يقول الله تعالى « ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم» فصلت 34، وقوله صلى الله عليه وسلم «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كانفى حاجة أخيه كان الله فى حاجته» فلو نظرنا الى هذه الآية لوجدناها هى فى واد ونحن فى واد آخر فالتنافر شأننا والحب والود عدونا فحالنا لن يرضى الله ولا الرسول نسينا وتناسينا أن هناك حسابا وعقابا وجنة ونار أصبحت القلوب لا تكن إلا الكره والغل والحقد أصبحت النفوس تتسابق إلى الشر أكثر من التسابق إلى الخير أصبحت العقول لا تفكر ولا تدبر إلا فى الانتقام فصدءت القلوب بالكره والغل والحقد. لقد أصبحت النفوس ضعيفة لا تعرف إلا الشر إذا نظرنا إلى المسلمين فى هذه الأيام لوجدنا حالهم لا يسر أحداً لماذا لا يبقى كل اثنين منا فى حالة ويترك الغيبة والنميمة والقيل والقال لماذا لا يكن الإنسان الحب لأخيه المسلم بدلا من الغل والحقد والكراهية لماذا لا يفكر المسلم فى حال أخيه المسلم بدل من التفكير فى الانتقام منه لماذا لا نعفو ولا نصفح عمن ظلمنا وأساء إلينا ونحن نعرف انه لا تستوى الحسنةولا السيئة لقوله صلى الله عليه وسلم « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
إن استغلال القوى للضعيف واحتقار القادر للعاجز وإيذاء الجار لجاره أمور حرمها الإسلام لما فيها من الضرر على الفرد والمجتمع ولذلك فقد حرص الإسلام على غرس بذور المحبة وجذور المودة وروابط الإخاء بين المسلمين إن إخوة الدين تستلزم الصلح بين المتباغضين وإزالة العداوة بينهم والقضاء على الفتنة لذا عندما يحصل خلاف بين طائفتين من المسلمين لم يطلب منا الإسلام أن نقف مكتوفى الأيادى نقف موقف المتفرج ونسكت حتى يشتد لهيب العداوة ونفرح لهذا الخلاف وللأسف الشديد الكثير منا يفعل ذلك يريد أن يكون متفرجاً بدلاً من أن يدخل لحل هذا النزاع وهذا الخلاف وحتى لو تدخل لحل هذا النزاع لم يدخل لإنهاء هذا النزاع إنما يدخل من أجل أن يوسع هذا النزاع والخلاف.
يجب على الإنسان منا أن يعفو دائما ويصفح عمن ظلمه وعمنأساء إليه لان العفو والصفح خلق من أخلاق الأنبياء والمرسلين وصفة من صفات المؤمنين وللأسف الكثير من الناس يعتقد أن الإنسان الذى يعفو ويصفح هو إنسان ضعيف والعكس صحيح إن الإنسان القوى هو الذى يعفو ويصفح لأن الفرصة متوالية إذا كان ملك الملوك وهو المولى عز وجل يعفو ويصفح فهل هو ضعيف الم يعفو ويصفح عن الذين يرتكبون أبشع الجرائم ولقد روى انه ينزل فى الثلث الأخير من الليل ويقول هل من مستغفر فاغفر له هل من تائب فأتوب عليه، وكذلك الأنبياء ضربوا لنا أروع الأمثلة فى العفو والصفح وها هو سيدنا يوسف بن يعقوب رغم كل الذى فعلوه معه إخوته ولكنه عندما أصبح هو صاحب الكلمة وكان عنده الاستطاعة أن يقتص منهم ويأخذ منهم حقه ولكنه لم يفعل ذلك وقال « لا تسريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين» سورة يوسف .