بعدما قدم الشباب المصري نموذجا أبهر العالم في التحضر، عندما قاموا بتنظيف "ميدان التحرير" ثم باقي شوارع وميادين مصر، فكر أشرف علي مؤسس حملة "مصر بيتنا"، الذي كان أحد أعضاء لجنة التنظيم بالميدان ومسئول عن تنظيف الميدان يوميا، لماذا لا نكرر تجربة تنظيف الميدان لكن هذه المرة مع الآثار المهملة، التي لا تجد من ينظفها. يروي علي كيفية تعارفه علي مجموعة "مصر بلدنا" والتي تمت بالميدان، واجتمعوا في عشقهم للآثار، وتحمس الجميع لهذه المبادرة في تنظيف البيوت القديمة، وانقسمت المجموعة إلي قسمين يعملان بالتوازي بين أثرين، وكانت البداية بتنظيف جامع "العيني" الذي يجاور جامع الأزهر وبيت الهراوي، منقسم لقسمين الأول مدرسة "الإبداع"، أما الثاني فهو الجامع مهمل من فترة طويلة حيث لا يصلي به أحد مطلقا لأنه مغلق! ويتابع علي: "بدأ الجزء الثاني من المجموعة بتنظيف بيت "زينب خاتون" الكائن خلف الجامع الأزهر، الذي يعد تحفة معمارية نظرا لأنه يجمع ما بين طرازين معماريين المملوكي والعثماني، إلا أنه مهمل منذ عام 2005، حيث فوجئنا بكم من الأتربة والعناكب والحشرات داخل "الدواليب" مذهل، واستفسرنا عن سبب هذا الإهمال قيل أنه لا يوجد دعم مالي من الحكومة نظرا لعدم إقامة الأنشطة الثقافية بالبيت!". يذكر علي أن البيت لم تنج أبوابه من نقش ذكريات شباب وفتيات الجمالية عليه، مما سبب لهم مشكلة كمجموعة تنظيف، لأن هذه الأبواب ستتطلب معاملة خاصة من حيث عملية الكشط لهذه النقوش والدهانات المناسبة للأثر ولا تضر به. انتهت عملية التنظيف لكل من "زينب خاتون" و"العيني" في يومين متتاليين في العطلة الرسمية من التاسعة صباحا وحتي الخامسة مساء، عدد المشتغلين 30 فردًا، لكن هذا العدد بدأ يقل الآن نظرا لبداية الدراسة، وهو ما نتج عنه وقت أطول في تنظيف وكالة "بازرعة" ذات الطراز العثماني، والتي شيدت بالقرن الحادي عشر الهجري، السابع عشر الميلادي بالجمالية، وكانت مملوكة للتاجر اليمني محمد بازرعة، وتتكون من ثلاثة طوابق كل طابق به ثلاث غرف، الدور الأرضي منه فقط هو المستخدم لأنه مكاتب لموظفي الآثار، وكان عدد شباب التنظيف 14 فردا فقط. يؤكد علي أن هذه الوكالة مهملة تماما رغم أنها مزار سياحي، فهي مليئة بالأتربة حتي أن السقف والمليء بالنقوش والزخارف العثمانية تتعذر رؤيته من كثرة الأتربة التي تغطيه تماما، إضافة إلي الرائحة الكريهة نتيجة لانعدام النظافة الصحية للمكان، لكنهم استطاعوا قطع شوط جيد في التنظيف علي مدار يومين. عن معدات التنظيف وتسهيل مهمتهم من قبل هيئة الآثار يقول علي: الحقيقة نحن لم نتعامل مباشرة بشكل رسمي مع الآثار، بل إننا نقابل المسئولين عن الأثر ويرحبوا بحملتنا ونبدأ في التنظيف، وكل المعدات علي نفقتنا الخاصة، وهناك شروط الجميع يلتزم بها من حيث منع استخدام المياه مباشرة منعا باتا، واستخدام الفرش الناعمة مع التحف. وأشار إلي أن "بيت الهراوي" يتم تنظيفه شهريا بخمسة آلاف جنيه، ومن الممكن أن تقوم "مصر بيتنا" بتنظيف البيت مجانا فقط توفير معدات التنظيف، كنوع من تقليل التكاليف، أما مشروعهم القادم فهو تنظيف البيوت والآثار المهملة في شارع المعز مع تشجير الشارع كاملا، حيث تم الاتفاق مع مشرفي الآثار هناك محمود عوني وعبير عبده، ويدعو شباب مصر للانضمام للحملة لحماية آثار مصر.