الحمد لله أن الموسم الكروي الجديد قد بدأ في أغلب الدول التي تلعب كرة قدم محترمة وقوية ومثيرة ومثيرة وتبعث علي السعادة والمتعة، وحاليا أتابع بصعوبة.. نظراً لتداخل المباريات وكثرتها.. مباريات الدوري في إسبانيا وانجلترا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، وحتي في روسيا والبرتغال وسويسرا، وبعيداً عن الصفات الرائعة التي وصفت بها كرة القدم في بطولات الدوري بهذه الدول - وكذلك في البرازيل والأرجنتين والولايات المتحدة - فإنك تشعر منذ الأسابيع الأولي لانطلاق الدوري وكأن الأندية وصلت إلي الأسابيع الحاسمة التي ستحدد البطل والهابطين، فالمنافسة مشتعلة منذ البداية، والرغبة في الفوز قوية لدي لاعبي كل الأندية، ولا فرق بين الأندية القوية الشهيرة وغيرها من الأندية.. والجماهير تملأ الملاعب تستمتع وتشجع فرقها وتغني لها، ولافرق في ذلك بين فريق فائز أو فريق خاسر، بل إن هناك فرقا تخسر بنتائج كبيرة، ومع ذلك تجد جماهيرها تغني لها وتصفق للاعبين في نهاية المباراة والذين يبادلونها التحية.. وكل اللاعبين - سواء في الأندية الفائزة أو الخاسرة - يدركون جيدا أن واجبهم - حتي قبل الفوز وإحراز البطولات.. هو إسعاد وإمتاع الجماهير، ولذلك تجدهم يلعبون وهم سعداء ولا يؤثر في تلك السعادة الجدية التي يلعبون بها.. وفي نهاية المباريات تجد اللاعبين وهم يتصافحون مع لاعبي الفرق المنافسة، ويصافحون فائزون أو خاسرون - الحكام ومساعديهم.. أما المديرون الفنيون فهم مثال للشياكة والأناقة والالتزام، وحتي إذا أحتج أحدهم علي قرار للحكم، فإن ذلك يتم بصورة محترمة، ويحرصون أيضا علي التصافح في نهاية المباريات.. ولايمتنع لاعبو ومدربو الأندية الخاسرة عن اللقاءات الإذاعية والتليفزيونية والتي تجري بعد انتهاء المباريات.. فأين كل ذلك مما يحدث عندنا؟.. ونسيت أن أذكر لكم إنه إذا حدث وأحتج لاعب علي الحكم - حتي لو كان مطروداً - فإنه يحدث أيضا بأدب واحترام. أما رؤساء الأندية، ففي كل مباراة يجلس رئيسا الناديين المتباريين متجاورين في أناقة وشياكة، ويتبادلان الحوارات الباسمة.. ولايمكن أن نري رئيس أي ناد يجلس متحفزاً أو »يتنطط» علي مقعده يشتم ويسب لاعبي ناديه ولاعبي النادي المنافس بأقذر الألفاظ التي تمس الأم والأب، ولايشتبك مع الجماهير.. وخارج الملعب لانجد أي رئيس ناد يجعل أغلب يومه لسب رؤساء الأندية الأخري ولاعبيها بالأم والأب، وكذلك مسئولو الأندية ويعايرهم بعمل آبائهم مع أن أغلبهم من عائلات أصيلة، ومع أن الجميع يعرفونه فإنه لايتورع عن الإساءة لآباء وأمهات الآخرين.. وليس هناك رئيس ناد يعتمد في عمله علي البلطجة وإساءة الأدب والفتونة.. ولا عزاء للأدب والأخلاق والاحترام!