلات الدستورية. فلنستكمل مسيرة المستقبل، بإجراء انتخابات برلمانية شعب ثم شوري في شهر سبتمبر القادم، يعقبهما انتخاب رئيس للجمهورية في نوفمبر القادم، وفي أول جلسة لمجلسي الشعب والشوري (المنتخبين) دون المعينين ينتخب مائة عضو منهم ومن خارجهم، لتكوين لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد دائم للبلاد خال من العوار، دستور لأول مرة بعد دستور 1923 الذي جاء به ثوار 1919 . والذي سقط بقيام الثورة 1952 نحلم بدستور يرسم المستقبل الذي جني به ثوار 25 يناير 2011، هذا الدستور الذي نأمل أن يحدد شكل نظام الحكم في مصر، برلماني أم رئاسي أم برلماني رئاسي ويحدد أيضاً مدي احتياج شعب مصر لبرلمان بغرفتين (شوري وشعب) أم برلمان بغرفة واحدة (شعب)! دستور جديد يحدد بأن مصر، دولة مدنية شريعتها الإسلام، وتحفظ حقوق كل من يعيش فيها سواسية دون تفرقة بين مصري وآخر، ولا تفريق للون أو عرق أو دين! نأمل أن يكون الدستور الجديد الدائم حافظاً لكل مواثيق المدنية العالمية، دولة حديثة تبني بالعلم وترتكز علي تاريخ طويل وحضارات عظيمة يمتلكها الشعب المصري. نأمل في انتخابات برلمانية تقوم علي تعدد حزبي وسياسي، وتجري بنظام القوائم النسبية، نأمل في مصر ( لاتؤله) حاكمها (ولا تفرعن) رؤساء حكوماتها أو سلاطينهم، فهذا كله من الماضي البغيض الذي رفضناه في ميدان التحرير ودفعنا فيه الغالي من دماء أبنائنا شهداء الثورة الأبرار «ألف رحمة ونور عليهم».