رئيس مجلس النواب: ذكرى أكتوبر ملحمة خالدة وروحها تتجدد في معركة البناء والتنمية    تجديد اتفاق التعاون الفني والمالي بين مصر وفرنسا بقيمة 4 مليارات يورو    استقرار أسعار الحديد والأسمنت في الإسكندرية اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025    التمويل غير المصرفي في مصر يسجل 773 مليار جنيه خلال 7 أشهر    نقابة الصحفيين المصريين: الاعتداء على أسطول الصمود عمل إرهابي.. وفرض مبادرات إذعان دولية على المنطقة استمرار لنهج الانحياز للعدوان الصهيوني    الصحة بغزة: الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي أصبح خطيرا جدًا    بلجيكا تطلب تعهدًا من قادة أوروبا بتقاسم المخاطر    تعرف على تداعيات الإغلاق الحكومي الأمريكي على الأسواق.. فيديو    مصادر طبية في غزة: 20 قتيلا في قصف إسرائيلي على عدة مناطق في القطاع منذ فجر اليوم    الأهلي يكثف من تحضيراته استعدادًا لمواجهة كهرباء الإسماعيلية    الأزمات تتوالى.. لاعبي الزمالك تهدد بالتصعيد وعدم خوض المران    ياسين منصور نائبًا.. محمود الخطيب يعلن قائمته النهائية    موعد مباراة الزمالك والشارقة الإماراتي في كأس العالم لكرة اليد للأندية 2025    «ابقوا اطمنوا عليه لأنه في حالة صعبة».. شوبير يكشف تفاصيل حالة عمرو زكي    انقلاب سيارة نقل وإصابة السائق ورفيقه بمنطقة الواحات    عرض سيدتين فى واقعة فيديو التهديد بأعمال دجل بالشرقية على النيابة العامة    اختراق صفحة مجمع اللغة العربية على «فيسبوك» ونشر محتوى خادش للحياء يثير استياء المتابعين    القومي للسينما يعلن عن مسابقة سيناريو ضمن مشروع "جيل واعي – وطن أقوى"    لو بتدوري على راجل صادق.. «5 أبراج مايعرفوش الكذب»    مجلس إدارة الرعاية الصحية يوافق على إنشاء وحدتين لزراعة النخاع بمجمع الأقصر الدولي ومجمع السويس الطبي    مديرية تعليم الجيزة تكشف موعد فتح فصل حالات الإصابة بفيروس HFMD    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 112 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الإغلاق    رابط التقييمات الأسبوعية لوزارة التربية والتعليم 2025-2026 وخطة الاختبارات الشهرية    مجلس الشيوخ يوافق على استقالة 14 عضوا لعزمهم الترشح فى انتخابات النواب    رئيس مجلس الشيوخ: الرئيس السيسى يقوم بجهود عظيمة فى بناء الإنسان المصرى    مبابي يقود قائمة يويفا.. وصراع شرس مع هالاند وهويلوند على لاعب الأسبوع    في أول عرضه.. ماجد الكدواني يتصدر إيرادات السينما بفيلم فيها إيه يعني    احتفالات قصور الثقافة بنصر أكتوبر.. 500 فعالية بالمحافظات تعكس دور الثقافة في ترسيخ الهوية المصرية    مبابي ينصف جبهة حكيمي بعد تألقه اللافت أمام برشلونة    محافظ أسيوط: مراكز ومحطات البحوث شريك استراتيجي في تطوير الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي    رئيس الوزراء: الصحة والتعليم و"حياة كريمة" فى صدارة أولويات عمل الحكومة    ضربات أمنية متواصلة لضبط جرائم الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    الداخلية تضبط 100 حالة تعاطٍ للمخدرات وقرابة 100 ألف مخالفة مرورية في 24 ساعة    الرقابة المالية تصدر ضوابط إنشاء المنصات الرقمية لوثائق صناديق الملكية الخاصة    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    قبل فتح باب الترشح السبت.. الشروط والمستندات المطلوبة لعضوية مجلس النواب    أرتيتا: جيوكيريس يتحسن باستمرار حتى وإن لم يسجل    جامعة سوهاج توقع مذكرة تفاهم مع "Woosong" الكورية للتعاون الأكاديمي والبحثي    مفهوم "الانتماء والأمن القومي" في مناقشات ملتقى شباب المحافظات الحدودية بالفيوم    من الهند إلى المدينة.. رحلة شيخ القراء في المسجد النبوي الشيخ بشير أحمد صديق    حقيقة فتح مفيض توشكى والواحات لتصريف مياه سد النهضة.. توضيح من خبير جيولوجي    سويلم يشهد فعاليات ختام سلسلة محاضرات "الترابط بين المياه والغذاء WEFE Nexus"    الداخلية تكتب فصلًا جديدًا فى معركة حماية الوطن سقوط إمبراطوريات السموم بالقاهرة والجيزة والبحيرة والإسكندرية    الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جديدًا للرئيس السيسي (التفاصيل)    جامعة بنها تطلق قافلة طبية لرعاية كبار السن بشبرا الخيمة    مد فترة استقبال الأعمال المشاركة في مسابقة «النصوص الدرامية القصيرة جدًا» حتى 7 أكتوبر    سبب تعرض كبار السن للنسيان والاكتئاب.. طبيبة توضح    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025 فى المنيا    هل الممارسة الممنوعة شرعا مع الزوجة تبطل عقد الزواج.. دار الإفتاء تجيب    جنة أم نار.. هالاند يتحدث بصراحة عن خوفه من الموت    مصرع وإصابة 11 شخصا إثر حريق هائل يلتهم عقارًا في فيصل    بقرار جمهوري، مجلس الشيوخ يفتتح اليوم دور الانعقاد الأخير من الفصل التشريعي    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    ترامب يقرر اعتبار أي هجوم على قطر هجومًا على أمريكا    الدكتور محمود سعيد: معهد ناصر قلعة الطب في مصر وحصن أمان للمصريين    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك: زمن الوصاية ذهب بلا رجعة
نشر في الأهرام اليومي يوم 24 - 01 - 2011

ألقي الرئيس حسني مبارك كلمة أمام أبنائه من ضباط وجنود الشرطة بمناسبة عيدهم‏..‏ وعبر مبارك عن ثقته الكاملة في كفاءة الشرطة المصرية بجميع أجهزتها في مواجهة الأخطار المحدقة بمصر‏,‏ وحذر من يحاولون النيل من وحدة شعب مصر بشقيه المسلمين والأقباط‏,‏ مؤكدا أنه سوف يستخدم القانون بكل حزم ضد دعاة الفرقة والتعصب من الجانبين‏.‏
وفيما يلي كلمة الرئيس‏:‏
الإخوة والأبناء ضباط وجنود الشرطة‏..‏
السيدات والسادة‏..‏
يأتي احتفالنا بعيد الشرطة هذا العام‏..‏ وقد تعرضت مصر لهجمة جديدة من قوي الإرهاب‏..‏ استهدفت أمن الوطن واستقراره‏,‏ كما استهدفت وحدة أبنائه من المسلمين والأقباط‏.‏
جاءت هذه الهجمة الجديدة للإرهاب‏..‏ في الساعة الأولي من العام الجديد‏..‏ لتستدعي إلي أذهاننا جميعا‏..‏ ما يحدق بأمن مصر القومي من تهديدات ومخاطر‏..‏ وما يتربص بهذه الأرض الطيبة من غدر واستهداف ومخططات‏.‏
جريمة الإسكندرية وحدت صفوف المصريين جميعا
جاء العمل الإجرامي الآثم في الإسكندرية‏..‏ ليوحد المصريين جميعا في مواجهة الإرهاب‏..‏ وليدق في عقولنا وضمائرنا جرس الإنذار من جديد‏..‏ كي نتذكر أن مصر كانت وسوف تظل مستهدفة‏..‏ ولكي نستحضر في قلوبنا الجهود المضنية لرجال الشرطة‏..‏ في تصديهم لشرور الإرهاب ومكائده‏..‏ والمسئولية التي ينهضون بها‏..‏ دفاعا عن أمن مصر وأمان شعبها‏.‏
نستدعي لذاكرة الأمة ووجدانها‏..‏ السجل الوطني المشرف لهذه المؤسسة العريقة‏..‏ نتذكر بالفخر والاعتزاز بطولات رجال الشرطة‏..‏ في مواجهة قوات الاحتلال في الإسماعيلية عام‏2591,‏ ونتذكر عطاءهم عبر تاريخ مصر‏..‏ حربا وسلاما‏..‏ وتضحياتهم في المعركة مع الإرهاب والتطرف‏.‏
إننا إذ نحتفل بالذكري التاسعة والخمسين لأحداث الإسماعيلية‏..‏ نؤكد اعتزاز الشعب بالشرطة ورجالها‏..‏ نشد علي أيديهم‏..‏ نخلد ذكري شهدائهم‏..‏ ونجدد تقدير مصر لجهودهم وتضحياتهم‏..‏ فهم جزء لا يتجزأ من أبناء الشعب‏..‏ وهم الساهرون دوما علي أمن الوطن والمواطنين‏.‏
حذرنا من إيواء الإرهابيين قبل أن يتحولوا لظاهرة عالمية
لقد خضنا معركتنا مع الإرهاب والتطرف‏..‏ منذ سبعينيات القرن الماضي‏..‏ وانتصرنا عليه‏.‏ خضنا هذه المعركة في مواجهته‏..‏ وحدنا‏..‏ وقبل أن يتحول إلي ظاهرة عالمية‏..‏ لم يعد أحد بمنأي عن تهديداتها‏..‏ أو محصنا من شرورها وضرباتها‏.‏
حذرنا آنذاك من الإرهاب ومخاطره‏..‏ فلم يستمع أحد لتحذيرنا‏..‏ بل ومنحت دول صديقة حق اللجوء‏..‏ لإرهابيين لطخوا أيديهم بدماء المصريين‏..‏ فأصبحت بلادهم ملاذا آمنا لإرهاب أعمي‏..‏ سرعان ما امتدت إليهم عملياته ومخاطره‏..‏ وطالتهم مخططاتهم وشروره‏.‏
استهدف الإرهاب المصريين في أرواحهم‏..‏ فراح ضحيته العديد من المواطنين الأبرياء‏..‏ كما نجح في اغتيال‏(‏ الشيخ الذهبي‏),‏ و‏(‏رفعت المحجوب‏),‏ و‏(‏فرج فودة‏)..‏ وغيرهم‏..‏ وكاد يغتال‏(‏ نجيب محفوظ‏).‏
استهدف الإرهاب المصريين في أرزاقهم‏..‏ بعمليات إجرامية لضرب قطاع السياحة‏..‏ في‏(‏ الأقصر‏)‏ و‏(‏دهب‏),‏ و‏(‏شرم الشيخ‏),‏ و‏(‏طابا‏),‏ و‏(‏منطقة الحسين‏)‏ في قلب القاهرة‏.‏
هزمنا الإرهاب من قبل وسنقضي عليه ونقطع يده
استهدف الإرهاب مصر برمتها‏..‏ في أمنها القومي‏..‏ واستقرارها‏..‏ ودورها الإقليمي‏..‏ وسمعتها الدولية‏..‏ فسعي واهما للتأثير علي مواقفها من قضية السلام‏..‏ ولعرقلة جهودها للنمو والتنمية والمستقبل الأفضل‏.‏
تلك هي أهداف الإرهاب ومخططاته‏..‏ ضد مصر وشعبها‏.‏ ولقد وجه جهاز الشرطة ومؤسساتنا الأمنية‏..‏ ضربات موجعة لقوي الإرهاب والتطرف‏..‏ تراجعت معها أعمالهم الإجرامية‏..‏ إلا من عمليات متفرقة‏..‏ تطل علينا بين الحين والحين‏.‏
إن العملية الإرهابية الأخيرة بالإسكندرية‏..‏ تمثل محاولة يائسة للإرهاب‏..‏ للعودة بشروره إلي أرض مصر‏..‏ بمدخل جديد‏..‏ ونهج وأسلوب جديد‏.‏
مدخل جديد‏..‏ يحاول الوقيعة هذه المرة‏..‏ بين الأقباط والمسلمين‏..‏ يسعي إلي شق صفهم‏..‏ والنيل من تماسكهم ووحدتهم‏..‏ كأبناء وطن واحد‏..‏ تعرض عبر السنوات الماضية‏..‏ لإرهاب لا يعرف وطنا أو دينا‏..‏ ولم يفرق يوما بين أرواح ودماء قبطي أو مسلم‏.‏
نهج وأسلوب جديد‏..‏ لإرهاب غريب عن مجتمعنا‏..‏ يحمل بصمات أصابع خارجية‏..‏ ويستدعي لأذهاننا أشكالا دموية للإرهاب‏..‏ في منطقتنا وخارجها‏..‏ لا عهد لنا بها‏..‏ ويلفظها المجتمع المصري‏..‏ بشخصيته وقيمه وتراثه وثقافته‏.‏
وأقول بكل الثقة‏..‏ في رجال الشرطة ومؤسساتنا الأمنية‏..‏ وفي أبناء الشعب أقباطا ومسلمين‏..‏ إن مصر ستنتصر مرة أخري في معركتها مع الإرهاب‏..‏ وكما هزمناه في هجمته الأولي‏..‏ سنلحق به الهزيمة من جديد‏.‏ لن نسمح للإرهاب بزعزعة استقرارنا‏..‏ أو ترويع شعبنا‏..‏ أو النيل من وحدة مسلمينا وأقباطنا‏..‏ ولن نزداد إلا تصميما علي محاصرته‏..‏ وملاحقته‏..‏ وقطع يده‏..‏ واقتلاع جذوره‏.‏
الشدائد والمحن أصقلت شعبنا عبر التاريخ
لقد أثبتت مصر عبر تاريخها‏..‏ أنها أقوي من الشدائد والمحن‏..‏ وأثبتنا نحن المصريين علي الدوام‏..‏ أننا شعب متماسك وعنيد‏..‏ تصقل معدنه وتوحده المخاطر والتحديات‏.‏ أكدنا ذلك بكفاحنا ضد الاستعمار‏..‏ وعندما رفعنا شعار وحدة الهلال والصليب عام‏.9191‏ أثبتنا ذلك عندما رفضنا الهزيمة عام‏..7691‏ وعندما انتصرنا في حرب أكتوبر‏..‏ وحين تمسكنا ب‏(‏طابا‏)‏ وكل شبر في سيناء‏.‏ برهنا علي ذلك‏..‏ عندما رفضنا أي وجود عسكري أجنبي علي أرضنا‏..‏ وحين رفضنا المشروطيات والإملاءات‏..‏ وعندما وقف المصريون صفا واحدا‏..‏ في مواجهة الإرهاب‏.‏
مصر مستهدفة بمسلميها وأقباطها
إن العمل الإرهابي الأخير‏..‏ لابد أن يستدعي كل ذلك‏..‏ في عقول ووجدان المصريين وضمائرهم‏..‏ فلقد جاء ليذكرنا بأننا جميعا في خندق واحد‏..‏ وأننا جميعا مصريون‏..‏ قبل أي شيء وكل شيء آخر‏..‏ يجمعنا التاريخ الواحد والمصير الواحد والوطن الواحد‏.‏ كما جاء امتزاج دماء الأقباط والمسلمين في الإسكندرية‏..‏ ليطرح أمامنا من جديد‏..‏ إن مصر برمتها هي المستهدفة‏..‏ في أمنها واستقرارها‏..‏ وفي حاضر ومستقبل شعبها‏..‏ مسلميه وأقباطه‏.‏
لقد حذرت مرارا من أزمات الوضع الإقليمي والدولي الراهن‏..‏ علي أمن مصر القومي‏..‏ وأمان شعبها‏.‏ حذرت من الإرهاب والتطرف‏..‏ ومن النزاعات ونوازع الطائفية حولنا‏..‏ وتداعياتها علي استقرارالوطن‏..‏ وسلامه الاجتماعي‏,‏ حذرت ممن يحاولون إشعال الفتنة بين جناحي الأمة‏..‏ ومن يخططون لفتح جبهات جديدة‏..‏ لإلهاء مصر وعرقلة مسيرتها‏..‏ ولتحجيم دورها الإقليمي في منطقتها‏.‏
لن أتسامح مع دعاة الطائفية من الجانبين
إنني أعاود اليوم التحذير من كل ذلك‏..‏ وأقول إن اللحظة الراهنة تفرض علينا وقفة مصرية‏..‏ للانتباه والحذر والوعي والاستعداد‏..‏ كما تضع علي عاتقنا جميعا مسئولية كبري‏..‏ تجاه الوطن‏.‏
أقول إن الطائفية‏..‏ تمثل ظاهرة ممقوتة غريبة علي مجتمعنا‏..‏ يدفعها الجهل والتعصب‏..‏ ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير‏..‏ لبعض رجال الدين‏..‏ وبعض الكتاب والمفكرين‏.‏ إن الهجمة الإرهابية الأخيرة‏..‏ تفرض علينا التصدي لذلك علي الفور‏..‏ وأن نراعي سلامة القصد ومصلحة الوطن‏..‏ وإلا فإننا نكون كمن يمنح الإرهاب سلاحا يتمناه‏..‏ كي يرتد في صدورنا‏..‏ أقباطا ومسلمين‏.‏
لقد أرسي الدستور مبدأ المواطنة‏..‏ كأساس وحيد لمساواة جميع المصريين في الحقوق والواجبات‏..‏ وأقول بعبارات لا تحتمل الجدل أو التأويل‏..‏ إنني لن أتسامح مع من يحاول المساس بوحدة أبناء الشعب‏..‏ والوقيعة بين الأقباط والمسلمين‏..‏ ولن أتهاون مع أي تصرفات ذات أبعاد طائفية‏..‏ من الجانبين علي السواء‏..‏ وسأتصدي لمرتكبيها بقوة القانون وحسمه‏.‏
مصر لا تقبل الوصاية أو الضغط الخارجي
أقول للقلة من أبنائنا‏..‏ دعاة الاستقواء بالأجنبي‏..‏ إن دعواهم مرفوضة‏..‏ وتأباها كرامة مصر‏..‏ أقباطا قبل المسلمين‏.‏
أقول لمن يطالبون في بعض الدول الصديقة‏..‏ بحماية أقباط مصر‏..‏ أقول لهم‏..‏ إن زمن الحماية الأجنبية والوصاية قد ذهب إلي غير رجعة‏.‏ أقول لهم‏..‏ إننا لا نقبل ضغوطا أو تدخلا في الشأن المصري‏..‏ من أحد أيا كان‏.‏ وأقول لهم‏..‏ إننا أولي منكم بأقباطنا‏..‏ فهم مصريون قبل أي اعتبار آخر‏..‏ وحماية المصريين‏..‏ كل المصريين‏..‏ هي مسئوليتنا وواجبنا‏.‏
لقد شنت دول كبري حروبا استباقية خارج حدودها‏..‏ في أفغانستان والعراق‏..‏ رفعت شعار الحرب علي الإرهاب‏..‏ أراقت ولاتزال الكثير من الدماء‏..‏ وأزهقت أرواح العديد من الضحايا‏..‏ حماية لأمنهم القومي وأمان شعوبهم‏.‏
ونحن في مصر بدورنا سنمضي في حربنا علي الإرهاب‏..‏ بقوة القانون وحسمه‏..‏ وبأقصي ما نمتلكه من قوة وإمكانات‏..‏ ولدينا منها الكثير‏..‏ فأمن مصر القومي‏..‏ ليس أقل شأنا من الأمن القومي لهؤلاء‏..‏ وحرصنا علي حماية بلدنا ومواطنينا‏..‏ لن يكون أبدا أقل من حرصهم علي أمن بلادهم ومواطنيهم‏.‏
إنني حريص كل الحرص‏..‏ علي المزيد من ترسيخ حقوق المواطنين وحرياتهم‏..‏ وحريص علي الدفاع عن إرادتهم وصون كرامتهم‏.‏ لكن حقا من حقوق الإنسان‏..‏ لا يعلو علي حقه في الحياة والحماية‏..‏ وأقول بعبارات واضحة‏..‏ إننا لن نتردد قط في اتخاذ ما نراه محققا لأمن مصر وشعبها‏..‏ سوف نتصدي لدعاة الفتنة‏..‏ ونحاسب المروجين لها والمحرضين عليها‏..‏ وسوف نتصدي للإرهاب ونهزمه‏..‏ سنتعقب مرتكبيه ونلاحقهم في الداخل والخارج‏..‏ ولن يفلتوا أبدا من العدالة‏.‏
البعد الاجتماعي ركيزة للإصلاح في الحاضر والمستقبل
إن أمن مصر القومي‏..‏ يصونه مجتمع متماسك‏..‏ يؤمن بالرأي والرأي الآخر‏..‏ مجتمع ينفتح علي العالم‏..‏ يحتضن قيم ومبادئ الحرية والعدل‏..‏ ويوسع نطاق المشاركة السياسية‏.‏ مجتمع تزداد قوته بتنوع رؤي أبنائه ومثقفيه ومفكريه‏..‏ وتتعزز إمكاناته بقوة اقتصاده‏.‏
إن المجتمع المصري الذي نسعي إليه‏..‏ هو الأساس الذي تقوم عليه سياسات الإصلاح وبرامجه‏.‏ سياسات اقتصادية‏..‏ تسعي للمزيد من الاستثمار‏..‏ والصادرات‏..‏ والمزيد من فرص العمل‏,‏ تدافع عن مصالحنا الاقتصادية والتجارية في الخارج‏..‏ وتفسح المجال أمام روح المبادرة الفردية‏..‏ وتشجعها‏.‏ سياسات‏..‏ تضع الجوانب الاجتماعية في قلب جهود الإصلاح‏..‏ باعتبارها ركيزة أساسية لتحركنا في الحاضر والمستقبل‏..‏ وحجر الزاوية لجهودنا لتحقيق العدالة الاجتماعية‏..‏ ومساندة الفئات الأولي بالرعاية‏.‏ سياسات‏..‏ تعزز موارد الدولة المخصصة للإنفاق الاجتماعي‏..‏ وتواصل الارتقاء بالخدمات العامة التي تقدم للمواطنين‏.‏
لقد حققنا الكثير من هذه التطلعات‏..‏ خلال المرحلة الماضية‏..‏ ولايزال أمامنا الكثير لنحققه معا خلال المرحلة المقبلة‏.‏ نمضي في تحقيق هذه التطلعات المشروعة‏..‏ واثقين في أنفسنا‏..‏ وترشحنا مؤسسات اقتصادية دولية محايدة‏..‏ لتحقيق معدلات نمو كبيرة خلال السنوات المقبلة‏..‏ ضمن عدد محدود من الاقتصادات الناشئة‏..‏ والدول البازغة‏.‏
إننا نحمل في قلوبنا وعقولنا‏..‏ آمالا وأحلاما وتطلعات كبري لوطننا وشعبنا‏..‏ ولن نسمح لقوي التطرف والإرهاب‏..‏ بأن تعرقل مسيرتنا‏..‏ أو أن تنتزع منا هذه الآمال والتطلعات‏.‏
ثقة كاملة بكفاءة جهاز الشرطة ويقظته
إن أحدا في العالم‏..‏ بدوله الكبري‏..‏ لا يستطيع تحصين شعبه تماما‏..‏ ومائة في المائة‏..‏ من الإرهاب‏..‏ فهو يتوجه بضرباته الإجرامية‏..‏ في أي وقت ومكان‏.‏
وبرغم ذلك‏..‏ فإنني علي ثقة‏..‏ في أن الشرطة وأجهزتنا الأمنية‏..‏ ستظل في أقصي درجات التأهب واليقظة والاستعداد‏..‏ للتصدي للإرهاب ومخططاته‏.‏ كما أثق بأن وعي شعبنا سيقف داعما للدولة‏..‏ في معركتها مع الإرهاب والتطرف‏..‏ فهي معركتنا جميعا‏..‏ وكلنا شركاء في تحمل مسئوليتها وأعبائها‏.‏
إنني‏..‏ ومعي كل المصريين‏..‏ نتوجه بالتحية والتقدير لرجال الشرطة‏..‏ في عيدهم‏..‏ ونؤكد الاعتزاز بدورهم وتضحياتهم‏,‏ نقول لهم‏..‏ إننا نقدر جهودهم في مكافحة الجريمة‏..‏ بجميع أشكالها‏..‏ وتعاملهم مع الأمن الجنائي لمجتمعنا‏..‏ بشتي مجالاته ودوائره‏.‏
نقول معا بصوت واحد‏..‏ إن الإرهاب لن يثني مصر عن مسيرتها‏..‏ وسوف نهزمه‏..‏ كما هزمناه من قبل‏.‏ سنمضي في طريقنا صفا واحدا‏..‏ بكل الثقة والعزم والتصميم‏..‏ مدركين ما يحدق بنا وبمنطقتنا من تهديدات ومخاطر‏..‏ نحمي أمن مصر القومي وأمان شعبها‏..‏ ونصون وحدة المسلمين والأقباط‏.‏
حفظ الله مصر من كل شر وسوء‏..‏ وهيأ لأبنائها من أمرهم رشدا‏.‏
كل عام وأنتم بخير‏..‏
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏..‏
مبارك يترأس المجلس الأعلي لهيئة الشرطة
ترأس الرئيس مبارك‏,‏ الرئيس الأعلي لهيئة الشرطة أمس‏,‏ اجتماعا للمجلس الأعلي لهيئة الشرطة‏,‏ حضره الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء‏,‏ وحبيب العادلي وزير الداخلية‏,‏ وأعضاء المجلس‏.‏ واستعرض الاجتماع الوضع الراهن للاستراتيجية الأمنية والخطط الأمنية لهيئة الشرطة خلال المرحلة المقبلة‏,‏ كما استعرض عددا من القضايا الداخلية والخارجية‏.‏
وتم التقاط صورة تذكارية تجمع الرئيس مبارك وأعضاء المجلس الأعلي لهيئة الشرطة‏.‏
وقدم أعضاء المجلس هدية تذكارية للرئيس مبارك بمناسبة عيدهم السنوي‏,‏ الذي تحرص الدولة علي الاحتفال به كل عام‏.‏
الرئيس يهنئ الشرطة علي الكشف عن مرتكبي حادث كنيسة القديسين
استهل الرئيس حسني مبارك كلمته أمام الاحتفال بالعيد التاسع والخمسين للشرطة أمس‏,‏ بتقديم التهنئة إلي جهاز الشرطة علي توصلهم إلي مرتكبي حادث الإسكندرية الإرهابي‏.‏
وقال الرئيس مبارك إن كشف أجهزة الأمن عن مرتكبي حادث الإسكندرية الإرهابي‏,‏ لهو وسام جديد علي صدور رجال الشرطة في عيدهم‏.‏ وكان وزير الداخلية حبيب العادلي قد كشف النقاب في كلمته في أثناء الاحتفال أمس عن توصل أجهزة الأمن إلي مرتكبي حادث الإسكندرية الإرهابي‏..‏ وأشار العادلي إلي تورط عناصر‏(‏ جيش الإسلام‏)‏ الفلسطيني المرتبط بتنظيم القاعدة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.