جذبها فن المسرح فهي تراه أبوالفنون وأولها لذلك عكفت مدرسة اللغة العربية علي دراسة فنون المسرح وتعمقت في سير رواده فدرست تجربة نعمان عاشور في المسرح المعاصر وجدلية الخطاب والتلقي لهذا الفن، تعلق سهي إبراهيم بالمسرح يدفعها دائما للإبداع وتقديم كل ما هو جديد ومختلف. تقول سهي إنها منذ صغرها مهتمة بمتابعة الأعمال المسرحية وبالأخص مسرح الريحاني وهي مدرسة فنية مميزة لها ثقلها وكذلك أعمال الرواد ومنهم عبدالمنعم مدبولي صاحب مدرسة «المدبوليزم» وكذلك أعمال عادل خيري، ولأنها تقيم بالكويت منذ طفولتها اطلعت علي المسرح الكويتي فتعلقت بتجربة عبدالحسين عبدالرضا وتابعت أعمال الرواد ومنها مسرحية «سيف العرب». ليس ذلك فقط فقد وجدت سهي فرصة كبيرة للاحتكاك بعالم المسرح من خلال صداقة والدها ببعض فنانيه ومنهم أحمد بدير ومحمد الصاوي وفتوح أحمد وسعاد نصر وهو ما ساعدها علي التعمق في هذا المجال ودراسته رغم انشغالها بعملها كمدرسة لغة عربية وكانت البداية بعد تعرفها علي أستاذ المسرح د. أحمد زكي والذي كان خير مرشد لها فساعدها علي التنسيق بين العمل والدراسة. عشق سهي للمسرح يرجع لإيمانها بأنه مرآة للمجتمع بكل مشاكله وهمومه وحتي أسراره وما فيه من مشاعر إنسانية فما هو إلا نموذج لما يحدث في الواقع، وعندما بدأت دراستها وجدت ضالتها في مسرح الفنان «نعمان عاشور» والذي عايش واقع المجتمع وتغيراته فضلاً عن استقلاله في أعماله عن الاتجاه التقليدي وهو ما رصدته في بحثها. وبدافع من والديها استمرت سهي في دراستها وكان أمامها تحد أكبر لتقديم موضوع متميز ووقع اختيارها علي دراسة جدلية الخطاب والتلقي في المسرح المعاصر وكانت هذه الخطوة أكثر صعوبة، حيث تطلبت منها الكثير من الوقت والجهد ولكنها تجاوزت الصعاب بتشجيع د. أحمد يوسف عميد معهد البحوث والدراسات العربية فنوعت المصادر والمراجع المستخدمة في الدراسة واعتمدت علي المكتبة الزاخرة التي أمدتها بها د. نهاد صليحة وكانت صعوبة هذه الدراسة كما توضح سهي في اعتمادها علي دراسة العلاقة بين المبدع والمتلقي والذي يختلف تلقيه للمادة المسرحية حسب ثقافته ودرجة وعيه. سهي تؤكد أنها مازالت مستمرة في دراسة الفن الذي تعشقه وتنوي التخصص في النقد المسرحي وربما تغير مجال عملها لتدريس هذا الفن إلي جانب دراسته.