لا يمكن أن نغمض العين أبداً عن ثمار ثورة المصريين يوم 25 يناير 2011 والتي تصدر مشهدها شباب في عمر الزهور وفكر العباقرة وإرادة وتصميم حتي حققت الثورة أول أهدافها وهم تحرك «الكتل» من الصامتين في مصر ذلك الشعب الذي اتهمته كل الآراء السياسية المحللة لمواقف الشعوب بأن المصريين يبحثون عن «لقمة العيش» وانشغلوا بالحياة اليومية وحل مشاكل طائفية والبحث عن مسكن «لابن أو ابنه» والانشغال بتأمين صحي أو وظيفة في جهة حكومية تضمن الاستمرار مهما كانت القيمة التي يتقاضاها الشاب وانعكست تلك الأراء علي سلوك شعب مصر أمام صناديق الانتخابات علي كل المستويات الإدارية في مصر من محليات إلي برلمان إلي انتخابات رئاسية كلها سلبية ولكن كان الشعب يتجمع حول فريق كرة القدم الوطني في مبارياته الدولية وكذلك نفس الشعب يتحرك إلي صناديق انتخابات النوادي الرياضية حتي المفاجأة التي أحدثها شباب الأمة بأن تتحرك هذه الجموع من شعب مصر لكي تستكمل الثورة الشعبية أركان شرعيتها وتقبض عليها بالنواجز ولعل تلك التحركات الجماعية الشعبية هي أولي نتائج هذه الثورة تليها قبول النظام للرحيل بعد معركة دامت «18 يوما» ومجئ هيئة عليا من القوات المسلحة لإدارة شئون انتقال الوطن وإبطال العمل بالدستور القائم وحل البرلمان بغرفتيه ولكن مازالت الحكومة والتي تم تشكيلها في غضون الثورة وفي محاولات امتصاص غضب الثوار مازالت هذه الحكومة رغم التعديلات الجيدة التي حدثت أمس الأول إلا أن رأس الحكومة مازال هو من أهم مطالب الثوار التي تقضي برحيله عن منصبه حيث ولائه للنظام السابق مضي عليه أسبوعان ولا يمكن أن نقتنع إنسانيا بأن التغيير ممكن يحدث لإنسان في توجهاته بهذه السرعة وإلا يستحق أن نصفه بما يعتبره القانون سبا وقذفاً! ولذلك لا يحق أبداً لمسئول جاء إلي منصبه في ظل نظام مضي.. أن يبقي تحت شعار أن التغيير ممكن أن يحدث بواسطته!! شيء من الخيال!! وهناك من يقول إن من جاء بمشكلة لا يمكن أن يترك للقيام علي حلها. أيضا من نتائج هذه «الثورة البيضاء» رغم دماء الزهور التي سالت علي أرض مصر في أول أيام الثورة فهي ثورة أخذت طابع الإنسانية وأشاد بها كل زعماء العالم بل أثارت إعجاب شعوب الأرض. شيء يجب أن نفخر به كعادتنا بفخارنا بكل تراثنا الإنساني هذه الثورة قد أشعلت فتيلاً للشعوب المطالبة بالحرية ليس فقط في «ليبيا» أو «اليمن» أو «البحرين» أو «المغرب» بل وصلت إلي «الصين» ودول من جنوب أمريكا هذه ثورة تعيد للأذهان الآثار الإيجابية لثورة «1952» وظهور «كتلة عدم الانحياز» وكتلة «التحرر الإيجابي» في الخمسينيات ومازالت الثورة تجني ثمارها!!