استكمالاً لحديثي أمس الأول عن التشغيل والخدمة العامة فإنني أذكر من يقرأ هذه المقالات إلي هؤلاء السادة الذين كانوا يفترشون بمكاتبهم وأدواتهم وخصصت لهم الدوائر الحكومية أمام «مجمع التحرير» بميدان التحرير منذ إنشائه كامتداد للوزارات والهيئات الحكومية عام 1951، أنشأت المصالح الحكومية مكاناً للكتبة والمساعدين للإدارة أمام المجمع، ما يمكن للمواطنين قبل التوجه إلي المكتب الحكومي في المجمع يذهب إلي المكاتب أو ما كان يعرف باسم (العرضحالجي) أمام المجمع في المكان الذي خصص لهم. وليس فقط ذلك (العرضحالجي) هو كاتب للشكاوي كما جاء بالدراما المصرية في السينما، ولكن كان أيضاً هو الفاهم لاحتياجات المواطن وطلباته من جهة الإدارة الحكومية حيث كل واحد مختص بجهة يعمل لاستكمال أوراق للتقدم إليها بطلب من المواطن. وعلي سبيل المثال وليس الحصر كأن يطلب من المواطن إعداد صورة وشهادة من اثنين موظفين بحسن سير وسلوك (مثلاً)!! زمان وأيضاً عدد من الصور الشخصية وأيضاً شهادة الميلاد أو مستخرج لها وصورة منها ثم طلب للحصول علي الخدمة أو علي الوثيقة معتمدة حكومياً. كل هذا كان زمان ومازال حتي اليوم أمام المحاكم في صعيد مصر بل أيضاً في بعض محاكمنا بالقاهرة، يوجد (العرضحالجي) أو الكاتب الجالس أمام المحكمة للمساعدة!! ونحن لا نطالب بعودة (العرضحالجي) بل نطالب بتطبيق ما تقوم به جهات الخدمة المدنية في أوروبا للشعب الطالب للخدمة. حيث بالتليفون يمكن تقديم الخدمة بأن يطلب اعتماداً كذا أو الإعداد لتوثيق كذا!! وبالتالي المكاتب المعتمدة من الحكومة تقوم بأداء هذه الخدمة المدنية، هذا إذا تم سوف يوفر عشرات الآلاف من قوي التشغيل الفردي والجماعي للشباب دون تحميل الدولة أو موازناتها العامة مليماً واحداً!! فقط الثقة من الحكومة في الشباب وأيضاً أخذ الضمانات القانونية اللازمة وإصدار التراخيص الرسمية اللازمة! هذا بجانب إمكانية ضخ قروض لصغار المهندسين والمحامين والصيادلة وخريجي كليات الفنون في افتتاح مكاتب وعيادات صغيرة لهم بالأرياف وبالقري وبالمراكز لتقديم الخدمة في الأماكن التي في أشد الاحتياج للعنصر البشري المؤهل والمتعلم تحت إشراف بعض الكبار من المهن المختلفة لدينا حلول كثيرة لمشاكلنا بس لو فيه نفس!! ممكن كل شيء يبقي جميل جداً!!