** ماذا حدث لمنتخب الفراعنة؟ هل عدنا مرة أخرى إلى "اللوغاريتمات" و"الفصول البايخة" للكرة المصرية؟ نفوز بالصعب خارج البلاد ونسقط ونخسر فى السهل على أرضنا؟.. فجأة وبدون مقدمات، وبعد فوز مستحق على غينيا 3/2 فى كوناكرى فى تصفيات مونديال 2014 بالبرازيل، ينهار منتخبنا على أرضه ويخسر من منتخب أفريقيا الوسطى العادى جدًا بنفس النتيجة التى سبق أن فاز بها قبل أيام قليلة فى غينيا، وليصبح موقفنا فى غاية الصعوبة فى مباراة العودة التى ستقام فى بانجى يوم 30 من يونيه الحالى، وإن كانت كرة القدم لا تعترف بالمستحيل والشاهد على ذلك مباراة غينيا. والهزيمة لها دائمًا مبررات و"شماعات"وحجج بعضها ربما يكون له وجاهته والبعض الآخر من قبيل تحصيل الحاصل كالادعاء بالتعب والإرهاق ومشقة العودة من رحلة غينيا عن طريق المغرب، فضلاً عن تقديم موعد المباراة يومين.. ولكن الشىء المؤكد أنه كانت هناك أخطاء فنية جسيمة لم يتنصل منها على أية حال المدير الفنى الأمريكى بوب برادلى، وأبرز هذه الأخطاء كان فى الجانب الدفاعى، فعن قلبي الدفاع حدث ولا حرج إذ وقعا أكثر من مرة فى أخطاء ساذجة فى التغطية والتمرير ووضح عدم انسجامهما وقلة سرعتهما، فكانت الأهداف الثلاثة من تمريرات طويلة تخترق حاجز الصد الدفاعى السيئ. وعلى جانب آخر وضح جليًا أن هناك حالة عدم انسجام بين لاعبى الوسط والهجوم فضلاً عن قلة التركيز.. كما وضح أيضًا أن هناك "حالة ضيق" عند بعض اللاعبين الجالسين على دكة الاحتياطى، وهو ما انعكس بالسلب على الأداء عند تغيير بعضهم. أما الإرهاق الذى تحدث عنه البعض كسبب حقيقى لتراجع المستوى، فظنى أنه "دليل إدانة" أكثر من كونه "حجة دفاع" منطقية، فلو كان الإجهاد هو السبب فى هذه الحالة المتردية لكثير من اللاعبين، كان من الحكمة أن يريح برادلى عددًا منهم والاستعانة بأصدقاء الدكة الذين نالوا قسطًا وافرًا من الراحة، ووقتها ربما سارت الأمور بشكل أفضل، وهنا لا يمكن لأحد أن يدعى بأن ثبات التشكيل مطلوب، فالرد عندى أن الثبات معناه ثبات قائمة ال18 لاعبًا، وليس الأحد عشر لاعبًا، على اعتبار أن أى لاعب من ال18 قادر على القيام بدوره على الوجه الأكمل، ويفترض أنه جاهز تمامًا وفى أى وقت. وأتصور أنه مطلوب "وقفة جادة" من الجهاز الفنى مع بعض اللاعبين وإجراء تعديلات فى بعض المراكز لاستدراك بعض الأخطاء الواضحة وضوح الشمس، وظنى أن التعويض فى مباراة العودة ليس رهانًا مستحيلاً فالمطلوب هدفان نظيفان للتأهل.. ممكن يا فراعنة تعملوها؟ أيوه ممكن بس المهم أن "تخلص النيات" وأن يخوض اللاعبون المباراة على أنها مباراة الصعود، والتوفيق من عند الله من قبل ومن بعد. وفى المقابل، علينا أن نعترف أيضًا بأن فرص منتخب أفريقيا الوسطى أفضل لأسباب عدة أولها أن المنافس فى حالة معنوية رائعة بعد أن تغلب على منتخبنا فى برج العرب، وثانيها أن هذا المنتخب لم يخسر على أرضه منذ ثلاث سنوات، وثالثها أنه سيلعب على أرضه ووسط جماهيره، وشرف كبير له أن يكرر الفوز على الفراعنة! ** بمناسبة "النيات الحسنة"، هل حقًا من أسباب الهزيمة فى مباراة أفريقيا الوسطى وجود "نيات سيئة" عند بعض اللاعبين الجالسين على الدكة وخاصة اللاعبين الكبار؟! هذا الكلام نطق به أنور صالح المدير التنفيذى لاتحاد الكرة.. تصريح خطير من المسئول الأول عن الكرة المصرية فى الوقت الحالى، ولو كانت "النيات السيئة" لبعض اللاعبين هى السبب فعلاً فى هذا السقوط الذريع، تبقى مصيبة وكارثة!! =*= ** حتى لو كان منتخبنا سبق له الفوز بدون رأس حربة صريح، وحتى إذا كان هذا ما تفعله فرق ومنتخبات كبرى فى العالم، فإن رأس الحربة الصريح هذا لا غنى عنه مطلقًا لما يتمتع به من حس تهديفى عال جدًا.. وأظن أننا شاهدنا ذلك فى كأس الأمم الأوروبية المقامة حاليًا فى بولندا وأوكرانيا، فلقد كان الفارق كبيرًا بين أن يشرك ديل بوسكى المدير الفنى لمنتخب إسبانيا لاعب خط الوسط سيسك فابريجاس كمهاجم، وبين أن يدفع برأس الحربة الصريح فرناندو توريس للقيام بهذا الدور الذى يحفظه عن ظهر قلب.. وهو فارق شاهدنا آثاره فورًا عندما شارك توريس كرأس حربة أساسى. =*= ** وجود أحمد حجازى ومحمود فتح الله فى مركز قلبى الدفاع ليس فى مصلحة المنتخب، فأحدهما يغنى عن الآخر، وخاصة أنهما لا يتمتعان بالسرعة والقوة والجرأة المطلوبة فى مثل هذا المركز.. شفاك الله وعافاك يا وائل جمعة يا صخرة الدفاع التى لم نجد لها بديلاً حتى الآن لا فى المنتخب ولا فى الأهلى!!.