كتب- د. فاطمة سيد أحمدوأحمد عبد العظيم وفريدة محمد وعمرعلم الدين
أكد المتحدث العسكرى العقيد اركان حرب احمد محمد على فى المؤتمر الصحفى الذى عقد أمس بالاشتراك مع وزارة الداخلية حول أحداث الحرس الجمهورى أن المشهد خرج عن السلمية صباح الاثنين فى تمام الرابعة صباحا، حيث هاجمت مجموعة مسلحة دار الحرس الجمهورى، والقائمين عليها بالأسلحة وقيام البعض فى نفس الوقت بمهاجمة بعض المنشآت بشارع الطيران. وأوضح أن المتظاهرين وبعض صفحات التابعة للاحزاب الدينية استخدمت صورًا لقتلى فى سوريا لتشويه الجيش المصرى، مؤكدا أنه لا صحة لما تردد عن اتخاذ أى إجراءات استثنائية خارج نطاق القانون. وأكد المتحدث العسكرى ان التعامل مع المعتصمين لن يكون إلا فى اطار القانون ومشددا على ان للصبر حدودًا كما لاى شىء حدود، كاشفا عن الحرب النفسية التى تقودها بعض التيارات الدينية بالتوريج لفيديوهات تتحدث عن انشقاق قيادات فى الجيش اعتراضا على ما يحدث موضحا ان الجيش المصرى طوال تاريخه العريق لم يشهد أية انشقاقات وظل ملتزما بالقواعد والاصول الحرفية. واضح على أنه كان هناك تحريض للمتظاهرين على أعمال العنف واستهداف المنشآت العسكرية رغم أن القوات المسلحة أصدرت تحذيرا، بعدم الاقتراب أو التخريب للمنشآت العسكرية والقائمين عليها وفقا للأعراف الدولية. وقال المتحدث العسكرى خلال المؤتمر الذى عقد بمقر الهيئة العامة للاستعلامات فى مدينة نصر، تعاملنا مع المتظاهرين بكل حكمة لأنهم مواطنون مصريون، وأن حمايتهم هى مهمة القوات المسلحة التى تحمى كل المصريين. وأضاف إن الاشتباكات أسفرت عن استشهاد أحد ضباط القوات المسلحة، واصيب 42 من الأفراد منهم 6 فى حالة حرجة أصيبوا بطلقات نارية وخرطوش. وقال أحمد محمد على المتحدث الرسمى العسكرى اليوم إن المعتصمين فى الميادين جميعًا يمكنهم مغادرة أماكنهم بمنتهى الأمان ودون أى ملاحقة. وأضاف المتحدث العسكرى: إن الاستهداف المستمر يوميا للكمائن الخاصة للجيش والشرطة المدنية فى سيناء بجانب ما يحدث فى الشارع المصرى من مظاهرات غير سلمية يؤكد أن الطرف الآخر يتحرك للعمل على العنف. وأشار «على» إلى عودة ظاهرة تفجير الغاز المصدر إلى الأردن، وهو ما يعنى أن التظاهر السلمى خرج عن إطار السلمية، مشيرا الى أنه على الرغم من ذلك، إلا أنه لا يوجد أى إجراءات استثنائية خارج إطار القانون. وقال: إن القوات المسلحة تقتل فقط أعداءها ولم تقتل أبدا أطفالها، وما يتم ترويجه يأتى فى إطار حملة الأكاذيب والشائعات التى توجه إلى القوات المسلحة فى إطار الحرب النفسية. وقال إنه لن ينبى مصر الغضب ، ولن يبنى مستقبلها تيار معين، وإنما تبنى بكل سواعد المصريين من دون إقصاء لأى مواطن مصرى. وأشار المتحدث العسكرى إلىأنه لكى نفهم دور الجيش يجب الرجوع ليوم 26 يونيو الماضى، فالقوات المسلحة والشرطة المدنية لم تتحرك لمواجهة المتظاهرين وانما التزموا بتأمينهم، مؤكدا أن المتظاهرين هم من بادروا بالهجوم على الجنود مستخدمين الذخيرة الحية. واكد المتحدث العسكرى، ان جميع القوانين الدولية خولت للقائمين على تأمين المنشآت العسكرية فى حال تم الهجوم المسلح، استخدام كافة وسائل الدفاع عن انفسهم ومنشآتهم موضحا أن هذا الدور هو المنوط برجال الجيش الذى اكتسبته على مدى تاريخها، لافتا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت حالات تحريض بارتكاب أعمال عنف ضد رجال ومنشآت القوات المسلحة، رغم القانون الصارم الذى يحذر من الاقتراب أو المساس برجال ومنشآت القوات المسلحة. من جانبه قال اللواء هانى عبد اللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية، خلال كلمته بالمؤتمر: إن الشرطة المصرية تواجه الخارجين عن القانون بكل حسم وقوة دون النظر لانتماءاتهم، وإن الشرطة المصرية بدأت فى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتأمين المتظاهرين فى 30 يونيه، بدأت يوم 25 يونيه بمشاركة 440 ألف ضابط وجندى. واكد عبد اللطيف ان الشرطة تمارس دورها بعيدا عن السياسة كاشفا عن انه لم تسجل أى احداث سرقة أو عنف فى ثورة 30 يونيه واضاف أن الشرطة المصرية أصبحت ترسخ فكر الاستراتيجية الأمنية، مؤكدا أن الهدف منها هو أمن وأمان المواطن المصرى. وأكد أن رجال الداخلية تألموا كثيرا نتيجة الإشاعات التى تم اتهامهم فيها بقتل المواطنين، لافتا إلى الشعب الآن أدرك حقيقة تلك الشائعات ومن وراءها ومن المسئول الحقيقى عن تلك الحوادث. كان المؤتمر قد شهد عرضا لفيديوهات تكشف عن استخدام المعتصمين للعنف وقيام آخرين بالتحريض.. كما شهد المؤتمر فى بدايته اصرار الاعلاميين الموجودين على خروج مراسل قناة الجزيرة نظرا للدور التحريضى الذى تمارسه. كان رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلى منصور قد امر بتشكيل لجنة قضائية للتحقيق فى الاحداث التى دارت فجر امس الاول عند دار الحرس الجمهورى وسقط فيها 51 قتيلا على الأقل وفق تقارير وزارة الصحة حتى مثول الجريدة للطبع و اعربت الرئاسة فى بيان لها امس "عن أسفها الشديد لوقوع ضحايا من المواطنين المصريين فى الأحداث المؤلمة التى وقعت صباح اليوم على أثر محاولة اقتحام دار الحرس الجمهورى، «وأكد أن منصور أمر» بتشكيل لجنة قضائية للوقوف على ملابسات الأحداث والتحقيق فيها وإعلان النتائج للرأى العام. ودعت الرئاسة فى البيان المتظاهرين "إلى عدم الاقتراب من المراكز الحيوية والمنشآت العسكرية بالبلاد." وفى اول رد رسمى لها اتهمت جماعة الاخوان المسلمين قوات الجيش والشرطة بمهاجمة المعتصمين امام الحرس الجمهورى وقالت الجماعة إن المتظاهرين كانوا يؤدون صلاة الفجر وإذ بطلقات الرصاص وقنابل الغاز تطلق عليهم بكثافة من قوات الجيش والشرطة دون مراعاة لحرمة الصلاة وحرمة الحياة، إضافة إلى العدوان على حق المعتصمين فى التظاهر السلمي، وهذا ما لا يفعله حتى اليهود، الأمر الذى أدى إلى سقوط حوالى 35 شهيداً والرقم مرشح للزيادة إضافة إلى مئات الجرحى. وتابعت الجماعة فى بيان لها إنه عندما لجأ عدد كبير من النساء والشباب إلى مسجد المصطفى القريب من المنطقة قامت القوات بحصار المسجد، وهى تعتقل كل من يخرج منه. واستطرد البيان "إن هذه الجريمة البشعة التى اقترفها قائد الجيش الذى انقلب على الشرعية ونكث بالعهد والقسم واستولى على الحكم بانقلاب عسكرى مكتمل الأركان بغطاء من بعض المدنيين إنما تؤكد مدى وحشيته ودمويته وأنه مُصر على السير إلى نهاية طريق اغتصاب السلطة على جماجم المواطنين المدنيين العزل، وأنه لا يعبأ بحرمة الأرواح أو الدماء". من جانبها هاجمت جبهة الإنقاذ المشكلة من عدد من الاحزاب الليبرالية واليسارية الأحداث التى شهدها مقر الحرس الجمهورى بصلاح سالم وطالبوا فى بيان اصدروه بضرورة اجراء تحقيقات عاجلة حول الأحداث. وفى الوقت الذى تقدمت فيه الجبهة بالعزاء لأسر القتلى من المواطنين ومن رجال القوات المسلحة طالبت بتحقيق عاجل وعادل فى الأحداث التى وقعت فجر امس الأول أمام دار الحرس الجمهوري، مشددة على ضرورة طرح نتائج هذا التحقيق بشفافية أمام الرأى العام المصرى والعالمى. وهاجمت الجبهة أى محاولة للاعتداء على المنشآت العسكرية ورجال القوات المسلحة. وفى سياق متصل طالب د.شعبان عبد العليم القيادى بحزب النور السلفى وعضو مجلس الشعب السابق بتحقيق عاجل خاصة فى ظل تضارب الروايات التى يعرضها الاخوان من جانب والقوات المسلحة من جانب آخر. واعتبر المستشار مصطفى الطويل الرئيس الشرفى للوفد ما حدث من اراقة الدماء مجرد رد فعل للتحريض المستمر والذى يرفع شعار الجهاد والقتل من اجل عودة محمد مرسى الرئيس السابق لموقعه كرئيس للجمهورية. وقد أثارت الأحداث العنف التى شهدها محيط "الحرس الجمهورى" اهتمام وسائل الإعلام الدولية، والأمريكية منها بشكل خاص. وقالت صحيفة «يو اس ايه» الأمريكية إن هناك روايات مختلفة للحادث ، مبرزة الخلاف بين الرواية العسكرية بمحاولة المتظاهرين اقتحام "الحرس الجمهورى"، والرواية التى كتبها جهاد الحداد ابن عصام الحداد، احد مستشارى الرئيس السابق، الذى كتب عبر حسابه على "تويتر" إن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين السلميين. وقالت الصحيفة إن الحادث يرفع حدة الصراع بين الجيش ومؤيدى مرسى الذين يطالبون بعودته لكرسى الرئاسة ، رغم أن لا الجيش ولا الشرطة كانت طرفاً أصيلاً فى الاشتباكات السابقة والتى شهدت أعلى معدل لها يوم الجمعة الماضي، بين مؤيدى ومعارضى الرئيس السابق.