لم يكن يعمل الحاج سعيد حسين خليل السيسى شيخ تجار خان الخليلى وكبيرهم والصديق الصدوق لإمام الدعاة الشيخ محمد الشعراوى أن أحد أبنائه الذين حباهم الله بأفضل ما تكون التربية بكل مقوماتها المثالية وهو عبد الفتاح أن يكون هذا الابن فتحًا ونصرًا لمصر ونورًا لها من بياجير الظلام ومنقذًا لها من ديناصورات الكُفر والتكفير والضلال وشمسا تشرق فى سمائها، لتنقلها من أغوار التردى السحيقة إلى سماء المجد والعزة والكرامة لتأخذ مكانها اللائق بها، دولة كبرى متقدمة ذات سيادة وكرامة. نشأ الفتى متدينا وبين بيته الأزهر والحسين خطوات معدودة، محبًا للرياضة مولعا بالآثار، وحى الجمالية الذى نشأ فيه هو قلب القاهرة النابض وأصل الأصالة لها، ودار الكتب ومتحف الآثار الإسلامى وحى القلعة والسيدة زينب إلى آخر أحياء القاهرة العريقة التى تضم آثارها العظيمة على تاريخها الحافل والأعظم كأقدم دولة عرفها العالم منذ أكثر من سبعة آلاف سنة وما بناه فراعينها من أهرامات وأبو الهول وآثار تحكى تاريخ مصر للعالم بأسره بكل الروعة والشموخ، مدللة على أن مصر هى أصل الحضارة عبر التاريخ وشب الفتى محبا للرياضة يمارسها بانتظام وشغف ومولعا بالقراءة فى شتى مجالات الفكر الإنسانى التنويرى فى مصر وشتى بلاد العالم، شغوفًا باللغة الإنجليزية التى تفتح له بوابة التنوير على الفكر العالمى عبر التاريخ كله، ولأنه ولد وشب جنديا فقد اختار أن يلتحق بالكلية الحربية التى تخرج فيها بتفوق وعمل بعد تخرجه فى شتى فروع القوات المسلحة وتولى قيادة أغلب أفرعها وجيوشها الميدانية، حتى رشحته كفاءته ونبوغه وخبرته لتولى منصب رئاسة المخابرات الحربية التى أبلى فيها أحسن ما يكون البلاء حتى اختير وزيرا للدفاع والإنتاج الحربى وقائدًا عامًا للقوات المسلحة التى شهدت فى عهده أعظم التدريبات القتالية والمناورات العسكرية فائقة التخطيط لتقفز القوات المسلحة إلى مقدمة جيوش العالم وحائط الدفاع الأعظم لمصر ضد أى عدوان خارجى وطهر سيناء وحررها من قوى الشر والإرهاب وأعادها لمصر حرة، نظيفة، قوية، واستجاب لإرادة الشعب المصرى الذى خرج عن بكرة أبيه ضد قوى الظلم والظلام طالبا الحرية وإنقاذ مصر من سقطة لن تقوى على القيام منها أبدًا ولم ترهبه عصابات الإرهاب ولا تنظيمها الدولى وصدرت خارطة الطريق من جميع أطياف الشعب التى تحقق لمصر الحرية والنهضة والديمقراطية وأن يكون صوتها الحُر عاليا يجوب العالم بأسره بأن مصر أم الدنيا وستكون كذلك قد الدنيا وأم الدنيا.