الغضب وكظم الغيظ.. والانفجار وشرب مياه لإطفاء النار.. والانتقادات الملتهبة والدعم ومنح الثقة.. كان هذا هو حال هاني أبوريدة رئيس اتحاد كرة القدم قبل وبعد مباراة أوغندا في كمبالا وقبل مباراة برج العرب. فضل أبوريدة أن يصاحب المنتخب بنفسه إلي أوغندا، برغم نزلة البرد التي أصابته قبيل السفر ب36 ساعة، ورغم وجود كرم كردي رئيساً للبعثة، إلا أنه فضل أن يكون في قلب الحدث، وفضل أن يكون جالساً في مدرجات ستاد مانديلا بجوار الجماهير، عن الجلوس مع أسرته في القاهرة للاستمتاع بالعيد، بسبب قلقه علي حلم التأهل لمونديال روسيا 2018 الذي يحلم به 100 مليون مصري خاصة أنها غابت من 27 عاماً. وما أن انطلقت صافرة الحكم الموريتاني بوشعيب لمغريفي لبداية المباراة في كمبالا وأبوريدة انقلبت تقاطيع وجهه 180 درجة بسبب صدمته في أداء غالبية لاعبي المنتخب، وظل يعلق طوال المباراة لتقييم أداء كل لاعب، وأداء المنتخب خاصة في الكم الرهيب من التمريرات الخاطئة، والبطء في التحرك، والرقابة المهتزة للمنافس، والاستغلال السيئ للفرص أمام مرمي المنافس. أبوريدة ظل علي مقعده في المدرجات عقب نهاية المباراة لم يتحرك من مقعده لمدة تتراوح بين 5-7 دقائق لا يصدق خسارة مباراة أوغندا التي كنا نخطط لجمع نقاطها لنكون في راحة ببرج العرب، وبين الفندق والمطار شن أبوريدة هجوماً شديداً علي اللاعبين، ورفض أن يلقي أحد بخسارة مباراة كمبالا علي مشكلة سوء أرضية الملعب مؤكداً أن كل هؤلاء اللاعبين كانوا يلعبون علي الأسفلت أو في الجرن، والمنافس أجاد علي هذا الملعب، ولا يقول لي أحد لأن هذا ملعبه ومتعود عليه! وأعرب أبوريدة عن اندهاشه من شكل المنتخب وأداء اللاعبين، مؤكداً أن الأرجنتيني هكتور كوبر شرح أداء المنتخب الأوغندي أكثر من عشر مرات، وكيفية لعب منتخب الأوناش، لدرجة أنني حفظت اللعب وبالفعل مباراة كمبالا لم تخرج عن طبيعة الشرح الذي قام به كوبر بل إن الهدف جاء من جملة شرحها وحذر منها الخواجة كثيراً. نغمة نشاز! كما رفض أبوريدة تحميل كوبر مسئولية الخسارة بأن أداؤه دفاعي، وقال أبوريدة بصراحة هذه نغمة نشاز، فقبل ما يتكلم هؤلاء يشاهدوا المنتخب ويقفوا ليعرفوا أنه كان يلعب بكم مهاجمين عمرو جمال وعبدالله السعيد وصالح جمعة ومحمد صلاح ورمضان صبحي، وكل هؤلاء مهاجمين وفي النهاية يقولوا كوبر بيلعب دفاع! كما رفض أبوريدة نغمة أن يكون الحكم قد تحامل علي المنتخب المصري، مؤكداً أن الحكم كان جيداً بل وكان خائفاً بعد كم الانتقادات الرهيبة ضده عقب إدارته مباراة الأهلي والفيصلي في الدور قبل النهائي في البطولة العربية، وفعلاً إدارة مباراة أوغندا و مصر بحياد ولم ترهبه الجماهير الأوغندية لكن المنتخب لم يقدم شيئاً. نبرة إيجابية مبكرة أبوريدة الغاضب بشدة وفور الوصول إلي مطار برج العرب فجراً وقبل صلاة عيد الأضحي تغير 180 درجة، وقرر فتح صفحة جديدة مع اللاعبين، علي اعتبار أنه كبير العائلة واتجه للم الشمل، ودعم اللاعبين الذين تركوا عائلاتهم في هذه الأيام، واستخدم نبرة إيجابية مختلفة تماماً حيث أكد رئيس الاتحاد أن الأمل لايزال قائماً وبقوة في التأهل بشرط الفوز ولا شيء إلا الفوز، فإن كرة القدة لا تعترف إلا بالنتائج. قال أبوريدة: اتحاد الكرة ليس لديه أية بدائل غير تقديم الدعم والمساندة والمساعدة للمنتخب الوطني، خاصة أن الوقت ليس في صالحنا، مؤكداً أن الأمل لايزال ممكناً والحلم لايزال قائماً، لكننا دخلنا في حسابات أخري تجبرنا علي انتظار نتائج الآخرين. نصف المشوار الصعب أضاف أبوريدة أن المنتخب خاض النصف الأول من المشوار الصعب وحقق خلاله فوزين مستحقين علي الكونغو خارج أرضه وغانا علي أرضه، وتلقي خسارة خارج أرضه أمام أوغندا، مشيراً أن أمامنا النصف الثاني من المشوار بتسع نقاط. وقال أبوريدة إنه يعي تماماً تقلبات كرة القدم، ولكنه في الوقت نفسه يثق ثقة كبيرة في لاعبي مصر وجهازهم الفني لتجاوز هذا التحدي بنجاح، باعتبارهم المجموعة نفسها التي قبلت تحديات سابقة وحققت خلالها نجاحات كبيرة، وفي مقدمتها التأهل إلي نهائيات الأمم الإفريقية والوصول إلي مباراتها النهائية في معركة كروية أشبه بالملحمة التي لن تنساها جماهير الكرة المصرية.