الفن والحريه يتحدى التحذيرات الامنيه ويحتفل بعامين على التنحى

تزامنا مع الذكرى الثانيه لتنحى الرئيس السابق حسنى مبارك اقامت اللجنه الوطنيه للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والابداع معرض الفن والحريه بمركز الهناجر للفنون وهو المتلقى احياء الذكرى الثانيه لثوره 20يناير شارك بالمعرض اكثر من اربعين فنانا منهم احمد شيحا وحلمى التونى وعصمت داوستاشى والسيد عبده سليم وياسر منجى وطاهر عبد العظيم ومصطفى الرزاز وكاريل حمصى وضيفه الشرف الفنانه السوريه خلود السباعى التى شاركت بلوحتها ميدان التحرير.
تميزت الأعمال بأنها عبرت بأساليب مختلفة وأفكار وتقنيات متنوعة عن المرحلة الانتقالية ما بين التنحى وبين تولى جماعة الإخوان المسلمين مقاليد الحكم فى مصر، وعن فكرة اختيار الفنانين المشاركين بالعرض تقول الناقدة الدكتورة فينوس فؤاد المتحدث الإعلامى باسم اللجنة وقوميسير المعرض: جاءت فكرة اختيار المشاركين للرد بشكل عملى على الهجوم العنيف على الفنانين التشكيليين ووصفهم بأنهم مهمشون وليس لهم دور فى المجتمع، بالتالى لم يتم تمثيلهم بتأسيسية الدستور أو فى أية أحداث أخرى، على اعتبار أنهم يعيشون فى حالة من الرفاهية البعيدة عن الأحداث والمجتمع ويدعون للعرى والإلحاد، إنما الحقيقة التى كشفت عنها أحداث الثورة تقول عكس ذلك تماما، من حيث مشاركتهم فى الفعل الثورى والسياسى والمساهمة فى تشكيله بفنونهم خاصة الجرافيتي، لذا أردت أن يكون المشاركون ممن شاركوا فعليا بالثورة، إضافة إلى ضم فنانين شباب لهم أعمال مميزة عن الثورة وسيكون من المهم لهم المشاركة مع أسماء فنية كبيرة، الأهم من ذلك كان حرصى على تنوع الأساليب والاتجاهات ليتكون المعرض من نحت وتصوير وفوتوغرافيا وديجيتال آرت حتى تصميم البوستر.



عن الهدف وراء اختيار موضوع التنحى لمعرض «الفن والحرية» تقول فؤاد: استكمالا للتذكير لأهداف الثورة فى يوم التنحي، خاصة فى ظل وجود دعوات للعصيان المدنى والعنف فى نفس اليوم، لذا أردنا أن نعبر كفنانين عن رفضنا للعنف، بل كنا نريد الاحتفال بتحقق أول هدف من أهداف الثورة وهو تنحى الرئيس السابق، وأحب أن أشير أيضا لمدى تحمس الفنانين ومركز الهناجر فى افتتاح المعرض بموعده كما تم الاتفاق والإعلان عنه رغم التحذيرات الأمنية العديدة التى جاءتنا خوفا من اقتحام المكان، إلا أن وزارة الثقافة ومركز الهناجر ودار الأوبرا المصرية دعمتنا بل وزادت من حماسنا بتحدى هذه التحذيرات وبالفعل تم الافتتاح الذى نال اهتماما واسعا، سواء من الفنانين أو من النقاد والإعلام، فالتشكيليون هم كتلة لا يستهان بها وقادرون على تحريك جزء من المجتمع، وهم مجموعة اقتصادية قوية لابد من الاهتمام بها واستثمار طاقاتها.



من أكثر الأعمال التى لفتت الأنظار بالمعرض كان مجسم «السيد قشطة» للفنانة كاريل حمصى التى اشتهرت فى أعمالها الفنية بتصوير تكوينات غنية جدا بالعناصر المتداخلة والمتشابكة، بحيث يتم ربط كل هذه التكوينات بعنصر واحد كبير عادة ما يتصدر اللوحة وتتميز ألوانها بأنها زاهية معتمدة على درجات الأزرق المضيئة، لكنها فاجأت الحضور بعرضها لمجسم السيد قشطة الذى رسمت عليه بإيجاز حركة النضال المصرية منذ أحمد عرابى مرورا بثورة 1919 وانتهاء بثورة «25 يناير» مستعينة بأبرز النماذج الثورية مثل جيكا وحرارة.


ولاقت أعمال الفنان مجدى الكفراوى اهتماما خاصا من حيث الأسلوب المتميز فى التكوينات البسيطة بعيدة عن تخمة العناصر، مركزا على الحضور اللونى الخاص فيها، فالكفراوى يمزج بتقنية خاصة بين اللون الساخن والبارد بشكل هادئ بعيدا عن الصراخ اللونى رغم اهتمامه بالألوان الصريحة، يقدم الكفراوى مصر فى ثلاثة أعمال منفصلة بثلاث وضعيات مختلفة لكنها تكمل بعضها البعض، فهى تحمل الخير للجميع بلونها الأخضر واعتزازها بأرضها التى تتضح فى ملبسها ووقفتها وجلستها أيضا، حاملة للورود تارة ولمفتاح الحياة تارة أخرى، منطلقة من دفء قرص الشمس الذى يحيطها دوما لتكون هى مركز العالم والإشعاع للكون.

كما لفتت أعمال الفنان ياسر منجى الأنظار حيث أعاد تقديم لوحات من معرضه الفردى الأخير بقاعة كلية الفنون الجميلة التى صور فيها «ست البنات» فى سياقات تاريخية مختلفة عبر استخدام صورتها مطبوعة على أعمال فنية شهيرة صورت النضال والثورة فى العالم وكأنه يريد أن يقول أن القهر لايزال مستمرا للمرأة وانتهاكها قائما رغم مشاركتها المستمرة بالنضال الثورى بالعالم، يذكر أن المعرض سيتضمن ندوتين عن مفهوم الحرية فى الفن وكذلك مفهوم حرية الإعلام.