تزامنًا مع الأحداث المتصاعدة في تونس، كشف موقع ويكيليكس عن إصابة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بالسرطان. ونقل «ويكيليكس» وثيقة سرية أرسلها السفير الأمريكي بتونس لواشنطن أعدها بناء علي معطيات استقتها مصالح المخابرات الأمريكية تتحدث عن إصابة بن علي بالمرض، وتبحث في سيناريوهات خلافته، واضعة في المشهد المستقبلي لحاكم تونس المنتظر خمس شخصيات هي: «زوجة بن علي ليلي الطرابلسي»، ووزير الخارجية الحالي، كمال مرجان، ورئيس الوزراء محمد الغنوشي، ووزير الشئون الاجتماعية والتضامن علي الشاوش، ووزير الدولة المستشار الخاص ل«بن علي» والناطق الرسمي باسم الرئاسة عبدالعزيز بن ضياء. وقالت الوثيقة إن الأمريكيين علموا بإصابة بن علي بالسرطان، وأنه وصل إلي مرحلة تهدد حياته وهو ما منعه في فترة من الفترات من ممارسة مهامه الدستورية رئيسا للبلاد لعدة أيام، من دون تكليف شخص الوزير الأول لخلافته مؤقتا، ووفق الوثيقة، فإن بن علي لم يكن ينوي التخلي عن الحكم ومغادرة الرئاسة طواعية، مضيفة أن كل المؤشرات توحي بعزمه الموت علي كرسي الرئاسة. وتابعت البرقية الأمريكية: أي محاولة للتوقع بشأن من يخلف بن علي مستقبلا هي أمر صعب، كونه قام بإبعاد كل من رأي فيه منافسا أو خليفة له، سواء من شخصيات المعارضة أو حتي من الموالين له، مستدلة بحرص بن علي علي تغيير كبار المسئولين بشكل دوري لضمان عدم بروز أسمائهم كمرشحين لخلافته، وهو العمل الذي قالت عنه البرقية إن بن علي «خبير» فيه. من جانبه أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن بلاده تستضيف الرئيس زين العابدين بن علي احترامًا للأعراف العربية، لكنها اشترطت عليه عدم ممارسته أي نشاط في تونس انطلاقا من المملكة. في سياق قريب، توفيت نعيمة بن علي شقيقة الرئيس السابق أمس الأول عن عمر 73 عاما بسكتة قلبية داخل أحد مستشفيات منظمة سوسة نتيجة عدم تحملها أنباء اعتقال عدد من أقاربها. علي صعيد آخر، تعقد الحكومة التونسيةالجديدة أول اجتماع لها اليوم، وسط احتجاجات مستمرة لوجود أشخاص من النظام السابق فيها. من جهته، قال مصدر حكومي إن النقطة الأهم التي سيتم التطرق إليها ستكون مشروع العفو العام الذي أعلنه محمد الغنوشي، مؤكدا أن وزارة العدل بصدد الاستعداد لتنفيذ العفو. كما أوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته أن الحكومة ستناقش أيضا مبدأ الفصل بين الحكومة والحزب الحاكم السابق «التجمع الدستوري الديمقراطي». في شأن آخر، أعلنت ألمانيا عزمها تأييد تجميد جميع حسابات بن علي في الاتحاد الأوروبي حال اقتضت الضرورة ذلك. وقال وكيل وزارة الخارجية الألمانية فيرنر هويد في تصريحات نشرتها صحيفة «تاجز شبيجل» الألمانية: نعمل علي ألا يصبح الاتحاد الأوروبي ملاذا آمنا لثروات مشبوهة، في انتظار الاتفاق علي إجراءات تجميد الأرصدة والمنع من السفر. وأعلنت الحكومة السويسرية أمس عن تجميد أرصدة بن علي بعد تصريحات سابقة للمدعي العام الاتحادي قال فيها: إن بلاده تحقق في مزاعم بشأن امتلاك بن علي وأسرته ومساعديه المقربين أصولا في سويسرا جري شراؤها بأموال حصلوا عليها بطريقة غير مشروعة. في الأثناء، ومع إعلان التليفزيون التونسي تخفيف حظر التجول اعتبارا من أمس بسبب تحسن الأوضاع الأمنية، تظاهر أكثر من 400 شخص وسط العاصمة داعين إلي إبعاد المنتمين إلي نظام بن علي من الحكومة الجديدة مطالبين ببرلمان ودستور جديدين. كما رفعوا لافتات كتب عليها «وزير المالية صديق الطرابلسية» و«حزب بن علي ارحل» و«يا بوليس يا ضحية تعالي وشارك في الثورة». واستقبل ما يقرب من 200 شخص المعارض التونسي منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المحظور عقب عودته للبلاد.