ليس من قبيل التشاؤم.. ولكن كما يقول المثل الشعبي: »كن حريصاً من صاحبك ولا تخونه« إذاً الحرص واجب. الحرص هنا فى عملية بيع حقوق بث الدورى الجديد التى سيتم غداً إعلان تفاصيل العقد الذى تم الاتفاق عليه بين إحدى شركات الإعلان التى تمتلك الحقوق الإعلانية لقناتى Ten والحياة مع شركة برزينتشن للتسويق الرياضى التى حصلت على حقوق رعاية معظم أندية الدورى منذ الموسم المنتهى. كانت هناك سابقة فى الموسمين الماضى والذى سبقه أسقطت الأندية ضحية لشراك القنوات الفضائية وضاعت عليها مستحقات بالملايين أصبحت فى عداد الديون المعدومة.
ربما كان هذا الحذر هو ما جعل هناك إصراراً من جانب شركة برزينتشن ومعها لجنة الأندية برئاسة مرتضى منصور على أن يكون الحاضر والضامن لهذا التعاقد رجل الأعمال المعروف نجيب ساويرس لأنه هو الذى أنهى الكثير من الأزمات المالية التى كان رجل الإعلان إيهاب طلعت قد وقع فيها على مدى سنوات ماضية، واضطرته إلى أن يقيم خارج مصر لفترة طويلة ثم عاد بعد تسوية معظمها. إذاً أصبحت عملية الوفاء بالتزامات الأندية فى الموسم المقبل مرهونة باسم وسمعة رجل الأعمال المعروف نجيب ساويرس، والقناتان اللتين يسيطر عليهما ستنقلان مباريات الدورى بالإضافة إلى قناة النيل للرياضة التى تفرض قوانين الدولة أن تذيع المباريات على الفضائى والأرضى.
ومن جوانب الحذر أيضاً التى يجب أن تتم مراعاتها فى هذه الفترة الحساسة أن تبِقى توجهات وانتماءات نجيب ساويرس السياسية باعتباره الأب الروحى لحزب المصريين الأحرار الذى يخوض انتخابات البرلمان هذه الأيام وستتوالى مراحلها بعد انطلاق الدورى المقرر 21 أكتوبر المقبل، فلابد من فصل النشاط الرياضى الرسمى عن الدعاية الحزبية والتوجهات السياسية حتى لا تروح الكرة ضحية هذه الصراعات والانتخابات الحامية . يكفينا ما نعانيه منذ أن تسمم جسد الرياضة المصرية بفيروس الألتراس وتم استخدام بعض هذه المجموعات فى أغراض سياسية وتدميرية بالانتماء لجماعة الإخوان أو لتيارات أخرى شاركت فى مؤامرة الربيع العبرى.
الضمانات المالية لرجل الأعمال الكبير والشهير وحدها لا تكفى بل يجب أن تكون هناك ضمانات بضرورة حماية الكرة المصرية من تلونات السياسة وأشرارها وتياراتها. نتمنى أن نتفادى فى الموسم المقبل مشاكل 4 سنوات من الانتكاسات الدموية فقدنا فيها أرواح وأموال ومكانة رياضية وتاريخية، وتلوثت فيها سمعة شبابنا وأنديتنا ومنتخباتنا. الحذر.. الحذر.. الحذر!