فى محاولة لنشر الأخلاق فى المجتمع تتجه دار الافتاء المصرية إلى نشر عدد من الفتاوى التى تحض الناس على الأخلاق حيث أكدت دار الإفتاء فى بيان لها أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بإحسان القول وطهارة اللسان، فى سائر الأحوال والمواقف، مشيرة إلى أن جوامع الأخلاق فى الإسلام ثابتة لا تتغير، ولا يوجد حالات استثنائية تتيح للإنسان أن ينفلت من الأخلاق وينشر فواحش الأقوال والأفعال. وأضافت دار الإفتاء - فى بيان لها - أن النصوص الشرعية تواترت فى التشديد فى النهى عن التفحش والحث على صون اللسان والجوارح عن الفحش والبذاءة، فعن أبى هريرة، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «إياكم والفحش؛ فإن الله لا يحب الفاحش المتفحش».، وعن أبى الدرداء أن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: «إن أثقل ما يوضع فى ميزان المؤمن يوم القيامة خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذىء». وقوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: «إن الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش، والذى نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش». وشددت دار الإفتاء على أن نشر الشائعات والفضائح وكذلك التنابذ بالألقاب البذيئة والسباب بين الناس محرمٌ شرعًا، ولا يجوز فى أى حال من الأحوال، بل هو من باب نشر الفاحشة التى يقول الله سبحانه وتعالى فيها: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).. وأكدت الدار أن الاحتكام إلى القضاء هو السبيل الشرعى الوحيد لرفع المظالم والفصل فيها حتى ينجلى الحق، مشددة أنه على من يتولى القضاء والفصل بين المتخاصمين تحرى الحقيقة والعدل، ولا يكون ذلك إلا من خلال التحقيق القضائى النزيه والعادل. ورَدَّت دار الإفتاء فى بيانها على من يجيزون ويبررون نشر الفحش والألفاظ البذيئة بدعوى التعرض للظلم، محتجين بقوله تعالى: (لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ)، بأن من يظن أن هذه الآية الكريمة تبيح الانفكاك من أى التزام أخلاقى فإنه يفترى على الله الكذب؛ لأن الشرع فى سائر أحوال العزيمة والرخصة يدور فى إطار أخلاقى مُحكمٍ ومنضبط.