ذلم تقتصر التغطية الإعلامية لأحداث مجزرة إستاد بورسعيد علي شاشات التليفزيون، إنما امتدت إلي صفحات موقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك« الذي تسابق أعضاؤه علي نشر مجموعة من الصور واللقطات التليفزيونية المتعلقة بأعمال الشغب والتي تسببت في وفاة اكثر من 70 شخصا وإصابة ما يزيد من الألف شخص، وهناك من وضع صورا للضحايا الذين ماتوا غدراً وليس لهم أي ذنب، فقط كانوا مشجعين لكرة القدم. مع الساعات الأولي التي شهدت ارتفاع أعداد القتلي إلي العشرات في لحظات سريعة، كانت الصفحة الرسمية »لألتراس أهلوي« هي أحد المصادر الأساسية لمعرفة أعداد الضحايا وهويتهم، والرد علي شائعات وفاة أشخاص من الرابطة لطمأنة أسرهم، تم تحديد الأعضاء الذين لقوا حتفهم، وموعد وصول قطار جماهير الأهلي إلي محطة مصر مع مطالبة الجميع بالتوجه إلي المحطة لاستقبال المصابين والهتاف بضرورة سرعة كشف الحقائق. هناك من وضع صورا للمقارنة بين كيفية تعامل الأمن لتأمين لاعبي وجماهير الأهلي في إستاد غزل المحلة، ووقتها نزلت الجماهير إلي أرض الملعب بعد إلغاء اللقاء غضبا من قرارات الحكم لكن الأمن حال دون وقوع إصابات، وبين التعامل الضعيف للأمن في لقاء المصري الذي شهد عمليات قتل متعمدة. وحرصت الصفحات الخاصة بالروابط الجماهيرية في مختلف المحافظات علي الاعلان عن موعد صلاة الجنازة ومكانها لكل »شهيد« ينتمي لتلك المحافظة، وحدث هذا في المحلة والمنصورة والاسكندرية والإسماعيلية، وكانت هناك دعوات إيجابية للتبرع بالدم في حملات مكثفة لعلاج المصابين الذي تخطي عددهم الألف شخصا، وكنوع من التضامن مع الأهلي وجماهيره أعلن الجميع الحداد ووضعوا الشارات السوداء حزنا علي كارثة بورسعيد. وحدث نوعا من الحرب الألكترونية من جماهير الأهلي علي كل المواقع التابعة للنادي المصري ومحافظة بورسعيد كنوع من الانتقام، حيث تم اختراق الموقع الرسمي للنادي المصري وأصبحت صفحته الرئيسية عبارة عن رسالة تهديد من جماهير الأهلي بأنهم لن يتركوا دماء زملائهم تضيع هباءا، ولم يجد شباب بورسعيد طريقة إلا توجية رسالة عزاء إلي الأهلوية والتأكيد بأنهم ليسوا بلطجية وأن ما حدث مؤامرة مدمرة ضد مصر. لم يجد شباب بورسعيدمدافعين عنهم في وسائل الإعلام ولجأوا إلي المواقع الإلكترونية لنشر لقطت مصورة تتضمن شهود عيان خاصة أنهم كانوا متواجدين في استاد بورسعيد وقت الحادث، ولهم ملاحظات حول أحداث مريبة وقعت أمام أعينهم وسط تخاذل أمني لم يتعامل بإيجابية مع البلاغات المقدمة له قبل المباراة وأثناء استراحة ما بين الشوطين، وبالتالي وقعت المجزرة.