الشباب المصري يصدر تقريره الأول حول تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ    أبرزها رفع المعاش واعتماد لائحة الإعانات.. قرارات الجمعية العمومية لاتحاد نقابات المهن الطبية    إسماعيل هنية كشف خيانة الثورة المضادة فباركوا قتله .. عام على اغتيال قائد حماس    الإخوان : وقف نزيف الحرب على غزة لن يمر عبر تل أبيب    سفير مصر باليونان: مشاركة المصريين فى انتخابات الشيوخ تعكس وعيهم بالواجب الوطنى    برئاسة الدكتورة جهاد عامر.. «الجبهة الوطنية» تعلن تشكيل الأمانة المركزية للتعليم الفني    رسميا الآن بعد الانخفاض.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 2 أغسطس 2025    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدتين في الضفة الغربية    روسيا ومدغشقر تبحثان إمكانية إطلاق رحلات جوية بمشاركة شركات طيران إقليمية    أخبار × 24 ساعة.. وظائف فى البوسنة والهرسك بمرتبات تصل ل50 ألف جنيه    ماسك يؤكد وجود شخصيات ديمقراطية بارزة في "قائمة إبستين"    كواليس من محاكمة صدام حسين.. ممثل الدفاع: طلب جورج بوش وتوني بلير لهذا السبب    عبدالمنعم سعيد: الدمار الممنهج في غزة يكشف عن نية واضحة لتغيير هوية القطاع    رسميًا.. لاعب الأهلي ينتقل إلى النجم الساحلي التونسي    الصفاقسي التونسي يكشف موعد الإعلان عن علي معلول وموقفهم من المثلوثي    نجم الزمالك السابق: فترة الإعداد «مثالية».. والصفقات جيدة وتحتاج إلى وقت    خناقة مرتقبة بين ممدوح عباس وجون إدوارد.. نجم الزمالك السابق يكشف    ستوري نجوم كرة القدم.. صلاح يودع لويس دياز.. ومحمد هاني يُشيد بأداء كريم فهمي    اتفاق مبدئي بين الزمالك وشارلروا البلجيكي لضم عدي الدباغ    بيراميدز يستهدف صفقة محلية سوبر (تفاصيل)    ارتفاع عدد مصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم شهير فى سوهاج إلى 12 شخصا (صور)    10 مصابين إثر انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج    زفاف إلى الجنة، عريس الحامول يلحق ب"عروسه" ووالدتها في حادث كفر الشيخ المروع    مقتل 4 أفراد من أسرة واحدة في سيوة    علا شوشة تكشف تفاصيل مشاجرة أم مكة بقناة الشمس    بالأسماء.. ننشر حركة مأموري الأقسام ومراكز الشرطة بالقليوبية    «الجو هيقلب».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: أمطار وانخفاض درجات الحرارة    عمرو دياب يفاجئ جمهوره بمدفع "تي شيرتات" فى ختام حفله بمهرجان العلمين.. صور    إسلام الكتاتني: الإخوان الإرهابية كتبت شهادة وفاتها بالتظاهر أمام سفارة مصر في تل أبيب    محمد ممدوح عن «روكي الغلابة»: «كان نفسي اشتغل مع دنيا سمير غانم من زمان» (فيديو)    تحبي تكوني «strong independent woman» ماذا تعرفي عن معناها؟ (فيديو)    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    حدث بالفن| كارثة بسبب حفل محمد رمضان ومطرب يلغي حفله في الساحل حدادًا على المتوفي    "ظهور نجم الأهلي".. 10 صور من احتفال زوجة عماد متعب بعيد ميلاد ابنتهما    منها «الذهاب بكثرة إلى الحمام ».. 6 علامات مبكرة تدل على سرطان البروستاتا يتم تجاهلها    حسام موافي يوجه رسالة لشاب أدمن الحشيش بعد وفاة والده    وصول دفعة أطباء جديدة من عدة محافظات إلى مستشفى العريش العام    حسام موافي ينصح الشباب: مقاطعة الصديق الذي علمك التدخين حلال    ترامب: نشرنا غواصتين نوويتين عقب تصريحات ميدفيديف "لإنقاذ الناس"    مركز رصد الزلازل الأوروبي: زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب شمال شرق أفغانستان    2 جنيه زيادة فى أسعار «كوكاكولا مصر».. وتجار: «بيعوضوا الخسائر»    منطقة بورسعيد تستضيف اختبارات المرحلة الثانية بمشروع تنمية المواهب "FIFA TDS"    تشييع جثمان فقيد القليوبية بعد مصرعه فى «حفل محمد رمضان»    الشيخ محمد أبو بكر بعد القبض على «أم مكة» و«أم سجدة»: ربنا استجاب دعائى    وزير النقل يتفقد مواقع الخط الأول للقطار الكهربائى السريع «السخنة- العلمين- مطروح»    انتخابات الشيوخ 2025| استمرار التصويت للمصريين بالخارج داخل 14 بلد وغلق الباب في باقي الدول    رئيس أركان حرب القوات المسلحة يشهد فعاليات اليوم العلمى ل«الفنية العسكرية»    محافظ الإسكندرية يتابع مؤشرات حملة 100 يوم صحة على نطاق الثغر    للرزق قوانين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا    هل أعمال الإنسان قدر أم من اختياره؟ أمين الفتوى يجيب    الأسهم الأوروبية تتكبد خسائر أسبوعية بعد أسوأ جلسة منذ أبريل    فريق بحثي بمركز بحوث الصحراء يتابع مشروع زراعة عباد الشمس الزيتي بطور سيناء    مصر تتعاون مع شركات عالمية ومحلية لتنفيذ مشروع المسح الجوي للمعادن    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    إدارة مكافحة الآفات بالزراعة تنفذ 158 حملة مرور ميداني خلال يوليو    من تطوير الكوربة لافتتاح مجزر الحمام.. أبرز فعاليات التنمية المحلية في أسبوع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك: زمن الوصاية ذهب بلا رجعة
نشر في الأهرام اليومي يوم 24 - 01 - 2011

ألقي الرئيس حسني مبارك كلمة أمام أبنائه من ضباط وجنود الشرطة بمناسبة عيدهم‏..‏ وعبر مبارك عن ثقته الكاملة في كفاءة الشرطة المصرية بجميع أجهزتها في مواجهة الأخطار المحدقة بمصر‏,‏ وحذر من يحاولون النيل من وحدة شعب مصر بشقيه المسلمين والأقباط‏,‏ مؤكدا أنه سوف يستخدم القانون بكل حزم ضد دعاة الفرقة والتعصب من الجانبين‏.‏
وفيما يلي كلمة الرئيس‏:‏
الإخوة والأبناء ضباط وجنود الشرطة‏..‏
السيدات والسادة‏..‏
يأتي احتفالنا بعيد الشرطة هذا العام‏..‏ وقد تعرضت مصر لهجمة جديدة من قوي الإرهاب‏..‏ استهدفت أمن الوطن واستقراره‏,‏ كما استهدفت وحدة أبنائه من المسلمين والأقباط‏.‏
جاءت هذه الهجمة الجديدة للإرهاب‏..‏ في الساعة الأولي من العام الجديد‏..‏ لتستدعي إلي أذهاننا جميعا‏..‏ ما يحدق بأمن مصر القومي من تهديدات ومخاطر‏..‏ وما يتربص بهذه الأرض الطيبة من غدر واستهداف ومخططات‏.‏
جريمة الإسكندرية وحدت صفوف المصريين جميعا
جاء العمل الإجرامي الآثم في الإسكندرية‏..‏ ليوحد المصريين جميعا في مواجهة الإرهاب‏..‏ وليدق في عقولنا وضمائرنا جرس الإنذار من جديد‏..‏ كي نتذكر أن مصر كانت وسوف تظل مستهدفة‏..‏ ولكي نستحضر في قلوبنا الجهود المضنية لرجال الشرطة‏..‏ في تصديهم لشرور الإرهاب ومكائده‏..‏ والمسئولية التي ينهضون بها‏..‏ دفاعا عن أمن مصر وأمان شعبها‏.‏
نستدعي لذاكرة الأمة ووجدانها‏..‏ السجل الوطني المشرف لهذه المؤسسة العريقة‏..‏ نتذكر بالفخر والاعتزاز بطولات رجال الشرطة‏..‏ في مواجهة قوات الاحتلال في الإسماعيلية عام‏2591,‏ ونتذكر عطاءهم عبر تاريخ مصر‏..‏ حربا وسلاما‏..‏ وتضحياتهم في المعركة مع الإرهاب والتطرف‏.‏
إننا إذ نحتفل بالذكري التاسعة والخمسين لأحداث الإسماعيلية‏..‏ نؤكد اعتزاز الشعب بالشرطة ورجالها‏..‏ نشد علي أيديهم‏..‏ نخلد ذكري شهدائهم‏..‏ ونجدد تقدير مصر لجهودهم وتضحياتهم‏..‏ فهم جزء لا يتجزأ من أبناء الشعب‏..‏ وهم الساهرون دوما علي أمن الوطن والمواطنين‏.‏
حذرنا من إيواء الإرهابيين قبل أن يتحولوا لظاهرة عالمية
لقد خضنا معركتنا مع الإرهاب والتطرف‏..‏ منذ سبعينيات القرن الماضي‏..‏ وانتصرنا عليه‏.‏ خضنا هذه المعركة في مواجهته‏..‏ وحدنا‏..‏ وقبل أن يتحول إلي ظاهرة عالمية‏..‏ لم يعد أحد بمنأي عن تهديداتها‏..‏ أو محصنا من شرورها وضرباتها‏.‏
حذرنا آنذاك من الإرهاب ومخاطره‏..‏ فلم يستمع أحد لتحذيرنا‏..‏ بل ومنحت دول صديقة حق اللجوء‏..‏ لإرهابيين لطخوا أيديهم بدماء المصريين‏..‏ فأصبحت بلادهم ملاذا آمنا لإرهاب أعمي‏..‏ سرعان ما امتدت إليهم عملياته ومخاطره‏..‏ وطالتهم مخططاتهم وشروره‏.‏
استهدف الإرهاب المصريين في أرواحهم‏..‏ فراح ضحيته العديد من المواطنين الأبرياء‏..‏ كما نجح في اغتيال‏(‏ الشيخ الذهبي‏),‏ و‏(‏رفعت المحجوب‏),‏ و‏(‏فرج فودة‏)..‏ وغيرهم‏..‏ وكاد يغتال‏(‏ نجيب محفوظ‏).‏
استهدف الإرهاب المصريين في أرزاقهم‏..‏ بعمليات إجرامية لضرب قطاع السياحة‏..‏ في‏(‏ الأقصر‏)‏ و‏(‏دهب‏),‏ و‏(‏شرم الشيخ‏),‏ و‏(‏طابا‏),‏ و‏(‏منطقة الحسين‏)‏ في قلب القاهرة‏.‏
هزمنا الإرهاب من قبل وسنقضي عليه ونقطع يده
استهدف الإرهاب مصر برمتها‏..‏ في أمنها القومي‏..‏ واستقرارها‏..‏ ودورها الإقليمي‏..‏ وسمعتها الدولية‏..‏ فسعي واهما للتأثير علي مواقفها من قضية السلام‏..‏ ولعرقلة جهودها للنمو والتنمية والمستقبل الأفضل‏.‏
تلك هي أهداف الإرهاب ومخططاته‏..‏ ضد مصر وشعبها‏.‏ ولقد وجه جهاز الشرطة ومؤسساتنا الأمنية‏..‏ ضربات موجعة لقوي الإرهاب والتطرف‏..‏ تراجعت معها أعمالهم الإجرامية‏..‏ إلا من عمليات متفرقة‏..‏ تطل علينا بين الحين والحين‏.‏
إن العملية الإرهابية الأخيرة بالإسكندرية‏..‏ تمثل محاولة يائسة للإرهاب‏..‏ للعودة بشروره إلي أرض مصر‏..‏ بمدخل جديد‏..‏ ونهج وأسلوب جديد‏.‏
مدخل جديد‏..‏ يحاول الوقيعة هذه المرة‏..‏ بين الأقباط والمسلمين‏..‏ يسعي إلي شق صفهم‏..‏ والنيل من تماسكهم ووحدتهم‏..‏ كأبناء وطن واحد‏..‏ تعرض عبر السنوات الماضية‏..‏ لإرهاب لا يعرف وطنا أو دينا‏..‏ ولم يفرق يوما بين أرواح ودماء قبطي أو مسلم‏.‏
نهج وأسلوب جديد‏..‏ لإرهاب غريب عن مجتمعنا‏..‏ يحمل بصمات أصابع خارجية‏..‏ ويستدعي لأذهاننا أشكالا دموية للإرهاب‏..‏ في منطقتنا وخارجها‏..‏ لا عهد لنا بها‏..‏ ويلفظها المجتمع المصري‏..‏ بشخصيته وقيمه وتراثه وثقافته‏.‏
وأقول بكل الثقة‏..‏ في رجال الشرطة ومؤسساتنا الأمنية‏..‏ وفي أبناء الشعب أقباطا ومسلمين‏..‏ إن مصر ستنتصر مرة أخري في معركتها مع الإرهاب‏..‏ وكما هزمناه في هجمته الأولي‏..‏ سنلحق به الهزيمة من جديد‏.‏ لن نسمح للإرهاب بزعزعة استقرارنا‏..‏ أو ترويع شعبنا‏..‏ أو النيل من وحدة مسلمينا وأقباطنا‏..‏ ولن نزداد إلا تصميما علي محاصرته‏..‏ وملاحقته‏..‏ وقطع يده‏..‏ واقتلاع جذوره‏.‏
الشدائد والمحن أصقلت شعبنا عبر التاريخ
لقد أثبتت مصر عبر تاريخها‏..‏ أنها أقوي من الشدائد والمحن‏..‏ وأثبتنا نحن المصريين علي الدوام‏..‏ أننا شعب متماسك وعنيد‏..‏ تصقل معدنه وتوحده المخاطر والتحديات‏.‏ أكدنا ذلك بكفاحنا ضد الاستعمار‏..‏ وعندما رفعنا شعار وحدة الهلال والصليب عام‏.9191‏ أثبتنا ذلك عندما رفضنا الهزيمة عام‏..7691‏ وعندما انتصرنا في حرب أكتوبر‏..‏ وحين تمسكنا ب‏(‏طابا‏)‏ وكل شبر في سيناء‏.‏ برهنا علي ذلك‏..‏ عندما رفضنا أي وجود عسكري أجنبي علي أرضنا‏..‏ وحين رفضنا المشروطيات والإملاءات‏..‏ وعندما وقف المصريون صفا واحدا‏..‏ في مواجهة الإرهاب‏.‏
مصر مستهدفة بمسلميها وأقباطها
إن العمل الإرهابي الأخير‏..‏ لابد أن يستدعي كل ذلك‏..‏ في عقول ووجدان المصريين وضمائرهم‏..‏ فلقد جاء ليذكرنا بأننا جميعا في خندق واحد‏..‏ وأننا جميعا مصريون‏..‏ قبل أي شيء وكل شيء آخر‏..‏ يجمعنا التاريخ الواحد والمصير الواحد والوطن الواحد‏.‏ كما جاء امتزاج دماء الأقباط والمسلمين في الإسكندرية‏..‏ ليطرح أمامنا من جديد‏..‏ إن مصر برمتها هي المستهدفة‏..‏ في أمنها واستقرارها‏..‏ وفي حاضر ومستقبل شعبها‏..‏ مسلميه وأقباطه‏.‏
لقد حذرت مرارا من أزمات الوضع الإقليمي والدولي الراهن‏..‏ علي أمن مصر القومي‏..‏ وأمان شعبها‏.‏ حذرت من الإرهاب والتطرف‏..‏ ومن النزاعات ونوازع الطائفية حولنا‏..‏ وتداعياتها علي استقرارالوطن‏..‏ وسلامه الاجتماعي‏,‏ حذرت ممن يحاولون إشعال الفتنة بين جناحي الأمة‏..‏ ومن يخططون لفتح جبهات جديدة‏..‏ لإلهاء مصر وعرقلة مسيرتها‏..‏ ولتحجيم دورها الإقليمي في منطقتها‏.‏
لن أتسامح مع دعاة الطائفية من الجانبين
إنني أعاود اليوم التحذير من كل ذلك‏..‏ وأقول إن اللحظة الراهنة تفرض علينا وقفة مصرية‏..‏ للانتباه والحذر والوعي والاستعداد‏..‏ كما تضع علي عاتقنا جميعا مسئولية كبري‏..‏ تجاه الوطن‏.‏
أقول إن الطائفية‏..‏ تمثل ظاهرة ممقوتة غريبة علي مجتمعنا‏..‏ يدفعها الجهل والتعصب‏..‏ ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير‏..‏ لبعض رجال الدين‏..‏ وبعض الكتاب والمفكرين‏.‏ إن الهجمة الإرهابية الأخيرة‏..‏ تفرض علينا التصدي لذلك علي الفور‏..‏ وأن نراعي سلامة القصد ومصلحة الوطن‏..‏ وإلا فإننا نكون كمن يمنح الإرهاب سلاحا يتمناه‏..‏ كي يرتد في صدورنا‏..‏ أقباطا ومسلمين‏.‏
لقد أرسي الدستور مبدأ المواطنة‏..‏ كأساس وحيد لمساواة جميع المصريين في الحقوق والواجبات‏..‏ وأقول بعبارات لا تحتمل الجدل أو التأويل‏..‏ إنني لن أتسامح مع من يحاول المساس بوحدة أبناء الشعب‏..‏ والوقيعة بين الأقباط والمسلمين‏..‏ ولن أتهاون مع أي تصرفات ذات أبعاد طائفية‏..‏ من الجانبين علي السواء‏..‏ وسأتصدي لمرتكبيها بقوة القانون وحسمه‏.‏
مصر لا تقبل الوصاية أو الضغط الخارجي
أقول للقلة من أبنائنا‏..‏ دعاة الاستقواء بالأجنبي‏..‏ إن دعواهم مرفوضة‏..‏ وتأباها كرامة مصر‏..‏ أقباطا قبل المسلمين‏.‏
أقول لمن يطالبون في بعض الدول الصديقة‏..‏ بحماية أقباط مصر‏..‏ أقول لهم‏..‏ إن زمن الحماية الأجنبية والوصاية قد ذهب إلي غير رجعة‏.‏ أقول لهم‏..‏ إننا لا نقبل ضغوطا أو تدخلا في الشأن المصري‏..‏ من أحد أيا كان‏.‏ وأقول لهم‏..‏ إننا أولي منكم بأقباطنا‏..‏ فهم مصريون قبل أي اعتبار آخر‏..‏ وحماية المصريين‏..‏ كل المصريين‏..‏ هي مسئوليتنا وواجبنا‏.‏
لقد شنت دول كبري حروبا استباقية خارج حدودها‏..‏ في أفغانستان والعراق‏..‏ رفعت شعار الحرب علي الإرهاب‏..‏ أراقت ولاتزال الكثير من الدماء‏..‏ وأزهقت أرواح العديد من الضحايا‏..‏ حماية لأمنهم القومي وأمان شعوبهم‏.‏
ونحن في مصر بدورنا سنمضي في حربنا علي الإرهاب‏..‏ بقوة القانون وحسمه‏..‏ وبأقصي ما نمتلكه من قوة وإمكانات‏..‏ ولدينا منها الكثير‏..‏ فأمن مصر القومي‏..‏ ليس أقل شأنا من الأمن القومي لهؤلاء‏..‏ وحرصنا علي حماية بلدنا ومواطنينا‏..‏ لن يكون أبدا أقل من حرصهم علي أمن بلادهم ومواطنيهم‏.‏
إنني حريص كل الحرص‏..‏ علي المزيد من ترسيخ حقوق المواطنين وحرياتهم‏..‏ وحريص علي الدفاع عن إرادتهم وصون كرامتهم‏.‏ لكن حقا من حقوق الإنسان‏..‏ لا يعلو علي حقه في الحياة والحماية‏..‏ وأقول بعبارات واضحة‏..‏ إننا لن نتردد قط في اتخاذ ما نراه محققا لأمن مصر وشعبها‏..‏ سوف نتصدي لدعاة الفتنة‏..‏ ونحاسب المروجين لها والمحرضين عليها‏..‏ وسوف نتصدي للإرهاب ونهزمه‏..‏ سنتعقب مرتكبيه ونلاحقهم في الداخل والخارج‏..‏ ولن يفلتوا أبدا من العدالة‏.‏
البعد الاجتماعي ركيزة للإصلاح في الحاضر والمستقبل
إن أمن مصر القومي‏..‏ يصونه مجتمع متماسك‏..‏ يؤمن بالرأي والرأي الآخر‏..‏ مجتمع ينفتح علي العالم‏..‏ يحتضن قيم ومبادئ الحرية والعدل‏..‏ ويوسع نطاق المشاركة السياسية‏.‏ مجتمع تزداد قوته بتنوع رؤي أبنائه ومثقفيه ومفكريه‏..‏ وتتعزز إمكاناته بقوة اقتصاده‏.‏
إن المجتمع المصري الذي نسعي إليه‏..‏ هو الأساس الذي تقوم عليه سياسات الإصلاح وبرامجه‏.‏ سياسات اقتصادية‏..‏ تسعي للمزيد من الاستثمار‏..‏ والصادرات‏..‏ والمزيد من فرص العمل‏,‏ تدافع عن مصالحنا الاقتصادية والتجارية في الخارج‏..‏ وتفسح المجال أمام روح المبادرة الفردية‏..‏ وتشجعها‏.‏ سياسات‏..‏ تضع الجوانب الاجتماعية في قلب جهود الإصلاح‏..‏ باعتبارها ركيزة أساسية لتحركنا في الحاضر والمستقبل‏..‏ وحجر الزاوية لجهودنا لتحقيق العدالة الاجتماعية‏..‏ ومساندة الفئات الأولي بالرعاية‏.‏ سياسات‏..‏ تعزز موارد الدولة المخصصة للإنفاق الاجتماعي‏..‏ وتواصل الارتقاء بالخدمات العامة التي تقدم للمواطنين‏.‏
لقد حققنا الكثير من هذه التطلعات‏..‏ خلال المرحلة الماضية‏..‏ ولايزال أمامنا الكثير لنحققه معا خلال المرحلة المقبلة‏.‏ نمضي في تحقيق هذه التطلعات المشروعة‏..‏ واثقين في أنفسنا‏..‏ وترشحنا مؤسسات اقتصادية دولية محايدة‏..‏ لتحقيق معدلات نمو كبيرة خلال السنوات المقبلة‏..‏ ضمن عدد محدود من الاقتصادات الناشئة‏..‏ والدول البازغة‏.‏
إننا نحمل في قلوبنا وعقولنا‏..‏ آمالا وأحلاما وتطلعات كبري لوطننا وشعبنا‏..‏ ولن نسمح لقوي التطرف والإرهاب‏..‏ بأن تعرقل مسيرتنا‏..‏ أو أن تنتزع منا هذه الآمال والتطلعات‏.‏
ثقة كاملة بكفاءة جهاز الشرطة ويقظته
إن أحدا في العالم‏..‏ بدوله الكبري‏..‏ لا يستطيع تحصين شعبه تماما‏..‏ ومائة في المائة‏..‏ من الإرهاب‏..‏ فهو يتوجه بضرباته الإجرامية‏..‏ في أي وقت ومكان‏.‏
وبرغم ذلك‏..‏ فإنني علي ثقة‏..‏ في أن الشرطة وأجهزتنا الأمنية‏..‏ ستظل في أقصي درجات التأهب واليقظة والاستعداد‏..‏ للتصدي للإرهاب ومخططاته‏.‏ كما أثق بأن وعي شعبنا سيقف داعما للدولة‏..‏ في معركتها مع الإرهاب والتطرف‏..‏ فهي معركتنا جميعا‏..‏ وكلنا شركاء في تحمل مسئوليتها وأعبائها‏.‏
إنني‏..‏ ومعي كل المصريين‏..‏ نتوجه بالتحية والتقدير لرجال الشرطة‏..‏ في عيدهم‏..‏ ونؤكد الاعتزاز بدورهم وتضحياتهم‏,‏ نقول لهم‏..‏ إننا نقدر جهودهم في مكافحة الجريمة‏..‏ بجميع أشكالها‏..‏ وتعاملهم مع الأمن الجنائي لمجتمعنا‏..‏ بشتي مجالاته ودوائره‏.‏
نقول معا بصوت واحد‏..‏ إن الإرهاب لن يثني مصر عن مسيرتها‏..‏ وسوف نهزمه‏..‏ كما هزمناه من قبل‏.‏ سنمضي في طريقنا صفا واحدا‏..‏ بكل الثقة والعزم والتصميم‏..‏ مدركين ما يحدق بنا وبمنطقتنا من تهديدات ومخاطر‏..‏ نحمي أمن مصر القومي وأمان شعبها‏..‏ ونصون وحدة المسلمين والأقباط‏.‏
حفظ الله مصر من كل شر وسوء‏..‏ وهيأ لأبنائها من أمرهم رشدا‏.‏
كل عام وأنتم بخير‏..‏
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏..‏
مبارك يترأس المجلس الأعلي لهيئة الشرطة
ترأس الرئيس مبارك‏,‏ الرئيس الأعلي لهيئة الشرطة أمس‏,‏ اجتماعا للمجلس الأعلي لهيئة الشرطة‏,‏ حضره الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء‏,‏ وحبيب العادلي وزير الداخلية‏,‏ وأعضاء المجلس‏.‏ واستعرض الاجتماع الوضع الراهن للاستراتيجية الأمنية والخطط الأمنية لهيئة الشرطة خلال المرحلة المقبلة‏,‏ كما استعرض عددا من القضايا الداخلية والخارجية‏.‏
وتم التقاط صورة تذكارية تجمع الرئيس مبارك وأعضاء المجلس الأعلي لهيئة الشرطة‏.‏
وقدم أعضاء المجلس هدية تذكارية للرئيس مبارك بمناسبة عيدهم السنوي‏,‏ الذي تحرص الدولة علي الاحتفال به كل عام‏.‏
الرئيس يهنئ الشرطة علي الكشف عن مرتكبي حادث كنيسة القديسين
استهل الرئيس حسني مبارك كلمته أمام الاحتفال بالعيد التاسع والخمسين للشرطة أمس‏,‏ بتقديم التهنئة إلي جهاز الشرطة علي توصلهم إلي مرتكبي حادث الإسكندرية الإرهابي‏.‏
وقال الرئيس مبارك إن كشف أجهزة الأمن عن مرتكبي حادث الإسكندرية الإرهابي‏,‏ لهو وسام جديد علي صدور رجال الشرطة في عيدهم‏.‏ وكان وزير الداخلية حبيب العادلي قد كشف النقاب في كلمته في أثناء الاحتفال أمس عن توصل أجهزة الأمن إلي مرتكبي حادث الإسكندرية الإرهابي‏..‏ وأشار العادلي إلي تورط عناصر‏(‏ جيش الإسلام‏)‏ الفلسطيني المرتبط بتنظيم القاعدة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.