هكذا قال لنا الرئيس مبارك حينما تجمعنا حوله خلال حفل الاستقبال الذي أقيم في مبني الرئاسة بعد أن قلد الرئيس الدكتور مجدي يعقوب قلادة النيل. الرئيس مبارك قالها بوضوح.. يجب أن نكف عن القول هذا مسلم وهذا مسيحي.. كلنا مصريون.. لا توجد لدينا أقلية قبطية.. إنما لدينا مصريون منهم المسلم ومنهم المسيحي.. لا فرق بين هذا وذاك الكل متساوون في الحقوق والواجبات.. والجميع ينتمي لوطن واحد هو مصر.. والكل يعيش علي أرضها بلا تفرقة أو تمييز. هذا هو الرئيس مبارك الذي لا يفرق بين مصري ومصري بسبب ديانته منذ أن كان شابا وهو يحتفظ بذكريات عن صداقات ربطته بمسيحيين وبعد أن تولي عددا من المسئوليات توجت بمسئولية رئاسة الجمهورية. والرئيس مبارك لا يكتفي بهذا الكلام فقط إنما يطبقه علي أرض الواقع.. طائرة الرئيس الخاصة التي يسافر علي متنها إلي كل أنحاء العالم طاقمها يضم المسلم والمسيحي.. وطوال عمره يهتم في اختياراته للمسئولين بعنصر الكفاءة بغض النظر عن ديانة هذا المسئول.. وفي عهده تم بناء أكبر عدد من الكنائس.. ولم يهتم أو يكترث لدعاة الفتنة أو تقسيم المصريين ما بين مسلم ومسيحي.. هو يري الجميع مسلمين ومسيحيين أبناء شعب واحد يعيش علي أرضها منذ آلاف السنين. وأتمني أن يقتدي كل المسئولين بهذه الروح السمحة الطيبة للرئيس مبارك وبمفهومه الواضح لمبدأ المواطنة الذي لا يفرق بين مصري وآخر بسبب اختلاف الديانة. إذا حدث ذلك سوف نقضي علي الفتنة في المهد.. وسوف نتمكن من محاصرة التطرف ومواجهته بقوة. فهذه الروح وحدها التي لخصها الرئيس مبارك في كلمتين واضحتين «كلنا مصريون» هي سلاحنا الأساسي لإقامة دولتنا المدنية الحديثة.. وسلاحنا لمواجهة أية مؤامرات تستهدف تقويض وحدتنا الوطنية والنيل من استقرارها وإحباط جهودنا للارتقاء بمجتمعنا. «كلنا مصريون».. شعار يجب أن نتمسك به جميعا ونجعله هو عنوان كل أفعالنا وتصرفاتنا.. إذا سادت هذه الروح بيننا جميعا فإننا سنختصر أكثر من نصف الطريق لتحقيق مانصبو إليه وما نستهدفه من تقدم ورقي وعدالة اجتماعية وسيادة للقانون علي الجميع ومساواة حقيقية. ولعل هذا ما تنبهنا إليه في لحظة الخطر الذي شعرنا به جميعا بعد الانفجار الإرهابي الآثم الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، تنبهنا إلي أن هناك من يريد تفرقتنا لينال من وحدتنا ويقوض آمالنا في استقرار نحتاجه لإعادة بناء اقتصادنا الوطني.. ففي لحظات الخطر يعمل العقل بقوة، ويسود الحذر، ويشيع الاستعداد لمواجهة مصادر هذا الخطر، والدفاع عن تماسك الوطن. لكن يجب أن نظل منتبهين دائما لأن الخطر ما زال يحيط بنا كما يقول الرئيس مبارك بنشر الفوضي حولنا وبزرع الانقسامات في محيطنا.. يجب ألا ننسي دوما أننا كلنا مصريون.. هكذا كنا.. وهكذا نعيش حاليا.. وهكذا سنكون مستقبلاً.