سافرت يوم الخميس الماضي إلي بلدتي بالمنوفية عن طريق القطار وركوب القطار في نهاية الأسبوع أفضل بكثير من السيارات التي ضاقت بها الطرق الزراعية والصحراوية أيضًا. تصادف أنني جلست علي أحد المقاعد من ضمن أربعة مقاعد يطلق عليها راكبو القطار« مربع» وبعد دقائق جلس بجواري رجل كبير تجاوز الخمسين بقليل عرفت أن اسمه عم حسن ويعمل في البلدية بأحد أحياء القاهرة. وجلس في المقعدين المواجهين لنا رجلان في نفس عمر عم حسن أحدهما عم جرجس والآخر الأستاذ حنا.. الأول يعمل في شركة الكهرباء والثاني يعمل في الضرائب كان في انتظارهما شخص ثالث في محطة قليوب وهو أبو مينا.. ودار حوار بين الثلاثة حول حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية وبعض الأمور المتعلقة بالكنيسة مثل التبرعات التي يدفعها الأقباط كل شهر أو كل عام حسب وضع كل كنيسة وسجلت دون قصد الحوار الذي دار في القطار. عم جرجس: إيه الأخبار يا أبو مينا لسه برده ما عرفوش يحلو القضية.. أبو مينا: ربنا يسهل الموضوع طول المرة دي بس الأمن صاحي اليومين دول قوي وإن شاء الله كل حاجة حتبان.. الأستاذ حنا: والله يا جماعة رب ضارة نافعة الموضوع ده قرب الناس من بعضها قوي مثلا عندي في الشغل كان زملائي في المكتب هما إللي بيعيدوا علي بس المرة دي لاقيت معظم المصلحة بتسلم علي ويقولوا لي كل سنة وأنت طيب.. الحقيقة استغربت .. اشمعنا المرة دي يعني الناس شعرت بأهمية الوحدة فعلاً بيننا وبين المسلمين علي العموم دي حاجة كويسة فرحتني بجد، فجأة دخل عم حسن علي الخط: يا مقدس، يقصد الأستاذ حنا، والله العظيم احنا جيراننا المسيحيين أخوتنا في الرضاعة.. أمي الله يرحمها كانت بترضع أولاد المقدس فلتس صاحب منشار الخشب وبسم الله ما شاء الله عمر الجيرة 45 سنة وعمرنا ما غلطنا في بعض.. عندنا فرح أبص ألاقيهم بربطة المعلم معانا وبعتين نسوانهم شيلين ومحملين واحنا كذلك الأمر يا أخونا الحاجات إللي بتحصل في بعض الأحيان من تفجير أو غيره كلها حاجات مستوردة علي الشعب ده وبإذن الله ربنا هيحفظ مصر وكل إللي يحاول يخرب في بلدنا والله العظيم ربنا هيخرب بيته.. ربنا حافظ البلد دي في القرآن وعندكم في الإنجيل. وتحول الحوار إلي شق آخر عن التبرع للكنيسة وكان الكلام دائرا بين عم جرجس والأستاذ حنا.. وقاطعهما أبو مينا يا اخوانا جيوبي مفتوحة أدوني أنا وبلاش الكنيسة السنة دي جوزفين عاوزة جهاز وأمها منفضاني أولا بأول ودخل الجميع في الضحك حتي انهمرت بعض الدموع من أعينهم لأنه ضحك من القلب فعلاً ونسي الجميع ما حدث في الإسكندرية وفي تلك اللحظة اقتربت محطة نزولي. وقبل أن أنزل سلمت عليهم جميعًا وقلت كل عام وأنتم بخير.. عيد سعيد يا إخواننا.. السلام عليكم.