عبرت في مقالات سابقة عن احترامي لرئيس وزراء الاتحاد الروسي الحالي ورئيس الجمهورية الروسية السابق «بوتين»، لقد أنقذ «بوتين» ما تبقي من الاتحاد السوفيتي بعد السياسة الساذجة لجورباتشوف، حبيب الغرب والخراب الذي أتي به «يلتسن» وأفشل السياسة الأمريكية الصهيونية في الهيمنة علي روسيا وتحويلها من دولة عظمي إلي دولة من الوزن المتوسط أو أخف. منذ يومين وبكلمات لا يمكن أن تفهم خطأ عبر الرجل العظيم «بوتين» عن احتقاره للهجوم الحربي علي ليبيا وقتل الأبرياء بالحجة الواهية المعتادة منذ الأزل وهي الدفاع عن حرية الشعب الليبي، كما دافعوا من قبل عن حرية الشعب الأفغانستاني والشعب العراقي وما أكثر ما يرتكب من جرائم باسم الدفاع عن حرية الشعوب. شبه «بوتين» الهجوم الجوي علي الجمهورية الليبية من جهة الولاياتالمتحدة وحلفائها بريطانيا وفرنسا التي جرت الحلف الأطلنطي وراءها جرًا، شبه ذلك بالحروب الصليبية في العصور الوسطي، الحقيقة الصليب برئ كل البراءة من الحروب الاستعمارية التي تسمي خطأ الحروب الصليبية وحتي هذه الحروب كانت أكثر شرفاً من حروب السطو المسلح علي البترول في الشرق الأوسط وليس هناك أي تشابه لهذه الحروب في العصر الحديث إلا بالاعتداء الثلاثي علي مصر للاستيلاء علي قناة السويس وقبل ذلك الحرب الكورية وبعد ذلك حروب فيتنام. لقد زاد إعجابي ببوتين الرجل والقائد والسياسي اعجاباً وسقط قليلا في نظري زميله والحقيقة صديقه رئيس الجمهورية الحالي ميدفيديف الذي حاول الدفاع عن تخازله ومنعه الممثل الروسي من استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن لمنع الاعتداء والسطو المسلح علي أحد أهم جيران جمهورية مصر العربية. قد تكون هذه الأشياء مناورات سياسية محسوبة اتفق عليها بوتين مع صديقه والحزب الروسي الحاكم الذي يحتوي علي عدد كبير من الرجال المخلصين الذين يؤمنون بعظمة روسيا وأن سقوط الاتحاد السوفيتي بالطريقة التي سقط بها كان كارثة علي السياسة العالمية لولا أن استقيظ المخلصون والوطنيون الروس من أمثال «بوتين» في آخر لحظة وتدراكوا الأمر وانقذوا روسيا من الاستعباد الغربي والتبعية الكاملة لسياسة أمريكية صهيونية يعبر عنها كل يوم وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي الذي يتكلم الروسية بطلاقة أكثر من تكلمه العبرية كل ذلك وارد. أنا أحترم وأقدر الجامعة العربية كل الاحترام والتقدير، أنا أحترم أيضا وأكن المحبة والإعجاب بالأمين العام للجامعة العربية ووزير خارجية مصر السابق السيد عمرو موسي. أنا مجرد جندي بسيط يدين بالولاء التام لجمهورية مصر العربية وقيادتها. أنا أعترف أيضا أنني لست سياسيا ومجرد مهندس وعالم ومثقف صنعته الأساسية هي الفكر والعلم وليس السياسة علي أي حال من الأحوال. ورغم كل ذلك فأنا بطبيعة الحال لي رأي سياسي مثل كل إنسان واع كذلك اسمحوا لي أن أقول وبما أن حرية الرأي يعطي لها الآن مساحة بلا حدود بعد ثورة ميدان التحرير اسمحوا لي أن أقول إن قرار الجامعة العربية بتأييد تدخل الأممالمتحدة في شئون الجمهورية الليبية الداخلية هو قرار خطأ والذي أخطأ منه هو فقط قرار الحكومة الفرنسية بخرق الشرعية الدولية وتحليل الهجوم العسكري علي ليبيا وها نحن نري مأساة العراق الممزق مرة أخري في ملحمة جديدة من العبث الإنساني.