حزمة من الأهداف يمكن أن تتحقق بإنشاء محافظة جديدة تحمل اسم 25 يناير، أهداف سياسية وتنموية واجتماعية وتاريخية، فمن الناحية السياسية سيخلق هذا الاقتراح حالة من الارتياح والثقة بين الدولة وجموع الشباب كما سيمثل خطوة توثيقية هائلة لمصر بعد 25 يناير ناهيك عن المردود التنموي المتوقع لمحافظة وليدة تحمل اسماً يعكس معاني الانتماء والعمل والتحدي والصمود والنجاح والثقة والاحترام، والمحافظة الوليدة اقترح أن تشمل مناطق ذات طبيعة خاصة وأقصد تحديداً أن تكون مناطق جديدة تنتظر من يأتي إليها ليفجر فيها طاقات الشباب المصري العظيم، هذه المناطق تضم مديرية التحرير ذلك المشروع الزراعي الفريد الذي أنجزته ثورة يوليو والذي يضم قري الرواد والانطلاق والعزيمة والمعركة والكفاح والنجاح تلك الأسماء المعبرة والهادفة والتي يضمها مركز بدر، كما يجب أن تكون منطقة وادي النطرون بما تحويه من مناطق سياحية عالمية ومناطق النوبارية والعامرية وجانبي الطريق الصحراوي، بالإضافة إلي مدينة السادات تلك المدينة المتفردة في موقعها الجغرافي في وسط المسافة بين القاهرة والإسكندرية والدلتا بالإضافة إلي طقسها الرائع وهوائها النظيف لتصبح عاصمة للمحافظة الجديدة، بيد أن اقتطاع مديرية التحرير والنوبارية والعامرية ووادي النطرون من محافظة البحيرة هو عين الصواب فمحافظة البحيرة مترامية الأطراف، ولا تجد من الخدمات والمشروعات التنموية ما يشبع ظمأ أبنائها، لقد نكبت محافظة البحيرة بمحافظ لا يري إلا مدينة دمنهور وشوارعها وميادينها، لكنه لا يري ولا يريد أن يري باقي مناطق المحافظة التي تحتاج إلي إعادة بناء من جديد، إن مداخل مديرية التحرير التي أنشأتها الثورة المصرية خير شاهد علي ذلك وبالنسبة لوادي النطرون التي تعتبر كنزاً حقيقياً باتت مرتعاً ومظهراً لجميع أنواع الإهمال واللامبالاة، كما أن مدينة السادات التي كان الرئيس السادات يخطط أن تكون عاصمة جديدة لمصر تحولت إلي عاصمة بالفعل ولكنها ليست عاصمة لمصر ولكنها عاصمة للمهندس أحمد عز، لقد كانت تلك المدينة جزءاً لاغير يتجزأ من محافظة البحيرة لكنها ودون نقاش ذهبت إلي محافظة المنوفية وتم تسليم المعابر إلي السلطات المنوفية أمام حسرة أبناء البحيرة الذين شيدوا وتحملوا الكثير، بيد أن فصل السادات عن المنوفية وضمها إلي محافظة الخامس والعشرين من يناير لتكون عاصمة للكيان الجديد لشيء يسعد الجميع، ومن الناحية الاقتصادية والتنموية فإن النشاط الزراعي والتجاري لمديرية التحرير متكامل مع النشاط الصناعي المزمع إقامته في وادي النطرون ومتفاعل مع الأنشطة السياحية المتفردة في نفس المنطقة ومع تصحيح الأوضاع المعوجة علي جانبي الطريق الصحراوي يمكن أن نخلق واقعًا جديداً غرب الطريق الصحراوي متجهين إلي الغرب ما شاء لنا أن نتجه حتي نصل إلي ممر التنمية الذي بات أقرب إلي الحقيقة منه إلي الخيال، إن الموارد البشرية في هذه المناطق لن تكفي لتحقيق جميع الطموحات والأحلام ومن هنا يأتي دور الشباب المصري من جميع أنحاء الجمهورية حيث يمكن أن نقوم بإنشاء مديرية تحرير جديدة في الصحراء وغرب وادي النطرون وساعتها سنقوم بخلق مجتمع جديد وقري جديدة بفكر جديد وآليات جديدة، كما يمكن أن ننشئ مطاراً للبضائع والمنتجات الزراعية بالإضافة إلي ميناء جاف لخدمة أنشطة الاستيراد والتصدير، كما يمكننا أن ننشئ منطقة سياحية لا مثيل لها في العالم حيث توجد تلك الأديرة التاريخية البراموس والانبا بيشوي والأنبا مقار بالإضافة إلي السياحة الاستشفائية في ملاحات الحمرا ووادي النطرون. إنها فكرة مبدئية قابلة للنقاش والزيادة أو النقصان، إنني في انتظار الرأي والمشورة.. رأي المخلصين ومشورة العارفين والله من وراء القصد.