بوتين يهنئ السيسي بعيد ميلاده: من أعماق قلبي أتمنى لك الصحة والنجاح في خدمة الشعب    الشركات اللبنانية تستثمر 854 مليون دولار في مصر بنهاية فبراير 2025    ارتفاعات وشيكة في أسعار الذهب.. اشتري قبل فوات الأوان    أمين مجلس الجامعات الأجنبية: استكمال القرارات الجمهورية ل 11 فرعا و10 طلبات قيد الدراسة    الإخوان على القوائم السوداء في أمريكا رسميًا: ولاية تكساس تصنف الجماعة منظمة إرهابية    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأنجولي سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية    جوائز الكاف 2025، تعرف على طريقة اختيار الأفضل في أفريقيا    بعثة زيسكو الزامبي تصل القاهرة الخميس لمواجهة الزمالك    عمرو عثمان: أكثر من 13717 نشاطا توعويا لمكافحة الإدمان بمحافظات الجمهورية    الطقس غدا.. ارتفاع درجات الحرارة وظاهرة خطيرة صباحاً والعظمى بالقاهرة 29    الفنان محمد صبحي يغادر المستشفى بعد تعافيه ويعود إلى منزله    عمرو مصطفى يطمئن على تامر حسني: ربنا يشفيك ويعدي الوجع بسرعة    معرض رمسيس وذهب الفراعنة في طوكيو.. الأعلى للثقافة: دليل على تقدير اليابان لحضارتنا    فيلم بنات الباشا المقتبس عن رواية دار الشروق يُضيء شاشة مهرجان القاهرة السينمائي    وزير الصحة: دول منظمة D-8 تعتمد إعلان القاهرة لتعزيز التعاون الصحي المشترك    حقيقة عودة كهربا إلى الأهلي في يناير    اسعار كرتونه البيض للمستهلك اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    روسيا: أوكرانيا تستخدم صواريخ أتاكمز الأمريكية طويلة المدى مجددا    شقيق إبستين: كان لدى جيفري معلومات قذرة عن ترامب    أول رد فعل من مصطفى محمد على تصريحات حسام حسن    إزالة تعديات وإسترداد أراضي أملاك دولة بمساحة 5 قيراط و12 سهما فى الأقصر    ضمن مشروع تطوير شامل، أنظمة إطفاء صديقة للبيئة في مطار القاهرة    انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي العاشر لأدب الطفل تحت عنوان "روايات النشء واليافعين" بدار الكتب    الأهلي يحصل على موافقة أمنية لحضور 30 ألف مشجع في مواجهة شبيبة القبائل    وصفات طبيعية لعلاج آلام البطن للأطفال، حلول آمنة وفعّالة من البيت    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    الإسماعيلي يكشف حقيقة طلبه فتح القيد الاستثنائي من فيفا    المصرية للاتصالات تعلن اكتمال مشروع الكابل البحري 2Africa    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    ما هو فيروس ماربورج وكيف يمكن الوقاية منه؟    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك: زمن الوصاية ذهب بلا رجعة
نشر في الأهرام اليومي يوم 24 - 01 - 2011

ألقي الرئيس حسني مبارك كلمة أمام أبنائه من ضباط وجنود الشرطة بمناسبة عيدهم‏..‏ وعبر مبارك عن ثقته الكاملة في كفاءة الشرطة المصرية بجميع أجهزتها في مواجهة الأخطار المحدقة بمصر‏,‏ وحذر من يحاولون النيل من وحدة شعب مصر بشقيه المسلمين والأقباط‏,‏ مؤكدا أنه سوف يستخدم القانون بكل حزم ضد دعاة الفرقة والتعصب من الجانبين‏.‏
وفيما يلي كلمة الرئيس‏:‏
الإخوة والأبناء ضباط وجنود الشرطة‏..‏
السيدات والسادة‏..‏
يأتي احتفالنا بعيد الشرطة هذا العام‏..‏ وقد تعرضت مصر لهجمة جديدة من قوي الإرهاب‏..‏ استهدفت أمن الوطن واستقراره‏,‏ كما استهدفت وحدة أبنائه من المسلمين والأقباط‏.‏
جاءت هذه الهجمة الجديدة للإرهاب‏..‏ في الساعة الأولي من العام الجديد‏..‏ لتستدعي إلي أذهاننا جميعا‏..‏ ما يحدق بأمن مصر القومي من تهديدات ومخاطر‏..‏ وما يتربص بهذه الأرض الطيبة من غدر واستهداف ومخططات‏.‏
جريمة الإسكندرية وحدت صفوف المصريين جميعا
جاء العمل الإجرامي الآثم في الإسكندرية‏..‏ ليوحد المصريين جميعا في مواجهة الإرهاب‏..‏ وليدق في عقولنا وضمائرنا جرس الإنذار من جديد‏..‏ كي نتذكر أن مصر كانت وسوف تظل مستهدفة‏..‏ ولكي نستحضر في قلوبنا الجهود المضنية لرجال الشرطة‏..‏ في تصديهم لشرور الإرهاب ومكائده‏..‏ والمسئولية التي ينهضون بها‏..‏ دفاعا عن أمن مصر وأمان شعبها‏.‏
نستدعي لذاكرة الأمة ووجدانها‏..‏ السجل الوطني المشرف لهذه المؤسسة العريقة‏..‏ نتذكر بالفخر والاعتزاز بطولات رجال الشرطة‏..‏ في مواجهة قوات الاحتلال في الإسماعيلية عام‏2591,‏ ونتذكر عطاءهم عبر تاريخ مصر‏..‏ حربا وسلاما‏..‏ وتضحياتهم في المعركة مع الإرهاب والتطرف‏.‏
إننا إذ نحتفل بالذكري التاسعة والخمسين لأحداث الإسماعيلية‏..‏ نؤكد اعتزاز الشعب بالشرطة ورجالها‏..‏ نشد علي أيديهم‏..‏ نخلد ذكري شهدائهم‏..‏ ونجدد تقدير مصر لجهودهم وتضحياتهم‏..‏ فهم جزء لا يتجزأ من أبناء الشعب‏..‏ وهم الساهرون دوما علي أمن الوطن والمواطنين‏.‏
حذرنا من إيواء الإرهابيين قبل أن يتحولوا لظاهرة عالمية
لقد خضنا معركتنا مع الإرهاب والتطرف‏..‏ منذ سبعينيات القرن الماضي‏..‏ وانتصرنا عليه‏.‏ خضنا هذه المعركة في مواجهته‏..‏ وحدنا‏..‏ وقبل أن يتحول إلي ظاهرة عالمية‏..‏ لم يعد أحد بمنأي عن تهديداتها‏..‏ أو محصنا من شرورها وضرباتها‏.‏
حذرنا آنذاك من الإرهاب ومخاطره‏..‏ فلم يستمع أحد لتحذيرنا‏..‏ بل ومنحت دول صديقة حق اللجوء‏..‏ لإرهابيين لطخوا أيديهم بدماء المصريين‏..‏ فأصبحت بلادهم ملاذا آمنا لإرهاب أعمي‏..‏ سرعان ما امتدت إليهم عملياته ومخاطره‏..‏ وطالتهم مخططاتهم وشروره‏.‏
استهدف الإرهاب المصريين في أرواحهم‏..‏ فراح ضحيته العديد من المواطنين الأبرياء‏..‏ كما نجح في اغتيال‏(‏ الشيخ الذهبي‏),‏ و‏(‏رفعت المحجوب‏),‏ و‏(‏فرج فودة‏)..‏ وغيرهم‏..‏ وكاد يغتال‏(‏ نجيب محفوظ‏).‏
استهدف الإرهاب المصريين في أرزاقهم‏..‏ بعمليات إجرامية لضرب قطاع السياحة‏..‏ في‏(‏ الأقصر‏)‏ و‏(‏دهب‏),‏ و‏(‏شرم الشيخ‏),‏ و‏(‏طابا‏),‏ و‏(‏منطقة الحسين‏)‏ في قلب القاهرة‏.‏
هزمنا الإرهاب من قبل وسنقضي عليه ونقطع يده
استهدف الإرهاب مصر برمتها‏..‏ في أمنها القومي‏..‏ واستقرارها‏..‏ ودورها الإقليمي‏..‏ وسمعتها الدولية‏..‏ فسعي واهما للتأثير علي مواقفها من قضية السلام‏..‏ ولعرقلة جهودها للنمو والتنمية والمستقبل الأفضل‏.‏
تلك هي أهداف الإرهاب ومخططاته‏..‏ ضد مصر وشعبها‏.‏ ولقد وجه جهاز الشرطة ومؤسساتنا الأمنية‏..‏ ضربات موجعة لقوي الإرهاب والتطرف‏..‏ تراجعت معها أعمالهم الإجرامية‏..‏ إلا من عمليات متفرقة‏..‏ تطل علينا بين الحين والحين‏.‏
إن العملية الإرهابية الأخيرة بالإسكندرية‏..‏ تمثل محاولة يائسة للإرهاب‏..‏ للعودة بشروره إلي أرض مصر‏..‏ بمدخل جديد‏..‏ ونهج وأسلوب جديد‏.‏
مدخل جديد‏..‏ يحاول الوقيعة هذه المرة‏..‏ بين الأقباط والمسلمين‏..‏ يسعي إلي شق صفهم‏..‏ والنيل من تماسكهم ووحدتهم‏..‏ كأبناء وطن واحد‏..‏ تعرض عبر السنوات الماضية‏..‏ لإرهاب لا يعرف وطنا أو دينا‏..‏ ولم يفرق يوما بين أرواح ودماء قبطي أو مسلم‏.‏
نهج وأسلوب جديد‏..‏ لإرهاب غريب عن مجتمعنا‏..‏ يحمل بصمات أصابع خارجية‏..‏ ويستدعي لأذهاننا أشكالا دموية للإرهاب‏..‏ في منطقتنا وخارجها‏..‏ لا عهد لنا بها‏..‏ ويلفظها المجتمع المصري‏..‏ بشخصيته وقيمه وتراثه وثقافته‏.‏
وأقول بكل الثقة‏..‏ في رجال الشرطة ومؤسساتنا الأمنية‏..‏ وفي أبناء الشعب أقباطا ومسلمين‏..‏ إن مصر ستنتصر مرة أخري في معركتها مع الإرهاب‏..‏ وكما هزمناه في هجمته الأولي‏..‏ سنلحق به الهزيمة من جديد‏.‏ لن نسمح للإرهاب بزعزعة استقرارنا‏..‏ أو ترويع شعبنا‏..‏ أو النيل من وحدة مسلمينا وأقباطنا‏..‏ ولن نزداد إلا تصميما علي محاصرته‏..‏ وملاحقته‏..‏ وقطع يده‏..‏ واقتلاع جذوره‏.‏
الشدائد والمحن أصقلت شعبنا عبر التاريخ
لقد أثبتت مصر عبر تاريخها‏..‏ أنها أقوي من الشدائد والمحن‏..‏ وأثبتنا نحن المصريين علي الدوام‏..‏ أننا شعب متماسك وعنيد‏..‏ تصقل معدنه وتوحده المخاطر والتحديات‏.‏ أكدنا ذلك بكفاحنا ضد الاستعمار‏..‏ وعندما رفعنا شعار وحدة الهلال والصليب عام‏.9191‏ أثبتنا ذلك عندما رفضنا الهزيمة عام‏..7691‏ وعندما انتصرنا في حرب أكتوبر‏..‏ وحين تمسكنا ب‏(‏طابا‏)‏ وكل شبر في سيناء‏.‏ برهنا علي ذلك‏..‏ عندما رفضنا أي وجود عسكري أجنبي علي أرضنا‏..‏ وحين رفضنا المشروطيات والإملاءات‏..‏ وعندما وقف المصريون صفا واحدا‏..‏ في مواجهة الإرهاب‏.‏
مصر مستهدفة بمسلميها وأقباطها
إن العمل الإرهابي الأخير‏..‏ لابد أن يستدعي كل ذلك‏..‏ في عقول ووجدان المصريين وضمائرهم‏..‏ فلقد جاء ليذكرنا بأننا جميعا في خندق واحد‏..‏ وأننا جميعا مصريون‏..‏ قبل أي شيء وكل شيء آخر‏..‏ يجمعنا التاريخ الواحد والمصير الواحد والوطن الواحد‏.‏ كما جاء امتزاج دماء الأقباط والمسلمين في الإسكندرية‏..‏ ليطرح أمامنا من جديد‏..‏ إن مصر برمتها هي المستهدفة‏..‏ في أمنها واستقرارها‏..‏ وفي حاضر ومستقبل شعبها‏..‏ مسلميه وأقباطه‏.‏
لقد حذرت مرارا من أزمات الوضع الإقليمي والدولي الراهن‏..‏ علي أمن مصر القومي‏..‏ وأمان شعبها‏.‏ حذرت من الإرهاب والتطرف‏..‏ ومن النزاعات ونوازع الطائفية حولنا‏..‏ وتداعياتها علي استقرارالوطن‏..‏ وسلامه الاجتماعي‏,‏ حذرت ممن يحاولون إشعال الفتنة بين جناحي الأمة‏..‏ ومن يخططون لفتح جبهات جديدة‏..‏ لإلهاء مصر وعرقلة مسيرتها‏..‏ ولتحجيم دورها الإقليمي في منطقتها‏.‏
لن أتسامح مع دعاة الطائفية من الجانبين
إنني أعاود اليوم التحذير من كل ذلك‏..‏ وأقول إن اللحظة الراهنة تفرض علينا وقفة مصرية‏..‏ للانتباه والحذر والوعي والاستعداد‏..‏ كما تضع علي عاتقنا جميعا مسئولية كبري‏..‏ تجاه الوطن‏.‏
أقول إن الطائفية‏..‏ تمثل ظاهرة ممقوتة غريبة علي مجتمعنا‏..‏ يدفعها الجهل والتعصب‏..‏ ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير‏..‏ لبعض رجال الدين‏..‏ وبعض الكتاب والمفكرين‏.‏ إن الهجمة الإرهابية الأخيرة‏..‏ تفرض علينا التصدي لذلك علي الفور‏..‏ وأن نراعي سلامة القصد ومصلحة الوطن‏..‏ وإلا فإننا نكون كمن يمنح الإرهاب سلاحا يتمناه‏..‏ كي يرتد في صدورنا‏..‏ أقباطا ومسلمين‏.‏
لقد أرسي الدستور مبدأ المواطنة‏..‏ كأساس وحيد لمساواة جميع المصريين في الحقوق والواجبات‏..‏ وأقول بعبارات لا تحتمل الجدل أو التأويل‏..‏ إنني لن أتسامح مع من يحاول المساس بوحدة أبناء الشعب‏..‏ والوقيعة بين الأقباط والمسلمين‏..‏ ولن أتهاون مع أي تصرفات ذات أبعاد طائفية‏..‏ من الجانبين علي السواء‏..‏ وسأتصدي لمرتكبيها بقوة القانون وحسمه‏.‏
مصر لا تقبل الوصاية أو الضغط الخارجي
أقول للقلة من أبنائنا‏..‏ دعاة الاستقواء بالأجنبي‏..‏ إن دعواهم مرفوضة‏..‏ وتأباها كرامة مصر‏..‏ أقباطا قبل المسلمين‏.‏
أقول لمن يطالبون في بعض الدول الصديقة‏..‏ بحماية أقباط مصر‏..‏ أقول لهم‏..‏ إن زمن الحماية الأجنبية والوصاية قد ذهب إلي غير رجعة‏.‏ أقول لهم‏..‏ إننا لا نقبل ضغوطا أو تدخلا في الشأن المصري‏..‏ من أحد أيا كان‏.‏ وأقول لهم‏..‏ إننا أولي منكم بأقباطنا‏..‏ فهم مصريون قبل أي اعتبار آخر‏..‏ وحماية المصريين‏..‏ كل المصريين‏..‏ هي مسئوليتنا وواجبنا‏.‏
لقد شنت دول كبري حروبا استباقية خارج حدودها‏..‏ في أفغانستان والعراق‏..‏ رفعت شعار الحرب علي الإرهاب‏..‏ أراقت ولاتزال الكثير من الدماء‏..‏ وأزهقت أرواح العديد من الضحايا‏..‏ حماية لأمنهم القومي وأمان شعوبهم‏.‏
ونحن في مصر بدورنا سنمضي في حربنا علي الإرهاب‏..‏ بقوة القانون وحسمه‏..‏ وبأقصي ما نمتلكه من قوة وإمكانات‏..‏ ولدينا منها الكثير‏..‏ فأمن مصر القومي‏..‏ ليس أقل شأنا من الأمن القومي لهؤلاء‏..‏ وحرصنا علي حماية بلدنا ومواطنينا‏..‏ لن يكون أبدا أقل من حرصهم علي أمن بلادهم ومواطنيهم‏.‏
إنني حريص كل الحرص‏..‏ علي المزيد من ترسيخ حقوق المواطنين وحرياتهم‏..‏ وحريص علي الدفاع عن إرادتهم وصون كرامتهم‏.‏ لكن حقا من حقوق الإنسان‏..‏ لا يعلو علي حقه في الحياة والحماية‏..‏ وأقول بعبارات واضحة‏..‏ إننا لن نتردد قط في اتخاذ ما نراه محققا لأمن مصر وشعبها‏..‏ سوف نتصدي لدعاة الفتنة‏..‏ ونحاسب المروجين لها والمحرضين عليها‏..‏ وسوف نتصدي للإرهاب ونهزمه‏..‏ سنتعقب مرتكبيه ونلاحقهم في الداخل والخارج‏..‏ ولن يفلتوا أبدا من العدالة‏.‏
البعد الاجتماعي ركيزة للإصلاح في الحاضر والمستقبل
إن أمن مصر القومي‏..‏ يصونه مجتمع متماسك‏..‏ يؤمن بالرأي والرأي الآخر‏..‏ مجتمع ينفتح علي العالم‏..‏ يحتضن قيم ومبادئ الحرية والعدل‏..‏ ويوسع نطاق المشاركة السياسية‏.‏ مجتمع تزداد قوته بتنوع رؤي أبنائه ومثقفيه ومفكريه‏..‏ وتتعزز إمكاناته بقوة اقتصاده‏.‏
إن المجتمع المصري الذي نسعي إليه‏..‏ هو الأساس الذي تقوم عليه سياسات الإصلاح وبرامجه‏.‏ سياسات اقتصادية‏..‏ تسعي للمزيد من الاستثمار‏..‏ والصادرات‏..‏ والمزيد من فرص العمل‏,‏ تدافع عن مصالحنا الاقتصادية والتجارية في الخارج‏..‏ وتفسح المجال أمام روح المبادرة الفردية‏..‏ وتشجعها‏.‏ سياسات‏..‏ تضع الجوانب الاجتماعية في قلب جهود الإصلاح‏..‏ باعتبارها ركيزة أساسية لتحركنا في الحاضر والمستقبل‏..‏ وحجر الزاوية لجهودنا لتحقيق العدالة الاجتماعية‏..‏ ومساندة الفئات الأولي بالرعاية‏.‏ سياسات‏..‏ تعزز موارد الدولة المخصصة للإنفاق الاجتماعي‏..‏ وتواصل الارتقاء بالخدمات العامة التي تقدم للمواطنين‏.‏
لقد حققنا الكثير من هذه التطلعات‏..‏ خلال المرحلة الماضية‏..‏ ولايزال أمامنا الكثير لنحققه معا خلال المرحلة المقبلة‏.‏ نمضي في تحقيق هذه التطلعات المشروعة‏..‏ واثقين في أنفسنا‏..‏ وترشحنا مؤسسات اقتصادية دولية محايدة‏..‏ لتحقيق معدلات نمو كبيرة خلال السنوات المقبلة‏..‏ ضمن عدد محدود من الاقتصادات الناشئة‏..‏ والدول البازغة‏.‏
إننا نحمل في قلوبنا وعقولنا‏..‏ آمالا وأحلاما وتطلعات كبري لوطننا وشعبنا‏..‏ ولن نسمح لقوي التطرف والإرهاب‏..‏ بأن تعرقل مسيرتنا‏..‏ أو أن تنتزع منا هذه الآمال والتطلعات‏.‏
ثقة كاملة بكفاءة جهاز الشرطة ويقظته
إن أحدا في العالم‏..‏ بدوله الكبري‏..‏ لا يستطيع تحصين شعبه تماما‏..‏ ومائة في المائة‏..‏ من الإرهاب‏..‏ فهو يتوجه بضرباته الإجرامية‏..‏ في أي وقت ومكان‏.‏
وبرغم ذلك‏..‏ فإنني علي ثقة‏..‏ في أن الشرطة وأجهزتنا الأمنية‏..‏ ستظل في أقصي درجات التأهب واليقظة والاستعداد‏..‏ للتصدي للإرهاب ومخططاته‏.‏ كما أثق بأن وعي شعبنا سيقف داعما للدولة‏..‏ في معركتها مع الإرهاب والتطرف‏..‏ فهي معركتنا جميعا‏..‏ وكلنا شركاء في تحمل مسئوليتها وأعبائها‏.‏
إنني‏..‏ ومعي كل المصريين‏..‏ نتوجه بالتحية والتقدير لرجال الشرطة‏..‏ في عيدهم‏..‏ ونؤكد الاعتزاز بدورهم وتضحياتهم‏,‏ نقول لهم‏..‏ إننا نقدر جهودهم في مكافحة الجريمة‏..‏ بجميع أشكالها‏..‏ وتعاملهم مع الأمن الجنائي لمجتمعنا‏..‏ بشتي مجالاته ودوائره‏.‏
نقول معا بصوت واحد‏..‏ إن الإرهاب لن يثني مصر عن مسيرتها‏..‏ وسوف نهزمه‏..‏ كما هزمناه من قبل‏.‏ سنمضي في طريقنا صفا واحدا‏..‏ بكل الثقة والعزم والتصميم‏..‏ مدركين ما يحدق بنا وبمنطقتنا من تهديدات ومخاطر‏..‏ نحمي أمن مصر القومي وأمان شعبها‏..‏ ونصون وحدة المسلمين والأقباط‏.‏
حفظ الله مصر من كل شر وسوء‏..‏ وهيأ لأبنائها من أمرهم رشدا‏.‏
كل عام وأنتم بخير‏..‏
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏..‏
مبارك يترأس المجلس الأعلي لهيئة الشرطة
ترأس الرئيس مبارك‏,‏ الرئيس الأعلي لهيئة الشرطة أمس‏,‏ اجتماعا للمجلس الأعلي لهيئة الشرطة‏,‏ حضره الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء‏,‏ وحبيب العادلي وزير الداخلية‏,‏ وأعضاء المجلس‏.‏ واستعرض الاجتماع الوضع الراهن للاستراتيجية الأمنية والخطط الأمنية لهيئة الشرطة خلال المرحلة المقبلة‏,‏ كما استعرض عددا من القضايا الداخلية والخارجية‏.‏
وتم التقاط صورة تذكارية تجمع الرئيس مبارك وأعضاء المجلس الأعلي لهيئة الشرطة‏.‏
وقدم أعضاء المجلس هدية تذكارية للرئيس مبارك بمناسبة عيدهم السنوي‏,‏ الذي تحرص الدولة علي الاحتفال به كل عام‏.‏
الرئيس يهنئ الشرطة علي الكشف عن مرتكبي حادث كنيسة القديسين
استهل الرئيس حسني مبارك كلمته أمام الاحتفال بالعيد التاسع والخمسين للشرطة أمس‏,‏ بتقديم التهنئة إلي جهاز الشرطة علي توصلهم إلي مرتكبي حادث الإسكندرية الإرهابي‏.‏
وقال الرئيس مبارك إن كشف أجهزة الأمن عن مرتكبي حادث الإسكندرية الإرهابي‏,‏ لهو وسام جديد علي صدور رجال الشرطة في عيدهم‏.‏ وكان وزير الداخلية حبيب العادلي قد كشف النقاب في كلمته في أثناء الاحتفال أمس عن توصل أجهزة الأمن إلي مرتكبي حادث الإسكندرية الإرهابي‏..‏ وأشار العادلي إلي تورط عناصر‏(‏ جيش الإسلام‏)‏ الفلسطيني المرتبط بتنظيم القاعدة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.