مثل هذا اليوم من عام واحد فقط .. استيقظ المصريون من نومهم علي ثورة تعد الأعظم والأقوي والأهم عبر تاريخ مصر الضارب في القدم .. كان الكيل قد طفح بالفعل لدي اغلب ان لم يكن كل القطاعات والفئات في هذا المجتمع الانساني الذي كان ولايزال يضرب به المثل في القدرة علي التحمل والقدرة علي العيش في اضيق الحدود وبأقل الدخول .. مجتمع يتحمل أعضاؤه الظلم والقهر كما لايتحمله احد في شتي أرجاء الارض .. وظن حكام مصر انذاك ان الشعب لايشعر بما يحدث له وبلغ التفاؤل الغبي ببعض افراد السلطة الحاكمة الظالمة المفترية ان هذا الشعب حتي إذا شعر أو أحس بما يحدث له فانه لن يجرؤ علي رفع رايات الاعتراض علي كل صنوف الظلم الذي لايرضاه أبداً انسان لديه أبسط قدر من الانسانية والإحساس والشعور .. وفي الوقت الذي بلغ فيه الظلم مداه كان شباب هذه الأمة قد اتخذ قراره بتحطيم القيود والثورة علي الظلم والاستعباد وبالاستهبالب الذي كان سائدا في عصر ما قبل الثورة النظيفة التي استخدمت كاحسن ما يكون احدث المخترعات الانسانية وهي الانترنت والفيسبوك وشبكات التواصل الاجتماعي في تحديد ساعة الصفر والتجمع من شتي ارجاء مصر المحروسة للالتقاء في هذا الميدان الذي دخل التاريخ من أوسع ابوابه.. ميدان التحرير... الذي اصبح اسما علي مسمي.. وقدموا للعالم كله أروع التجارب الانسانية للتعبير عن الظلم والرغبة في التحرر من قيوده.. في البداية كانت الطلبات محددة ولكن أيدي الباطشين قابلت هذه الطلبات بعنف مستغرب وكأن هذه الطلبات ليست من حق ادولب وكان رد فعل النظام السابق تجاه هذه المطالبات هو الاستغراب والدهشة والاستخفاف وزيادة التعنت.. وهو ما رفع سقف المطالب لدي هؤلاء الشباب ومن نزل معهم للميدان من القدامي والشباب الأكبر منهم سنا.. وأصبح الجميع يهتفون بصوت واحد : يسقط الظلم والاستعباد.. ويسقط النظام كله وأركان النظام من الرئيس المخلوع وحتي الغفير. انه يوم تاريخي انطلقت فيه شرارة الثورة وزادت اشتعالا والتهابا حتي توجت بالمطالبة برحيل رأس النظام وبعد العديد من محاولات القفز علي هذا المطلب كانت النهاية السعيدة بلسان الرجل الثاني عمر سليمان الذي كان قد تم تعيينه نائبا للرئيس عندما أعلن قرار تنحي الرئيس السابق عن موقعه الذي جلس فيه لثلاثين عاما كاملة.وكما كانت الملائكة تحارب مع ابطالنا البواسل في حرب 1973 كانت هذه الثورة محروسة من رب العالمين وجنود ارسلتهم السماء لمؤازرة هذا الشعب الجميل الطيب الصبور جدا فكان النصر في الحادي عشر من فبراير الماضي .. يوم خطاب التنحي الشهير. بكرة .. ان شاء الله .. خمسة وعشرون .. من شهر يناير الخالد .. بعد عام واحد من اندلاع هذه الثورة الرائعة.. نرجوه احتفالية حقيقية بأعظم الثورات في التاريخ ولانريده مرتعا للعابثين بأمن مصر وأمانها واستقرارها.. نريده يوما خالدا نرفع فيه رؤوسنا محتفلين بذكري اجمل يوم في التاريخ.. وعلي المخربين والعابثين والمتاجرين والمنافقين أن يمتنعوا عن الظهور في الصورة الملحمية الرائعة.