فأجئنا الفنان التشكيلى دكتور جورج فكرى أن معرضه المقام بقاعة الفن بالزمالك تحت عنوان «ضحك ولعب وجد وحب»، اختار الفنان هذه الجملة لتكون كلمة السر المعروفة لدينا جميعاً ولا نحتاج إلى من يكشفها لنا، فقط نحتاج إلى البحث عنها فى وجداننا وفى ذاكرتنا، كما اختارها لتكون الشفرة الإنسانية التى يدعو بها الملتقى للتامل والاستمتاع بالحالة الفنية والجمالية لأعماله الفنية التصويرية، مما جعل بعض المشاهدين والحضور وجدوا لحظات من عمرهم باللوحات. المعرض هو رحلة إنسانية وثقافية ضمن المشروع الفنى والتشكيلى والتقنى الذى قدمه الفنان على مدى مشواره الفنى ويكمله باستدعاء الذاكرة البصرية والرؤية الوصفية لمكونات المجتمع، ويكشف عن قيم الطقوس الجمالية والموروثات الشعبية عبر التراث الاسلامى والقبطى والفرعونى. جاءت اللوحات تمثيل للتجمعات البشرية الحميمة فى الشارع المصرى اثناء ممارستهم للانشطه فى حياتهم اليومية، بعضها ممارسات لطقوس وعادات موروثه وتنم عن أشكال الثقافة المصرية، وبعضها مشاهد لجلسات إنسانية للإنسان المصرى البسيط، وما يتبع هذه العلاقات من اتباع أنماط سلوكية خاصة. اختص الفنان لكل لوحه حاله ثقافيه فنية تشكيليه قدم من خلال35 لوحه تصويرية هما 35 لقطة يؤكد بها الفنان استمرار وتواصل الموروث الشعبى، جاءت لوحة تعبر عن»جلسه شاى» لمجموعة من البسطاء على الرصيف، وأخرى عن «بائع الكشرى» بعربته المزينه باشكال زخرفيه والهندسيه الملونه وكتابات تدعو الى التفاءل، وأخرى «عازف البيانولا» الذى اندثر وجوده من الاحياء الشعبيه إلا نادراً يلتف من حوله بشر وحالة بهجة فى الملامح واللون. وللعشاق العديد من اللوحات الرومانسيه منها، عشاق فى مركب نيليه والقمر يشاركهم الحب بخياله وسط النيل كأنه يبحر معهم، وعشاق على موتسكيلات القديمة، وعشاق فى الحديقة والزهور تغرد وتبتسم لهم، «بائع السميط» يقترب من عشاق النيل ويشاركهم لحظه الحب حتى يكون لهم ذكرى مع «أكله السميط». وأخرى لعربه مكتوبه عليها «جيلاتى» او ايس كريم البسطاء تجتمع حولها رواد النيل، اما الاطفال الصغار فلهم العديد من اللوحات منها لوحه للاطفال يلعبوا ببراءه بالطيارة الورقية، وأخرى الاطفال ولعبه» نط الحبل» والاطفال و»المراكب الورقية»، «الاطفال والارجواز»، والنساء ايضا لهم موضوعات منها «جلسه قهوة» تجمع مجموعه من النساء محاولين قراءه الفجان وانتظار تحقق الاحلام المؤجله، أخرى لعروسه تؤدى «بروفه فستان الفرح»، وأخرى «شويه فرفشه «لمجموعه من النساء فى حاله سعادة، وانتقل بنا الى داخل الاسرة المصرية ولوحه تعبر عن اسرة بسيطة مكونه من اعداد اطفال كثيرين والاب والام والجميع يجلسون على الارض حول «طبليه» وعليها اكل البسطاء وعلى وجوه الاسرة الرضا والتفاءل بالحال. ولم تكن المفاجاأة فقط فى العنوان او فى الموضوعات الثرية التى عبر عنها، بل ايضا مفاجأة تشكيلية فى المعالجة الفنية اختزالية وتعبيرية للملامح الشخصيات وجاءت الشخصيات قريبه من الشكل الايقونى المستوحى من التراث القبطى ملامح مصرية آصلية، ومن سماتها وجوه فى شكل استطاله بسيطة معبرة عن أبعاد داخلية مفتوحة العينين متفاءلة ومتساءلة ومتأملة مترقبة للماضى والحاضر. وكأسلوب تقنى وفنى استخدم فيها العديد من الخامات منها الالوان الباستيل والاكرليك وبعض قصاصات الورق، أما المجموعة اللونية اعتمد على استكمال حالة البهجة المكلمة للموضوعات واستخدم اللون الأحمر والبرتقالى والأصفر والأزرق بنقائه وصفائه ليغرد تشكيلياً.