انطلق الدوري المصري رقم 59 في تاريخه وينقصه أهم عامل من عوامل النجاح التي دائماً ما تكتب للدوريات في العالم النجاح، وهو غياب العنصر رقم 1 وهو الجمهور، فعلي سبيل المثال لا يمكن أن يتواجد ممثلين يقومون بأدوار علي خشبة المسرح بدون مشاهدين، ولا يمكن أن ينجح فيلم في أدوار السينما بدون حضور محبين ومتابعين لأصحاب العمل الفني. سلعة اقتصادية فإن كرة القدم في العالم أجمع تعتمد اعتماداً كلياً علي الجمهور فهو الذي يكون دائماً سبباً في نجاحها وارتفاع سعرها في سوق التسويق وهو الوحيد الذي من الممكن أن يفشل أي مسابقة مهما كانت قوتها من الناحية الفنية للاعبين لأن الكرة أصبحت سلعة في العالم أجمع، وهناك دول كبيرة يقوم اقتصادها بشكل مباشر علي تواجد الجماهير في المدرجات مثل الدوري الإنجليزي والدوري الإسباني والذي يلعب الجمهور دوراً مهماً في نجاحهما وهو ما أدي إلي تسمية البريميرليج إلي دوري كامل العدد بسبب حضور الجماهير جميع المباريات ولا يوجد موضع قدم لشخص واحد. أزمة حقيقية ولازالت عودة الجماهير المصرية للمدرجات الخاوية هي الأزمة الحقيقية التي تلازم الدوري منذ ما يقرب من 4 سنوات تقريباً منذ حادثة الدفاع الجوي التي راح ضحيتها20من جماهير الزمالك علي الرغم من كم الصفقات الجديدة التي أبرمتها الأندية المصرية خلال فترة الانتقالات الصيفية والتي قدرت بالمليارات ومن خلالها تسعي الأندية للفوز بأكبر عائد مادي من اللاعبين الذين تعاقدت معهم ولا يوجد دخل ثابت للأندية من مباريات الدوري العام سوي من الأموال العائدة من اتحاد الكرة الخاصة بالبث التليفزيوني بالإضافة إلي وجود الشركة الراعية لكل ناد. باب الأمل وجاءت مباراة أوغندا الأخيرة لتفتح أبواب الأمل لعودة الجماهير مرة أخري لتزيين المدرجات وعاد الشكل الجمالي لمباراة كرة قدم حقيقية تجمع جميع عناصر اللعبة فلا يمكن أن يكون هناك عنصر ناقص قد يجعل المباراة بلا طعم ولا رائحة ولا لون، فلم يكن المكسب الذي حققه منتخب مصر بفوزه علي المنتخب الأوغندي بهدف محمد صلاح واقتراب المنتخب من حلم التأهل لكأس العالم هو المكسب الوحيد بل إن عودة الجماهير بهذا الشكل والمنظر الحضاري يعتبر من أهم المكاسب الحقيقية من هذه المباراة لأنه أعاد مشهد ستاد القاهرة في 2006 في بطولة الأمم الإفريقية. مجهود كبير ومنذ أن شاهد خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة الذي حضر المباراة في مدرجات برج العرب ورأي الجماهير وهي تهتف باسم مصر أثناء وقبل وبعد المباراة وهو يعمل جاهداً من أجل عودة الجماهير تدريجياً في الدوري المصري هذا الموسم خاصة أن هناك ستادات في مصر لديها مقومات الأمن والأمان بالنسبة للجماهير المصرية والتي تم تحديدها وهي ستادات برج العرب والسلام والجيش بالسويس وبتروسبورت والإسكندرية. مخاوف الأولتراس ولا يوجد سوي مجموعات الأولتراس التي يتخوف منها مسئولي الرياضة والأندية في مصر والخوف ليس سوي علي هؤلاء الشباب الذين يجرفهم الحماس الزائد في إبراز العصبية خلال المباريات التي كانت سبباً في وقوع حادثتي بورسعيد الدفاع الجوي بالإضافة إلي اختراق هذه المجموعات من العناصر الإرهابية التي تسعي لزعزعة استقرار مصر من خلال تواجد عناصر مندسة داخل الجماهير تعمل علي إشعال الفتن بين الجماهير وبعضها البعض. حضور متفاوت ورغم الحذر المفروض علي تواجد الجماهير في مباريات الدوري هذا الموسم إلا أن اتحاد الكرة أصدر قرار في بداية الموسم بحضور 2000 شخص من جماهير الناديين في المباريات وهو ما وضح في عدد من مباريات الأسبوع الأول بحضور عدد كبير من جماهير طنطا في مباراة النصر التي انتهت بالتعادل بدون أهداف بالإضافة إلي مباراة الاتحاد السكندري والإسماعيلي التي انتهت بفوز الإسماعيلي بأربعة أهداف مقابل هدفين. وعلي النقيض لم تحضر الجماهير في عدد كبير من المباريات مثل مباراة المصري ووادي دجلة، ومباراة الداخلية وبتروجت والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق. السؤال الأبرز فإلي متي ستظل هذه المدرجات خاوية ونحن علي مقربة من التأهل لكأس العالم وتحقيق حلم طال انتظاره ظل قرابة ال28 عاماً منذ آخر مرة صعد فيها المنتخب إلي كأس العالم في إيطاليا 1990؟