فاز الأهلي بالدوري.. ولم تكن نتيجة مباراته مع الزمالك مؤثرة في استعادة المارد الأحمر للقب.. ولكن تبقي القمة بطولة خاصة.. لا علاقة لها بترتيب الفريقين في جدول المسابقة. إذن جماهير الأهلي والزمالك قد تهتم بفوز فريقها قبل الحرص علي لقب.. وهذه مسألة تبدو منطقية في نظر البعض خاصة ممن ترتفع لديهم معدلات التعصب. لا أدري.. كيف انتهت المباراة.. وبأي نتيجة.. حيث اكتب هذه السطور قبل بدايتها بساعات.. ولكن مبدئياً كان الأهلي في حاجة لأن يفوت علي منافسه أية فرصة لتعكير فرحة فوزه بالبطولة.. وكان الزمالك في أشد الحاجة لأن يضرب كرسي في كلوب فرح الأهلي.. وكلاهما رغباته مشروعة. مبروك لمن حقق هدفه.. وكم أتمني أن تكون المباراة قد مرت علي خير، لأن الأجواء التي سبقتها لم تكن علي خير مايرام. كل سنة وأنتم طيبون.. رمضان وعيد الفطر المبارك.. وبطولة الدوري. سيبدأ الصراع يلتهب علي كأس مصر.. وسترتفع نغمة الحماس.. والمتوقع أن تلتهب الأعصاب.. وبالطبع تزيد السخونة كلما اقتربت البطولة من نهايتها. تماماً.. مثل الدوري.. ظلت الحالة الدرامية تتصاعد إلي أن وصلت إلي الذروة في النهاية بأحداث مثيرة أكثر من المباراة.. أسوأها في لقاء المحلة والمصري التي خرج فيها حسام حسن ومجموعة من لاعبيه عن النص لمجرد أن المركز الثالث طار منهم. حسام ولاعبو المصري أخطأوا.. وشاهد الكثيرون حجم الأخطاء ومع ذلك قرأت أن اتحاد الكرة لن يتحرك لاتخاذ قرارات صارمة إلا إذا قدم المحلة شكوي رسمية. ما شاء الله.. وإذا لم يشتك المحلة.. هل ستمر المأساة مرور الكرام!! مسألة اتهام الحكام بالرشاوي.. أو التصدي لمسيرة فريق دون آخر.. أو أي شيء من هذا القبيل، لن يمكن إيقافها إلا إذا كان اتحاد الكرة قوياً، وقادراً علي حماية لجنة الحكام. .. بدون اتحاد قوي.. انسوا. وعليه.. وأمام تعرض الحكام للهجمات الشرسة من كل الأندية.. ولا استثناء.. فإن الأمر يحتاج إلي شجاعة.. وإلي رجالة يقدرون علي مواجهة أزمة التحكيم الخطيرة التي بدون علاجها ستظل جميع المسابقات المحلية علي فوهة البركان. كلهم مجرمون.. في حق التحكيم.. والحكام أيضاً مجرمون علي الأقل في حق أنفسهم. أطرف ما قرأت.. أن جمال الغندور رئيس لجنة الحكام خطط لأن »يخبي» علي طاقم الحكام النرويجي أن قمة الأهلي والزمالك ستقام في السويس وليس القاهرة، حتي لا يعتذر أفراد الطاقم. إذا كان هذا الكلام قد صدر فعلاً عن الغندور تبقي مصيبة.. لأن هؤلاء الأجانب لا يعرفون »اللوع».. أو الكذب.. كما أن قاموسهم ليس به كلمة »أونطة»! وعليه.. استبعد أن يكون الغندور »ورط نفسه» بمثل تلك العبارات. للمرة المليون.. طالما أن مباراة القمة حائرة.. وضايعة ومصيرها مجهول دائماً منذ 25 يناير 2011.. فهذا لا يحتاج إلي »فتاكة» أو »فذلكة» للوصول إلي الحقيقة التي تقول إن الحالة الرياضية في مصر تعاني من أزمة خطيرة.. وأن »البعبع» الذي يتصدرها مازالت له كلمة.. وأن مواجهة خطيرة لم تبدأ بعد لأسباب لا أحد يعرفها أو علي الأقل.. لا أعرفها أنا شخصياً. كيف يتحدد ملعب مباراة حتي ولو كانت »مرعبة» قبل يوم واحد من إقامتها؟ الكلام كتير.. و»بالهبل» عن أهمية وضرورة عودة الجماهير للمدرجات ابتداء من الموسم القادم.. والتصريحات جميلة و»زي الفل» حول الإجراءات التي يجري الإعداد لها.. لاتخاذها.. ولكن المتابع للأحداث يلمس أن »البهوات» الذين يتكلمون ليس لهم دور في العملية.. وأن الذين يجب أن يوضحوا للرأي العام.. لا يتكلمون.. يعني باختصار محدش عارف دوره. عموماً.. طولة البال.. تجعل الممكن محال.. أحياناً! بمناسبة القمة.. عيب جداً علي بعض قدامي لاعبي الأهلي والزمالك أن يعمدوا إلي كسب مزيد من الجماهيرية، أو العودة إلي الأضواء التي توارت عنهم بالدخول من بوابة القرع والنفاق والتمسح في هذا النادي أو ذاك.. والمصيبة أن بعضهم ليسوا من أبناء الناديين الأصليين.. وهؤلاء تمسحهم أكثر وأكبر. نفس الشيء لمن يطلقون علي أنفسهم فنانين.. وهم »مهرجين» يستغلوا القمة ليذكروا الشارع بهم.. أو ليثيروا جدلاً حول حضراتهم.. مسخرة.