ستظل قضية نبذ التعصب هي الأهم.. ومن الأجدي أن يلتفت إليها المتخصصون وأصحاب الرأي وكل المعنيين بكرة القدم بدلاً من الترويج لكلام فاضي. إذا لم يقل التعصب أو ينقرض، ستتحول الملاعب إلي ساحات للضرب وقلة الأدب.. يساعد علي ذلك أن الصحافة الرياضية تنازلت عن رسالتها، وأصبح الانتماء للأحمر أو للأبيض عبر الفضائيات عيني.. عينك، ولا أحد يدري إلي أين ستمضي سفينة "التحفيل.. والتهبيل" علي مواقع الخراب الاجتماعي. ولعل "الشاطر" من المسئولين.. هو الذي يستطيع أن يقرأ الأحداث.. وأقولها بدون "فذلكة أو فتاكة".. إن ما يسبق مباراة الزمالك والأهلي المقرر لها 30 مارس.. يشير ويؤكد أنها في خطر، وأن تداعياتها ربما تكون مريرة، لأن عمليات الشحن لها تجري بصورة مرعبة، وللأسف الكل يتفرج. لا يمكن.. أن تتحسن حالة الروح الرياضية إلا بزيادة الوعي.. ويبقي السؤال الذي لن يجد إجابة، لأن من لديهم الإجابة هم السبب في المأساة.. والسؤال هو: "أين الإعلام الرياضي.. من رفع معدلات هذا الوعي"؟! كل عام وأنتم بخير. ما يجري من استعدادات لبطولة الأمم الأفريقية لا يدري عنه الكثيرين.. وهذه مسألة خطيرة، لأن التفاعل مع الحدث حتي الآن ضعيف، والسبب هي اللجنة المنظمة التي لابد لها أن تجعل من المواطن العادي مشاركاً في التنظيم، وليس مجرد متلقي ينتظر "معلومة" حتي يشعر أن هناك بطولة كبيرة ستجري علي أرض الكنانة بعد فترة وجيزة. قضية إعلام.. طبعاً.. لكن "تقول لمين"؟ وبدأ معسكر المنتخب الكروي الأول استعداداً لبطولة أفريقيا.. لا تعدو مباراة النيجر الرسمية في ظل جولات التصفيات، وبعدها لقاء نيجيريا الودي أكثر من تجربتين مهمتين في مشوار الإعداد. كان البعض يطالب بأن يتوفر للمنتخب مجموعات من المباريات القوية مع فرق يستفيد منها اللاعبين ضمن برنامج التجهيز، وشاءت الظروف أو الأقدار أن تأتي مباراة النيجر التي لم تقدم أو تؤخر من الناحية الخاصة بالتأهل، ولكنها تهم المنتخب المضيف وهو النيجر أن يترك صورة إيجابية عن نفسه وعن بلده، لذلك سيأخذ الأمر بجدية، وهو ما يفيد أجيري واللاعبين.. ثم اللقاء القوي أصلاً مع نيجيريا خاصة إذا لعب بكل عناصره، وهو غير متوقع، ومع ذلك ستكون التجربة لا بأس بها. إذن الإعداد.. بدأ جيداً، ولن يبقي إلا أن يتوافر للمنتخب مباراة أخري، أو مباراتين علي أقصي تقدير في مايو المقبل. أطيب الأمنيات لرجال المنتخب وجهازهم الفني. أطرف ما قرأت.. أن المنتخب الأوليمبي طار إلي أسبانيا بدون ثلاثة لاعبين لم يحصلوا علي التأشيرة، واللاعبون هم وجيه عبدالحكيم من الإسماعيلي، وإسلام عطية من المصري، وشريف رضا من سموحة. والواقع أن أي بني آدم علي أرض المعمورة سيسأل: "إشمعني". أمر طبيعي أن إداري المنتخب إما أنه لم يقدم أسماء اللاعبين الثلاثة بالاتفاق مع الكابتن شوقي غريب- وهذا مستبعد- أو أنه ذهب بالأسماء متأخراً- وهو أيضاً أمر قد يبدو بعيداً- أو أن شوقي "ملوش" مزاج في الثلاثة خصوصاً أنهم ليسوا من الأهلي أو الزمالك، وهذا طبعاً مستبعد جداً. إذن.. ما هي حكاية التأشيرات؟! أن يفضل إيهاب جلال عدم مصافحة حسام حسن قبل أو بعد مباراة المصري وسموحة، لكي يتحاشي أي رد فعل منه، كما أعلن وصرح، فهذا معناة أنها ليست رياضة ولا كرة قدم.. وأن العملية "ظاطت" ولم يعد هناك روح رياضية.