يقول «وليم شكسبير» علي لسان أحد شخصياته ما أكثر الحقائق التي تقال في صورة الدعابة، وها هي نكتة تلخص بعض ما أريد أن أعبر عنه في عمود اليوم. يقال إن وزيراً من دولة تميزت بتعدادها الضخم ولكن ضعف خزائنها تلقي دعوة لزيارة زميله الوزير من دولة مجاورة تميزت باكتظاظ خزائنها بالذهب وقلة التعداد. وصل الوزير المدعو وكان طبعاً متوقعاً مظاهر الغني والترف الذي سمع عنه ولكن ما رأي فاق كل خيال، فكان في حالة ذهول، زاد هذا الذهول عندما حضر حفل عشاء خاصة في قصر الوزير الذي دعاه. بعد مدة من السمر والسهر، شعر الوزير المدعو بأن في وسعه التباسط مع زميله فقال له: نعم إنني أعلم تماماً عن الحالة الاقتصادية في بلدكم العامر ولكن من أخ إلي أخيه كيف يمكن من راتب وزير مهما كان أن تمتلك هذا القصر وعشرات العربات وطائرة خاصة إلي آخره.. هذا فعلاً محير؟ ضحك الوزير لسؤال زميله وقال: بحق هذه الليلة الجميلة والصداقة الجديدة سوف أصدقك.. هل تري هذه النافذة؟ اذهب إليها.. هل تري هذا الكوبري الضخم؟ قال الوزير المدعو: نعم أراه. قال الوزير الداعي، كل ما في الأمر أنني أتقاضي علي مثل هذاالمشروع نسبة بسيطة لا تتعدي عشرة في المائة من التكلفة كعمولة حلالاً بلالاً عن تسهيلي لإمضاء العقود كوزير مختص لا أكثر.. ضحك الوزيران ودامت الصداقة.. بعد عدد من السنين حان الوقت لرد الزيارة فحضر الوزير الثري لزيارة صديقه وزير الدولة التي تميزت فقط بالتعداد الضخم والمشاكل الاقتصادية الأضخم.. هنا كانت المفاجأة حيث وجد الزائر أن حال البلد الذي يزوره أقل من المقبول بكثير ولكن حال زميله الوزير يفوق الوصف، عشرات القصور وعشرات العربات الرولزرويس والمرسيدس وكذلك بضع طائرات خاصة.. وهنا ذهل الوزير وسأل موجهاً كلامه لزميله قائلاً: لقد صدقتك وأبحت بسري لك عندما زرتني في بلدي والآن أستحلفك أن تخبرني من أين لك هذه الفخفخة والثراء من راتب وزير في دولة من دول العالم الرابع؟ أجاب الوزير قائلا:ً هل تري هذه النافذة؟ قال نعم. قال اذهب إليها وانظر هل تري هذه الجامعة ومركز بحوثها هناك؟ قال: لا.. أنا لا أري شيئاً.. رد الوزير المضياف قائلاً: هذا صحيح لقد وضعت كامل الميزانية لبناء هذه الجامعة ومركز بحوثها في جيبي وهذا أفضل كثيراً وأسهل من أن أتقاضي عمولة عشرة في المائة عن كل مشروع كما تفعل أنت.