احد تدريبات الأهلى فى العاصمة الجزائرية قبل المباراة لم تكن رحلة الأهلي الي الجزائر الأسبوع الماضي لخوض مباراة المولوديه ضمن منافسات الجولة الرابعة للمجموعة الثانية لبطولة دوري رابطة الأبطال الافريقية لدور الثمانية »عادية« بل كانت رحلة شاقة للغاية بعد ان حولها حالة الخوف والذعر بين اللاعبين وأفراد الجهاز الفني بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه عقب انتهاء المباراة بالتعادل السلبي من رحلة الضحك والمرح خلال السفر من مطار القاهرة عصر الجمعة 62 اغسطس الماضي الي رحلة الصمت الرهيب صباح الاثنين 92 اغسطس من مطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية. كل مؤشرات الرحلة الجزائرية كانت تؤدي الي ان الأهلي سيفوز علي محازي الجزائر وسط جماهيرهم لأن المولوديه لم يظهر بالمستوي المطلوب ضمن منافسات دور الثمانية وتجمد رصيده عند نقطة واحدة حققها بالتعادل مع الترجي التونسيبالجزائر في افتتاح منافسات هذه الدورة وكانت حالة الضحك والمرح التي ظهر عليها اللاعبين في الطائرة وفور الوصول الي الجزائر والتوجه لفندق الاقامة القريب من استاد 5 يوليو تؤكد ان لاعبي الأهلي لديهم ثقة وقناعة كبيرة في الفوز والعودة بالثلاث نقاط، وحتي في اليوم التالي مباشرة للوصول وليلة المباراة كان اللاعبين يهنئون انفسهم باحتلال قمة المجموعة بعد تعادل فريقي الوداد البيضاوي والترجي التونسي ضمن منافسات نفس المرحلة، وهو ما يعني ان فوز الأهلي علي المولوديه يجعله يتربع علي قمة المجموعة بجدارة. خالد مرتجي عضو مجلس الادارة ورئيس البعثة والذي كان يتابع لحظة بلحظة نتيجة مباراة الوداد والترجي مع البعثة الاعلامية »جري« علي مانويل جوزيه الذي كان يلقي المحاضرة الأخيرة علي اللاعبين داخل الفندق وهنأه بالتعادل الذي تحقق ليفتح الطريق امام لاعبي الأهلي لاحتلال القمة بدون منافس. كل هذه العوامل.. الضحك والهزار والثقة والفرفشة بين اللاعبين تحولت الي حالة صمت رهيبة فور بداية المباراة والهجوم الشرس الذي شنه لاعبو المولوديه علي مرمي المتألق احمد عادل عبدالمنعم حارس الفريق الذي انقذ الأهلي من الهزيمة بهدف محقق وقتها.. وهي المباراة التي كشفت عن عيوب واخطاء جسيمة للغاية من لاعبي الأهلي الذين لم يقدروا علي السيطرة الفعالة خلال احداث الشوطين وظهروا »عواجيز« للغاية امام فريق نفتقد عنصر الخبرة لتخليص المباراة، وهو الأمر الذي اعترف به المدير الفني للأهلي خلال المؤتمر الصحفي للمباراة. جوزيه اعلنها صراحة ان لاعبي الأهلي ليسوا في حالاتهم وان فريق المولوديه كان ندا قويا لفريقه خلال المباراة وان النتيجة العادلة هي التعادل وبالتالي فانه لا مجال للحديث عن ضياع الفرص لان الاهلي سنحت له فرصتين حقيقتين لعماد متعب ومحمد شوقي ولكن لاعبي الفريق »صعبوا« الأمور علي أنفسهم كثيرا قبل مباراة الوداد لأن الفوز اصبح الخيار الوحيد لأبناء القلعة الحمراء اذا ارادوا الوصول للدور قبل النهائي للبطولة الافريقية. الصمت الرهيب كان يسيطر علي اتوبيس الفريق اثناء العودة الي فندق الاقامة لا احد يتحدث وتحول الضحك والهزار الي صمت تام في سكون الليل وعقارب الساعة تثير الي الواحدة صباحا بتوقيت الجزائر.. الثانية بتوقيت القاهرة، وفور وصول الفريق للفندق توجه اللاعبون الي غرفهم دون ان يبتسموا لموظفي الاستقبال وهي الابتسامة التي تعودوا عليها منذ وصول البعثة للجزائر. ورغم موعد السحور الا ان معظم اللاعبين لم يخرجوا من غرفهم لتناول وجبة السحور خاصة انهم كانوا يعلمون انهم دخلوا »النفق« الصعب بعد ان بدأوا يحسبون الحسابات للموقف في الجولة الأخيرة واكتشافهم ان فوز الترجي علي المولوديه بتونس وهو امر مؤكد وفوز الوداد علي الأهلي بالمغرب يعني تماما انهم سيقصون رسميا من المنافسات ودون الانتظار للجولة الأخيرة. لاعبو الفريق الذين تناولوا وجبة السحور مثل السيد حمدي وشريف عبدالفضيل وشريف اكرامي ووائل جمعة وعماد متعب واحمد عادل ومحمود ابوالسعود ومحمد فضل كانوا يعلمون بقوة الفريق المغربي الذي تعادل مع الأهلي في القاهرة (3/3) واخيرا تعادله مع الترجي في تونس واكتساحه للمولوديه باربعة أهداف نظيفة في المغرب. وهو الأمر الذي كان محور الحديث علي مائدة السحور لدرجة ان شريف عبدالفضيل قال لي بالحرف الواحد علي مائدة السحور »خلاص.. شكلها انتهت« وهو ما يؤكد مدي حالة القلق التي بدأت تسيطر علي اللاعبين في هذه الرحلة التي بدأت بمرح وسعادة وتحولت لكابوس في النهاية. وخلال رحلة العودة الي مصر.. تلاشت فرحة اللاعبين التي كانت علي وجوههم في رحلة الذهاب وجلس كل لاعب علي المقعد الخاص له في الطائرة.. منهم من فضل النوم ومنهم من كان في وادي اخر من التفكير.. ولكن كل المؤشرات كانت تؤدي الي تفكير اللاعبين في المستقبل الغامض الذي قد يواجههم امام الواد بالمغرب 11 نوفمبر القادم.