وسط انعدام دولة القانون التى واجبها ملاحقة الجناة، انتهت أزمة فتنة «الخصوص» بين المسلمين والمسيحيين ظاهريا كعادة مواجهة الفتن الطائفية منذ عصر الرئيس السادات مروراً بعصر الرئيس السابق حسنى مبارك وصولاً إلى رئيس مصر بعد الثورة «محمد مرسى» بالمسكنات وبالجلسات العرفية التى يجتمع فيها مسئولون بارزون فى الدولة والمشايخ والقساوسة ليعلنوا أمام الجميع أن الأزمة انتهت بالقبلات تحت «شعار مسلم ومسيحى .. إيد واحدة»، دون محاسبة لمن يتطاولون على دور العبادة أو ملاحقة قتلة الضحايا من الجانبين لتتكرر الفتن من فترة إلى أخرى! الصلح العرفى تم أمس بحضور وفود من الرئاسة والداخلية والأزهر والكنيسة وعدد من قيادات المجالس العرفية بالخصوص وقادة الأحزاب. وتحدث الحضور عن أهمية الوحدة الوطنية وسط هتافات «تحيا مصر»، وفى مجلس الشورى شهد اجتماع لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى مشادة كلامية حادة بين النواب والأقباط ومساعد وزير الداخلية اللواء عبدالفتاح عثمان على خلفية اتهام النواب للداخلية بالتواطؤ مع البلطجية للهجوم على الكاتدرائية بالعباسية. وقد بدأت المشادات عندما أبدى اللواء عثمان استياءه من اتهام الداخلية بالتواطؤ ضد الأقباط، فانفعل النواب الأقباط وخاصة النائبين ممدوح رمزى وجميل حليم اللذين قالا «إن الداخلية بالفعل متواطئة واعتدت على الكاتدرائية». وعقب اللواء عثمان قائلا: «أنا لم أقصد من كلامى التحامل على الأقباط، لكن اتهامنا كجهاز وطنى بالتواطؤ ضد الكاتدرائية أثار حزننا وهو ما جعلنى أنفعل قليلا». من ناحيته شدد الأزهر الشريف والكنيسة من خلال اجتماع مجلس أمناء بيت العائلة فى اجتماع طارئ بضرورة تفعيل القانون أولا ثم دعمه بالتنفيذ والضرب بيد من حديد، والمعاقبة الصارمة لكل من يسهم أو يحرض أو ينفذ مثل هذه الأعمال البغيضة. كما أوصى بيت العائلة بضرورة تشكيل هيئة مشتركة من القانونيين والخبراء المتخصصين من بين أعضاء مجلس بيت العائلة المصرية المكون من ممثلى الأزهر الشريف والكنائس المصرية للدفاع والمتابعة الرسمية للوقائع والتحقيقات فى الجرائم الطائفية. وأعلن بيان لبيت العائلة المصرى أنه تم اقتراح أن يكون البيت بتمثيله الإسلامى والمسيحى، طرفا أصيلا فى إقامة الدعوى الجنائية ضد الجرائم الطائفية التى تهز المجتمع المصرى مسلميه ومسيحية. كما أكد بيت العائلة على أن العدوان على الكاتدرائية المرقسية هو امتداد لممارسة شبيهة ضد الأزهر الشريف فى الفترة الأخيرة.