اليوم ليست تهنئة عادية لرجال الشرطة في عيدهم ولا يجب أن تكون.. وإنما تهنئة تحمل كل عبارات الاعتراف بالجهد والتقدير للعمل الشاق و اليقظة والتيقظ لكل ما هو يهدد استقرار المجتمع وسلامة مواطنيه بغض النظر عن محاولات التشويه لهذا الجهاز الوطني من محرضين ومتاجرين ومقامرين علي حاضر ومستقبل هذا الوطن.. لا يريدون لهم أمنا ولا استقراراً ولا نموا ولا تنمية. وقد جاء الاحتفال بعيد الشرطة هذا العام علي خلفية جريمة التفجير الإرهابي أمام كنيسة القديسين بالاسكندرية ما حمل رجالها العبء فوق العبء وهم يتعرضون للمشاعر المصرية الغاضبة في تظاهرات واحتجاجات اعتدي بعضها علي رجال حفظ الأمن ولم يقابل هذا الاعتداء سوي بالتفهم الكامل لهذا الظرف العصبي الغاضب.. وقد كان رجال الشرطة هم أيضا غاضبون مما حدث لأهلهم في الإسكندرية ولما طال بلدهم ووطنهم من استهداف إرهابي أسال دماء مصرية بريئة لها حرمة التقديس. ومن ثم حين حدد وزير الداخلية حبيب العادلي مسئولية تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني الإرهابي المرتبط بتنظيم القاعدة.. وبعد 22 يوماً فقط علي وقوع الجريمة.. لم يكن يكشف فقط وبالأدلة القاطعة عن هذه الأيادي المجرمة التي خططت ونفذت الجريمة الإرهابية.. بعد إجهاض محاولات سابقة.. بغض النظر عن أنه لا أحد ولا دولة ولا جهاز امني في العالم كله يستطيع حماية شعبه من الارهاب مائة في المائة. ولم يكن يؤكد فقط انه لا تهاون إزاء تيارات التطرف والتعصب التي تروج للفتنة.. ولم يكن فقط يؤصل لتمكن رجال الشرطة من اقتلاع جذور الارهاب والتصدي لمخاطره عبر سنوات في مواجهات شرسة.. وإنما كان يعبر عن عقيدة أساسية لرجال الشرطة في أمانة الرسالة.. وإدراك واع للتحديات وجسامة المهام مهما كانت التضحيات.. من أجل أن يأمن هذا الوطن علي استقراره ويضمن مواطنه سلامته. مرة أخري تهنئة صادقة لرجال الشرطة في عيدهم.. امتنانا وتقديرا. [email protected]