جمال الزهيري هل هذا الاداء الذي قدمه المنتخب المصري لكرة القدم امام منتخب موزمبيق العالمي يستحق كل هذه النفقات المالية والاعداد الخارجي والمباريات التجريبية الكثيرة التي لعبها المنتخب في عدة دول؟! اعتقد ان الاجابة بالنفي الشديد .. فلم نشاهد منتخبا مبشرا للاسف الشديد وارجو ان يعذرني القارئ لهذا التشاؤم المبرر .. وباستثناء جرأة برادلي الذي اعرف ان الظروف ليست في صالحه تماما في الدفع ببعض الوجوه الجديدة مثل محمد النني ومحمد صلاح واحمد تمساح وأحمد حجازي لتشكيل المنتخب وكذلك الفوز بالنقاط الثلاثة بهدفين »بركة« جدا فانني لم الحظ اي ملامح ايجابية ملموسة تساوي ما ينفق علي منتخبنا . وكم اتمني ان اكون مخطئا في وجهة نظري تجاه العرض الباهت الذي لعبه المنتخب وان يتغير هذا الشكل ان عاجلا او آجلا لاننا مش ناقصين احباطات واعترف طبعا بالصعوبات الكثيرة التي تواجه المنتخب ولكن!. ولدي سؤال برئ بجد: الم يكن منتخبنا قادرا علي تحقيق نفس النتيجة باي مدرب او اعذروني بدون مدرب اصلا. اريد اجابة الله يخليكم! يسقط الجميع ..!! عندما تلقي باذنيك لمن يتحدثون ويصرخون في كل مكان ستصل لنتيجة واحدة فقط مؤداها: يسقط الجميع والكل كليلة!! قد يكون طبيعيا ان تستنكر علي الفور كل ماتسمعه اذناك وانا مثلك ولكني فجأة اتذكر ما عانيته مثل ملايين المصريين من غرائب وعجائب وكوارث لم تكن لتحدث الا في مصر خلال السنوات الماضية في ظل تنامي الافكار المجنونة لتوريث مصر وكأنها عزبة يديرها مجموعة من الاقارب واصحاب المصالح .. اتذكر ما قاد المصريين الي مرحلة صعبة من مراحل عدم القدرة علي تصديق اي شئ يحدث حولهم. انها مشاعر حقيقية لافراد شعب لم يعد قادرا علي منح الثقة لاحد بالبساطة التي يفترض ان تكون متوافرة دون جهد كبير او مشكلة. انها تراكمية غريبة لمشاعر المصريين الذين كانوا يستمعون بمنتهي البراءة للوعود والمشاريع والخطط الخمسية وفي النهاية كانوا يزدادون حاجة وفقرا وحيرة. ولاشك ان هذا الشعب الصبور يحتاج الي سنين حتي يتخلص من هذه المشاعر السلبية وحتي يتمكن من اتخاذ قرار بمنح الثقة لمن يحادثه ببساطة اصبحت غير موجودة للاسف الشديد. لهذا كله فعندما تتاح لك الظروف لتسأل احدا : مارأيك في فلان او في علان تجده يجيبك بلا تردد: يسقط هذا ويسقط ذاك .. واريحك ياسيدي يسقط الجميع .. والكل كليلة ... هكذا يقولون!! عايز راجل جدع .. يجاوب! السؤال الصعب الذي لايستطيع احد ان يجيبك عليه بصراحة مطلقة ووضوح هو: هل سيقام الدوري القادم .. ومتي ؟! المتشائمون وهم كثر هذه الايام يراهنون علي ان احدا لايستطيع تقديم اجابة قاطعة وكيف يفعلون وقد حدثت كل المفاجآت خلال الاشهر الماضية .. فقد اكتمل اصعب دوري في سنة الثورة الخالدة الرائعة وكان كل شئ ينبئ وقتها بانه من المستحيل استمراره في ظل حالة اللخبطة والانفلات الامني الفظيع .. بينما لم يتوقع اكثر المتشائمين ان يتم الغاء الموسم الجديد الذي تلاه بعد ان اصبحت الامور اكثر هدوءا علي الاقل ظاهريا فالغيت المسابقة بعد افظع المذابح التي شهدتها الملاعب المصرية علي مدار التاريخ منذ ان عرف المصريون معني كلمة كرة القدم. نايل سبورت .. »هابي نيو يير« قبل ان تنتشر القنوات الرياضية كالنار في الهشيم وقبل ان تملأ سماوات الاعلام المصري .. ولدت قناة النيل للرياضة (واسمها نايل سبورت) حاليا .. وتعاقب علي قيادتها نخبة من الزملاء المحترمين بداية من حسام الدين فرحات ثم عبد الفتاح حسن ثم مصطفي حسين واخيرا احمد شكري .. وقدمت القناة اعلاما علي مدار عمرها يمتاز بالهدوء والموضوعية دون ميل للاثارة المرفوضة رافضة مجاراة منافساتها من القنوات التي ظهرت بعدها ومعتمدة علي اموال رجل اعمال يسعي للاستثمار في هذا المجال وظهر من خلالها نجوم كثيرون ونجمات كثيرات. وباعتباري واحدا ممن عاصروا نمو هذه القناة من اول لحظة وحتي اليوم فانني كنت واحدا ممن لايستطيعون ابدا ان يقولوا »لا« لاي دعوة تصلني للمشاركة وبالمجان في اي من برامجها الا فيما ندر اذا منعتني ظروف خاصة من تلبية الدعوة لاحساسي بانها قناة ملك المصريين وانا منهم وغير هادفة للربح »وخلاص«.تحية من القلب لكل رجالات وسيدات وآنسات القناة المحترمة.. وكل سنة وانتي طيبة ياقناة النايل سبورت«.