كرم جبر روزاليوسف اليومية : 06 - 04 - 2010 مشروع كبير ننتظره من الحزب الوطني 1 - التغيير الذي نريده، يجب أن يبدأ من الحزب الوطني صاحب الأغلبية والشعبية، وأن يصوغ لنا مشروعاً يلتف حوله الناس ويشعرون بأنه لصالحهم، ويبدل وجه الحياة علي أرض مصر. - الخيال لابد أن يبدع والعقل لابد أن يعمل والإعلام لابد أن يخرج من دائرة السواد والتشاؤم والاكتئاب، إعلام الدولة - علي الأقل - الذي يجب أن يغير المناخ السيئ. - الحزب الوطني هو الذي بدأ فكر التغيير، والآن يسطو الجميع علي التغيير، إلا الحزب الوطني الذي يقف أحياناً مدافعاً، مع أن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع. 2 - التغيير الذي نريده، يجب أن يمس حياة الناس ويرفع مستوياتهم المعيشية، ويخفف كل المشاكل والأزمات الحياتية، تغيير حقيقي وجذري وملموس ويدخل كل بيت. - الحزب الوطني لديه كثير من الإنجازات التي يمكن استكمالها ووضعها في «مرحلة التشطيب»، لأن البناء يمكن ألا يشعر به أحد إذا أهملنا مرحلته الأخيرة. - المثل يقول «يبوظ الطبخة علي مليم ملح ».. وهذا المليم، رغم صغره، يكون له مفعول السحر.. لابد من العثور عليه، حتي لا تبوظ الطبخة. 3 - «السطو علي التغيير هو موضة هذه الأيام.. ونسمع عن تغيير علي كل صنف ولون ومقاس، وأفكار ما أنزل الله بها من سلطان، مساوئها أكثر من منافعها. - تغيير الدستور، تغيير السياسة الاقتصادية، تغيير النظام الانتخابي، تغيير نسبة العمال والفلاحين، وربما يصل الأمر إلي المطالبة بتغيير الشعب نفسه. 4 - باسم التغيير تُرتكب جرائم كثيرة.. تحالفات وتربيطات وتكتلات سياسية وحزبية، جري تجريبها مرات كثيرة في سنوات سابقة، وكان مصيرها الفشل. - علي سبيل المثال.. كيف يتآلف حزب التجمع اليساري مع الجماعة المحظورة؟ مع أن أول من سيدفع الثمن سيكون اليسار واليساريين، وستعلق رءوسهم علي أعواد المشانق. - اليسار المصري يضحي بتاريخه ومواقفه، من أجل المجهول، وللأسف الشديد فلن يستفيد شيئاً من المناورة المفضوحة التي تحاول المحظورة استثمارها، لتظهر كجماعة سياسية شرعية. 5 - ومثلاً.. ما الذي يدفع الناصريين إلي الارتماء في أحضان المحظورة رغم التباعد الفكري والعداء التاريخي، ولو كان عبدالناصر حياً، لأمر بوضع المتحاورين في السجون والمعتقلات. - ما الذي تغير، وهل اكتشف الناصريون الجدد أن المحظورة تراجعت عن أفكارها واعترفت بالنظام السياسي القائم وقبلت الانضواء تحت مظلته، حتي يهرولوا إلي الحوار معها. - هل يعتقد الناصريون الجدد أن الجماعة المحظورة ستعطيهم بعض الفتات في الانتخابات المقبلة، أم أنها تستخدمهم كديكور تزين به الالتفاف حول الشرعية؟ 6 - هل هذا هو التغيير؟ بالالتفاف حول التغيير بتحركات ومناورات هي ضد التغيير وتجهضه وتحطمه علي صخرة الأطماع السياسية التي لا تنظر إلا تحت قدميها. - وهل مثل هذا التغيير الكاذب يصب في مصلحة الناس.. الفقراء ومحدودي الدخل والعاطلين والمتظاهرين أمام البرلمان، أم أنه تغيير يخدم أصحابه فقط ويلحق الضرر بغيرهم؟ - لم يرفع دعاة التغيير الكاذب مشروعاً أو فكرة أو شعاراً ينفع الناس وكلها أفكار متصارعة في حلبة سياسية أصبحت شديدة الارتباك. 7 - التغيير الذي نريده، يجب أن يكون في حجم طموح الناس للتغيير.. تغيير يعيد إليهم الثقة والأمل، ويفتح أبواب المستقبل، والطمأنينة في أن بكرة - بإذن الله - سيكون أحسن. - تغيير يجسد العدالة في توزيع الثروة، فلا «يطق» الأثرياء من التخمة، ولا «يذبل» الفقراء من الاحتياج بل يحصل فيه كل إنسان علي شيء من خير بلده. - الحزب الوطني هو القادر علي أن يصوغ مشروع التغيير العظيم الذي ينتظره الناس ، تغيير يقوده الرئيس الذي يحبه الناس، ويشعرون أنه لم يبرح أبداً صفوفهم. E-Mail : [email protected]