مهن شاقة تلزم اصحابها علي الافطار بعيدا عن الاهل يفطرون، يعملون رافعين شعار لقمة عيش مرة ونحن في خدمة الصائمون. العشرات نلتفي بهم ونحن نهرول مسرعين للبيوت نحاول الا يفوتنا لخطة مدفه الافطار بينما هم مستسلمين للافطار في الطرقات والشوارع بحثا عن لقمة العيش او لاداء مهامهم ولراحتنا فمن منا تألم لعسكري المرور الذي ينهك من حرارة الشمي طيلة اليوم لتتلخص امنيته في انتظام المرور ولا ننسي سائقي الاتوبيات والمترو والباعة المتحوليين بالعرقسوس والكنافة والخضوارت، كذلك الجنود ابطالنا علي الحدود الذين يفطرون في مواقع التفتيش وعيونهم وحياتهم تحمينا. «روزاليووسف» قامت بجولة مع بعض المفطرين في الطرقات وبدأنا مع محمود عبدالسميع بائغ العرقسوس في السيدة زينب، والذي غاب عن افطار اسرته الصغيره ل19 عاما يبدأ تجهيز عصيره في السابعة صباحا ولكنه يتوجه للميدان بعد صلاة الظهر حيث يقطن في المرج ليبدأ عمله الفعلي في الثانية ظهرا ويستمر حتي الحادية عشرا مساءا ليعود لمنزله في الواحدة صباحا ويبدأ في تناول وجبة الافطار والسحور معا. تتلخص امنية عم محمود في بيع 2 كيلو عرقسوس ليربح بعص القروش التي تعينه علي مصاريف عائلته بدلا من التسول او الشحاتة علي حد قوله. علي الرغم ان حال الحاج محمد الشحات الافضل فهو صاحب قهوة شهيرة في الميدان يلتف حولها المثقفين الا انه يفطر خارج منزله منذ منتصف الخمسينات إذ تفتح قهوته عند أذان العصر لتجهيز القهوة لاستقبال الزبائن الذين يتوافدون عليها قبل الاذان بدقائق فهم انواع فهناك الزبون الذي يعشث ان يبدأ افطاره بالشاي او القهوة ومنهم الذي يصطحب افطاره المعد من سندويتشات ويكتفي بطلب عصير او شاي، وكذلك نحن نعتاد علي الزبائن الاجانب الذين يعشقون التنزه وقت الافطار والاستمتاع بالهدوء. أما حسن مرزوق بائع التمور الذي يأتي من محافظته سنويا لاستغلال موسم مضان ولذا يظل في الشارع طوال الشهر حتي يمكن ان يحقق اعلي مبيعات ويكتفي بإفطار العصير حتي يبدأ تناول وجبته الفعلية عند العشاء. منصورة عامر اشهر بائعة جبن وبيض في سوق الزيتون التي تتناول اربع ايام اسبوعيا الإفطار في الشارع إذ إنها تسافر من قريتها الصغيرة بالشرقية للقاهرة ونظرًا لبعد المسافة تلجأ إلي أن تقوم بالإفطار في المواصلات؛ لأنها تنتهي من فرشتها قبيل الساعة الخامسة بدقائق قليلة؛ مما يجعلها تفطر في طريقها بالمواصلات؛ إذ إنهم يتناولون إفطارهم مع ابنائها يفطرون مع العائلة اما الاصعب هو اضطراري للافطار قبل العيد يوميا في الشارع لانه موسم لبيع البيض واللبن واكتفي بأخذ العيد اجازة. لا ننسي العاملين في المطاعم والفنادق والتي تعتبر ساعة مدفع الافطار ذروة عملهم، فهم يظلون يعدون المأكولات والمشروبات طوال اليوم ولكن تتكدث الطلبات عند الاذان وتستمر لاكثر من ساعة لتبدأ المرحلة الاكثر صعوبة وهي تنظيف المطعم واعادة ترتيبه لاسقبال زبائن جدد لاحتساء المشروبات. هولاء العاملين يقسمون انفسهم مجموعات في تناولهم لوجبة الافطار التي عادة ما تبدأ في الثامنة لاول مجموعة وينتهون في العاشرة لآخر محموعة ويتم تبادل مواعيد المجموعة يوميا. علي الجانب الاخر يتناول عساكر المرور وحراس السفارات والمنشآت وجبة الافطار في اماكن عملهم ويكتفون بيومين علي الاكثر شهريا مع الاسرة. لا نغفل هنا بائع تذاكر المترو الذي يري كل من حوله يسعون للعودة للمنزل بينما يكتفي بمساعدتهم وتوفير التذاكر متمنيا ان يلحق المترو معهم ليسعد مع اطفاله بالإفطار. علي الجانب الآخر لا ننسي بائعات محلات الملابس الذين يهجرون منازلهم منذ منتصف رمضان استعدادا للعيد واستقبال الزبائن الذين يتوافودون علي المحلات بعد الافطار بدقائق ويستمرون في العمل حتي منتصف الليل ويكتفون بالسحور مع العائلة. أما الابطال الحقيقين فهم الاطباء والممرضين الذين يبذلون جهود مضنية من اجل المرضي، فالمستشفيات تعمل 24 ساعة وخاصة ادارة الطوارئ والممرضين وغرفة العمليات التي لا تعرف معني لمدفع الافطار لانهم جميعا يرفعون شعار صحة المريض اولا.